تفتتح اليوم في لندن الألعاب الأولمبية الصيفية 2012، وتستمر لغاية 12 أغسطس 2012. باستضافتها لاولمبياد لندن 2012 تصبح لندنالمدينة الأولى التي تستضيف الألعاب الأولمبية الحديثة ثلاث مرات، بعد استضافتها لها مسبقا في 1908 وفي 1948. وتطلبت الألعاب الأولمبية إعادة تطوير العديد من المناطق في لندن والتي ستقام الألعاب بها. وقد ووجهت في حينه باعتراضات متعلقة بالميزانية وقوبلت ببعض الانتقادات، سوف تستخدم الألعاب أماكن كثيرة كانت جاهزة بالفعل قبل تقديم العرض، بما في ذلك ملعب ويمبلي، وساحة ويمبلي، ونادي ويمبلدون عموم إنجلترا، ارضي الرب للكريكيت، o2 أرينا، مركز محكمة الإيرل للمعارض، وأكاديمية يماوث وبورتلاند الوطنية بلإبحار، و مركز إكسل. التحضيرات الامنية اليوم يمثل اكبر تحدٍ امني للطاقم الامني في لندن بحضور اكثر من 100 رئيس وكبار مسؤولي الدولة والاجانب الذين يحضرون حفل الافتتاح في الحديقة الاولمبية منهم الملكة إليزابيث والسيدة الأولى ميشيل أوباما، المرشح الرئاسي ميت رومني. ونشرت الحكومة البريطانية أنظمة صواريخ أرض-جو حول العاصمة لندن خلال دورة الألعاب الأولمبية 2012 لتفادي اي خطر امني قد يواجه العاصمة وستتضمن هذه أنظمة صواريخ عالية السرعة، ستكون جزءا من خطة الدفاع الجوي التي تهدف إلى حماية القرية الأولمبية وتم وضع الصواريخ في أماكنها في منتصف شهر يوليو الحالي. وافاد وزير الدفاع البريطاني، فيليب هاموند، على الرغم من أنه لم ترد أنباء بأي تهديد لدورة الألعاب الأولمبية، فإن أنظمة الصواريخ ستكون رادعا قويا ضد أي محاولة، ووصف هاموند هذه المنظومة بأنها جزء من خطة شاملة متعددة الجوانب لتأمين الأجواء البريطانية خلال الأولمبياد. وكانت الخطة المبدئية تتضمن 100 موقع مقترح لنشر الصواريخ ولكن تم تقليلها إلى ستة مواقع فقط. كما تشمل خطة التأمين التي وضعتها وزارة الدفاع نشر نحو 7500 جندي، والاستعانة بمقاتلات ومروحيات، تحسبا لمحاولة بعض الجماعات شن هجمات. فوائد الأولمبياد الكثير يشكك في الفوائد التي ستعود على البلاد من استضافة دورة الألعاب الأولمبية التي تنطلق في لندن اليوم، يرى بعض البريطانيين أن الفوائد المترتبة على الأولمبياد ستعود على الشركات الكبيرة بالنفع وليس المواطنين العاديين، كما أفاد الكثير عن اعتقادهم بأن الحكومة البريطانية انفقت اكثر مما ينبغي من الاموال لاستضافة الاولمبياد. بالاضافة الى إن المدن البريطانية عدا العاصمة لندن لن تشعر بأي نفع من جراء استضافة البلاد للاولمبياد. الأمير محمد بن نواف التجهيزات ستجري العديد من السباقات خارج الحديقة الاولمبية في ملاعب في العاصمة لندن وخارجها، فحديقة هايد بارك في قلب العاصمة البريطانية ستستضيف سباقات الالعاب الثلاثية وسباقات ماراثون السباحة التي ستجري في بحيرة الحديقة المعروفة ب «سربنتاين.» ستستخدم ملاعب الكرة في انحاء بريطانيا خلال فترة الاولمبياد منها: هامدن بارك، غلاسغو، سان جيمس بارك، نيوكاسل، ستاد ستي اوف موفنتري، ستاد ويمبلي في لندن، ستاد ميلينيوم، في كارديف واولد ترافورد في مانشستر، وتشكل المواقع خارج لندن جزءا من ساحات الالعاب الاوليمبية. ستستغل بحيرة دورني في ايتون دورني قرب وندسور، وهي ساحة تجديف عالمية، لمناسبات التجديف في اولمبياد 2012. وتم تطوير الامكانيات الحالية من اجل التدريبات والمسابقات. سيحوي نادي الكروكيه والتنس الشهير عالميا في ومبلدون، ايضا جنوب غرب لندن، مسابقات التنس الاوليمبية في الفترة من السبت 28 يوليو الى الاحد 5 اغسطس. في الجانب الآخر من المدينة، سيكون قصر هنري الثامن في هامتون كورت نقطة البداية والنهاية لمباريات الاعداد لمسابقة الدراجات الاوليمبية، وسيمتد بقية مضمار السباق حول ايشر في مقاطعة سري الى جنوب الغرب من لندن. لمرفأ وولتش اللندني تاريخ عسكري طويل وبدأ انشاء ثكنات المدفعية الملكية الحالية عام 1776 وستجرى هنا مسابقات الرماية الاوليمبية وللمعوقين ومباريات رمي السهام للمعوقين. بارك جرينيتش، وهو من المواقع التراثية المعترف بها عالميا، سيستضيف سباقات ركوب الخيل اضافة الى بعض اجزاء الالعاب الخماسية. مضمار خيالة الحرس الملكي في وايتهول في قلب لندن سيشهد سباقات كرة الشاطئ. يقول منظمو الاولمبياد إن استخدام ملاعب مؤقتة في مواقع متعددة من لندن ستزيد من جاذبيته ورونقه. اما مسابقات