يريد بطل سباقات المسافات الطويلة الأثيوبي الشهير هايلي جيبرسيلاسي أن يعيش إلى الأبد، فرأسه مزدحم بالأفكار العديدة، ولا توجد فكرة واحدة بينها تتسم بالتواضع. فأسطورة سباقات الماراثون الأثيوبي يريد المشاركة في سباق الماراثون بدورة الألعاب الأولمبية لعام 2016 في ريو دي جانيرو رغم أن عمره سيكون 43 عاما وقتها، كما يريد انتقال الألعاب الأولمبية إلى قارته الأفريقية، وأيضا أن يصبح رئيسا لبلاده أثيوبيا. وتجعل الابتسامة التي تعلو وجهه دائما من يستمع إليه يعتقد أنه يمزح ولكن «جيبري» يصر على أنه جاد تماما. وقال سيلاسي لمجموعة صغيرة من الصحفيين: «لا شيء يكفيني. فأنا مازلت أمارس ليس ألعاب القوى فحسب، وإنما رياضات أخرى أيضا». واضاف جيبرسيلاسي: «أمارس أنشطة أخرى مثل الأعمال التجارية. وفي المستقبل أريد خوض عالم السياسة». ولكن هذا المشروع مازال مؤجلا، فهو في البداية يريد المشاركة في سباق الماراثون بأولمبياد ريو دي جانيرو عام 2016، وهو السباق الذي كرس جيبرسيلاسي نفسه له منذ أن اعتزل سباقات المضمار في 2004. وشدد العداء الأثيوبي على وجهة نظره قائلا: «ولم لا؟ لماذا لا أجري؟ إنك عندما تكون عداء تضع لنفسك الأهداف. ولكن إذا لم تضع لنفسك هدفا ، فلم تجري؟». وقبل أربعة أعوام، رفض جيبرسيلاسي المشاركة في أولمبياد بكين 2008 بسبب ارتفاع مستوى تلوث الهواء في العاصمة الصينية والذي كان من شأنه زيادة حدة الربو الذي يعاني منه العداء الأثيوبي منذ طفولته. أما في أولمبياد لندن 2012، فقد انتهت مشاركته في الألعاب مع حفل الافتتاح الذي يصفه بأنه «تجربة رائعة» سمحت له بمقابلة شخصيات بارزة مثل الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون. ويقسم جيربسيلاسي وقته في الوقت الراهن ما بين الرياضة وإدارة أعماله المتعددة في أثيوبيا والتي تشمل فندقا ومدرسة للجمباز ودار عرض سينمائي وتوكيل سيارات. ويؤكد العداء الأثيوبي أن أعماله التجارية تسير بشكل جيد. ويقول: «لا أمارس أشياء عديدة في الوقت ذاته. فعندما أعتزل العدو، سأدخل في السياسة. أمارس أمرين فقط في الوقت الراهن، الأعمال التجارية والعدو. وعندما أعتزل العدو، سيكون التجارة والسياسة». ولكن جيبرسيلاسي لا يضع لنفسه سقفا زمنيا، فلا سقف زمنيا ولا حدود لطموحاته فعندما سئل عما إذا كان يمكن أن يرشح نفسه في المستقبل لمنصب رئيس أثيوبيا، ظهرت ابتسامته الشهيرة على وجهه وقال: «ولم لا؟». فالحدود أمر لا يعرفه هذا اللاعب الرياضي الذي يأمل أيضا أن يتمكن من اقناع اللجنة الأولمبية الدولية بأن أفريقيا قد صارت مستعدة أخيرا لاستضافة أول دورة أولمبية في تاريخها. وقال: «هذا الأمر ناقشته مع أصدقائي هنا. فلم لا تستطيع أفريقيا استضافة دورة أولمبية قريبا؟ انظروا إلى ما فعلته جنوب أفريقيا في كأس العالم. لقد قدمت بطولة رائعة».