منذ 28 من شهر "مايو" الماضي والنادي الأهلي يبحث عن صانع ألعاب أجنبي بعد تلقيه الرسالة الإلكترونية من البرازيلي مارسيلو كماتشو اعتذر فيها لحامل لقب كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال عن الاستمرار لعام ثان على التوالي، مؤكداً أن الظروف العائلية أرغمته على عدم التجديد وأن زوجته لم تعد ترغب بالبقاء في جدة وتفضل الرحيل خارج السعودية. أكثر من 60 يوما والأهلي منذ أن شمّر الأهلي عن ساعديه بادئا رحلة البحث عن اسم يعوّض غياب الموهوب كماتشو، تلك الرحلة التي كان يعتقد عشاق القلعة ومحبي الراقي أنها ستكون قصيرة نظراً لملء مواطنه فيكتور سيموس والعماني عماد الحوسني مركزي الهجوم والكولمبي بالومينو منطقة المحور؛ إذ تبقى فقط على صناع القرار في الأهلي جلب صانع لعب بمواصفات خاصة وإمكانيات معينة، فتارةَ تدور الأقاويل عن أن المدرب جاروليم حدّد لاعباً بعينه من بني جلدته، وتارةَ يريد التشيكي صانع لعب برجلٍ يسارية. تلك المواصفات جعلت الشارع الأهلاوي يطمئن للمفاوضات الباكرة واستغل بداية الإجازة الصيفية بعد عناء موسمٍ طويل وشاق بداية القصة لم تكن اسماً بل مجموعة أسماء مترابطة في سلسلة واحدة، ابتدأت بهداف الدوري الروماني ويسلي لوبيز والذي نصّبته الصحافة الرومانية لاعباً أهلاوياً، ثم تفاجأ البعض أن لوبيز لم يكن إلا حاجباً تمويهياً اتخذه المفاوض الأهلاوي ليقترب من الهدف الحقيقي (التشيلي فالديفا) والأخير رفض العين الإماراتي بيع عقده بحكم وهو الذي يمتلك بطاقته الدولية إلى جانب الشرط الجزائي الكبير والذي يقدر بثلاثة ملايين يورو. وبعد فالديفا اتجهت البوصلة الأهلاوية نحو البوليفي كامبوس وتم تسريب الخبر، وبات الإعلان الرسمي قريباً قبل إعلان الرفض من رئيس النادي البوليفي مارسليو كليور، والأخير رفض طريقة دفع المبلغ (ثلاث دفعات) وطالب به دفعة دفعة واحدة مما عجّل بإقفال الملف نهائياً. العالم يعجّ بلاعبي كرة القدم ومن هذا المنطلق عرض وكيل أعمال عربي على الأهلي محترف أرسنال الإنجليزي اللاعب التشيكي توماس روزوسكي وسط ترحيب من جاروليم، ولم تبدأ المفاوضات لمعرفة الأهلي سابقاً بجواب الإنجليز الذي من المستحيل أن يفرّطوا به. توالت الأسماء وأنهمرت انهمار المطر، وبدأت السفينة الأهلاوية تبحر تجاه شواطئ البرازيل ورست على شاطئ نادي فاسكو دي جاما، إذ زاحم الأهلي جاره الاتحاد في التوقيع مع البرازيلي دييجو دي سوزا والذي انضم أخيراً ل (العميد). ضربة الصيف أتت حين أعلن وكيل أعمال الأرجنيتني خوان ريكلمي أن موكله تلقى ثلاثة عروض سعودية جميعها تلعب في دور الثمانية لدوري أبطال آسيا، هنا ارتفع سقف طموح الجماهير الأهلاوية، إذ من المفرح أن تتم التضحية بمارسيلو كماتشو وأن تعوَّض بصانع أفراح منتخب التانجو، الفرحة لم تكتمل حين وقع ريكلمي لكروزيرو البرازيلي. هنا عرفت الجماهير أن المفاوض الأهلاوي بدأ يلعب بأعصابها جيداً مع تبقي فترة بسيطة وتنتهي مهلة التوقيع مع اللاعبين الأجانب في لجنة الاحتراف السعودية، ولاسيما أن الهلال لم تكتمل صفوفه حينها بعد؛ مما يعني المزاحمة على الأسماء المعروضة في سوق الانتقالات الصيفية. بعد أيام قليلة وفي هدوء مهيب جلس المفاوض الأهلاوي في أحد مطاعم باريس الفاخرة وعرض على صانع ألعاب باريس سان جيرمان اندرسون نيني مبلغ ثلاثة ملايين يورو سنوياً، وهو ما رفضه البرازيلي قطعاً وطالب بزيادة مليون يورو عن الموسم الواحد، وامتثل المفاوض الأهلاوي لطلب نيني مشترطا الكشف الطبي قبل التوقيع النهائي، وبعد الاتفاق انسحب المفاوض الأهلاوي من الصفقة وسط استغراب اللاعب الذي يعتبر ثاني أفضل صانع لعب في أوروبا عام 2011. وقبل أيام أرسل الأهلي مندوباً إلى أوكرانيا لمفاوضة نادي ميتاليست من أجل خطف اللاعب البرازيلي كلايتون اكزافر ورفض الأخير الرحيل وفي تلك الأثناء وقعت إدارة الأهلي مبدئياً مع لاعب بوتافوجو البرازيلي واندرزينهو وطلب رئيس النادي البرازيلي من لاعبه التريّث قبل الرحيل وعرض عليه زيادةً مالية سنوية، ورحّب اللاعب (الأسمر) بعرض رئيسه ليستمر في ناديه. هنا استيقظت الجماهير الأهلاوية من سباتها الطويل وطالبت بتدخل الرئيس الشرفي الأمير خالد بن عبدالله لحسم الموضوع، وفي صبيحة يوم الأربعاء الموافق 25 يوليو انتشر الخبر في أرجاء المكان، الأهلي وقّع أخيراً مع الأرجنتيني موراليس، إذ أرسل نادي تييغري الأرجنتيني موافقته وأوراق اللاعب كي يتمكن الأهلي من قيده رسميا في كشوفاته. تك الصفقة التي فاقت 30 مليون ريال سعودي ولمدة ثلاث سنوات تتسائل عنها الجماهير السعودية والأهلاوية عن مدى نجاحها خصوصاً وأن موراليس يعتبر انتقاله للأهلي الرحيل الأول عن موطنه الأرجنتين. ويبقى السؤال المهم لدى المتابع عن مدى مقدرة ابن (التانجو) الأرجنتيني في التأقلم مع الأجواء الخليجية وهل باستطاعته تعويض المكان الشاغر الذي خلّفه رحيل النجم البرازيلي كماتشو.