الابحار فستجرى في وايموث وبورتلاند بمقاطعة دورست، وهو المكان الذي يحوي افضل مياه للابحار في المملكة المتحدة. ويحوي الموقع بالفعل الاكاديمية الوطنية للابحار ويجري تطوير المكان. التنقل والمواصلات دورة لندن 2012 هي أول دورة تصب تركيزها على الوصول إلى مقرات المسابقات باستخدام وسائل النقل العام والمشي وبالدراجة الهوائية. ستستغرق رحلة قطار جافلين السريع الجديد من محطة كينغز كروس إلى محطة ستراتفورد إنترناشونال سبع دقائق فقط، ويحمل ما يصل إلى 25,000 راكب بالساعة من وسط لندن إلى المنتزه الأولمبي. قد تم تقسيم بعض الطرق الى قسمين قسم خاص بالسير العام وقسم مخصص للرياضيين والمسؤولين، وكبار الشخصيات، وحافلات وسائل الاعلام فقط يصل مجموعها الى 30 ميلا من الطرق، والتي تعمل جنبا إلى جنب مع مسارات حركة المرور العادية. وسوف تعمل من الساعة السادسة صباحا حتى منتصف الليل خلال الألعاب الأولمبية. وفقا لبعض التقديرات، ستمر 1300 سيارة في الساعة على هذه الطرق. اللندنيون يشعرون بالقلق بأن مشاكل النقل ستتفاقم مع انطلاق الالعاب الاولمبية بسبب الطرق الخاصة مما ادى الى دفع الالاف من الناس يوم الاربعاء باللجوء الى المترو الذي يشكل نظاما مضغوطا بالاصل. بالتالي قد واجهت هؤلاء الالاف تأخيرات شديدة في رحلتهم من كثافة الركاب. دورة لندن 2012 هي أول دورة أولمبية صيفية تحسب حجم التلوث البيئي بالكامل. كما تأمل أن تحقق رقما قياسيا عالميا جديدا بعدد الأشخاص الذين يعادل التلوث البيئي الناتج عن رحلتهم لحضور هذا الحدث الرياضي ما تم اللجوء إليه لأجل الحفاظ على البيئة في المنتزه الأولمبي. المنتزه الأولمبي هو أول وأكبر منتزه جديد في أوروبا منذ 150 سنة. وتم فيه تحويل الأراضي الملوثة إلى طبيعتها الأصلية من نهر ومنطقة أراضيها مشبعة بالمياه لتعود إليها الحياة البرية. دور السفارة السعودية أعربت سفارة خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة عن سعادتها برفع علم المملكة العربية السعودية في القرية الأولمبية في لندن مؤكدة تسخير إمكاناتها المادية والبشرية كافة لضمان إنجاح مشاركة المملكة في الألعاب الأولمبية. وأوضح بيان صحفي صدر عن السفارة أن سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة الأمير محمد بن نواف بن عبد العزيز أصدر توجيهاته منذ وقت مبكر بوضع إمكانات السفارة أمام الجهازين الإداري والرياضي لفرق المملكة المشاركة في الأولمبياد. وبيّن أن السفير عين ملحقا أولمبيا من مسؤولي السفارة يكون مسؤولا عن ملف مشاركة المملكة والعمل على تذليل الصعوبات التي قد تعترض فرق المملكة والتنسيق المستمر مع اللجنة الأولمبية السعودية وتقديم كل التسهيلات لمسؤوليها بالإضافة إلى التنسيق مع الجهات البريطانية المعنية. و أشار البيان إلى عقد عدة اجتماعات مع الجهات المعنية في بريطانيا في سبيل التأكد من توفر جميع البيانات والوثائق الضرورية للفرق الإدارية والرياضية السعودية المشاركة في الأولمبياد. ولفت إلى إقامة مركز إعلامي في السفارة لمساعدة الإعلاميين السعوديين المرافقين للبعثة الرياضية يتواصل العمل به طيلة أيام الأسبوع إلى حين انتهاء دورة الألعاب الأولمبية. وأفاد البيان أن الأمير محمد بن نواف بن عبد العزيز والرئيس العام لرعاية الشباب ورئيس اللجنة الأولمبية السعودية سيرعيان حفل إفطار رمضاني سيقام في المتحف البريطاني مطلع شهر أغسطس، تكريما لرؤساء وفود الدول الإسلامية المشاركة في الأولمبياد وكبار الشخصيات الإسلامية من مديري المراكز والجمعيات الإسلامية في بريطانيا ، وسيسبق حفل الإفطار جولة للوفود على معرض الخيل العربية الأصيلة المقام حاليا في المتحف البريطاني. وفي وقت سابق تمنى الأمير محمد بن نواف في تصريح صحفي التوفيق للفرق السعودية المشاركة في الأولمبياد وأن تعكس المشاركة المستوى المتطور للرياضة في السعودية وقال: «التطور الذي تشهده الرياضة في السعودية تم بتوفيق الله عز وجل أولا، ثم بالدعم الكبير الذي يحظى به قطاع الرياضة بشكل عام والشباب بشكل خاص من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز وولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز حفظهما الله» واضاف: «إن السفارة وضعت إمكانياتها كافة لتهيئة الأرضية المناسبة لنجاح مشاركة الفرق السعودية في هذه الدورة الأولمبية».