استطاع شباب من منطقة الأحساء، تأسيس صفحة على "الفيس بوك" قدمت رصدا للحياة الاجتماعية في الأحساء قديماً، مستندين على الموروث الضخم للمنطقة، والتي تُعد أحد مقاصد الباحثين والمؤرخين. وأسهمت الصفحة بالتعريف عن المنطقة سياحياً، كما أن كل من زار الأحساء قديماً من داخل المملكة وخارجها استعاد الصور والحكايات، وهذا كله حرّك الكثير من المشاعر، مما سيدفع بالكثير إلى زيارة الأحساء، والتعرف عن قرب عليها وفي هذا تسويق سياحي حقيقي. "الرياض" تلتقي مؤسس الصفحة، وبعض المختصين، فكان هذا التحقيق. الملك فيصل -رحمه الله- يفتتح مشروع الري وخلفه الملك عبدالله عام 1970م إرث متنوع في البداية قال "سعيد محمد الرمضان": إن فكرة "صفحة الأحساء قديماً" كانت أشبه بالحلم، وهي أن تشكل مكتبة عظيمة عن المنطقة يطّلع عليها كل شخص، بعد ملاحظته لافتقار المواقع الاجتماعية، خاصةً "الفيس بوك" لصفحة متخصصة في نشر صور ومقاطع فيديو قديمة ومعلومات موثقة عن الأحساء، مشيراً إلى أن المنطقة لديها إرث ثقافي واقتصادي وتجاري وزارعي كبير، وقد زارها رحالة ومستكشفون كان لهم دور في توثيق الكثير من أوجه الحياة اليومية، مؤكداً على أنه تولدت فكرة تأسيس صفحة على "الفيس بوك" ووضعت لها قوانين، وأبرزها ألاّ يقل عمر الصورة عن (25) عاماً، ذاكراً أن جمع الصور التراثية في مكان واحد يسهل الاطلاع عليها والإفادة منها، مع ربط حاضر الأحساء بماضيها، وهذا يصب في مصلحة تسويقها سياحياً. حمل سعف النخيل لاستعماله في الصناعات اليدوية عام 1935م موسوعة عالمية وأوضح "الرمضان" أن (23) ألف مشارك في الصفحة، شاركوا في نشر (1000) صورة قديمة، بعد التحقق منها وتنقيحها، مضيفاً أن أربعة شباب مقيمين خارج المملكة هم من يشارك معه في إدارة الصفحة، منهم اثنان مبتعثان، مبيناً أن العمل على مدار الساعة عبر نشر معلومات موثقة ودقيقة، مشبهاً الصفحة ب"موسوعة عالمية"، لافتاً إلى أن أقدم صورة نشرت عن الأحساء تعود للعام 1905 م. وحظيت جهود "سعيد الرمضان" وزملائه بدعم كبير من فرع الهيئة العامة للسياحة والآثار بالاحساء، وغرفة وأمانة الاحساء. قافلة وصلت إلى الهفوف لشراء البضائع عام 1928م أسلوب سياحي وقال "الرمضان": إن الصفحة عرفت بالأحساء، مضيفاً أنه افتتح قبل أيام صفحات فرعية لبعض القرى كونها تحمل تاريخا ضاربا في القدم، كقرية "البطالية" و"القارة" و"العمران"، مشيراً إلى أن هذه الساحات مرتبطة بالصفحة الرئيسة، وهذا أسلوب سياحي لإظهار الأحساء من زوايا مختلفة، كاشفاً أنه ومن ثمار هذه الصفحة أن طلاب دراسات عليا بدأوا في الدخول على الصفحة وأخذ معلومات وصور عن الأحساء، مؤكداً على أن أحدهم يحضر "الماجستير" في الفنون المعمارية، استفاد من تلك الصور في رسالته، موضحاً أن تلك الصور مكنتهم من إنتاج فيلمين عن الأحساء، لافتاً إلى أنه ينوي إطلاق صفحة "الأحساء حديثاً" ليكون الرديف ل"الأحساء قديماً"، طامحاً إلى تحويل الصفحة إلى معرض ثابت، يضم أجنحة، معرباً عن تفاؤله بدعم الهيئة العامة للسياحة والآثار وغرفة الأحساء وأمانة المنطقة لإقامة هذا المعرض. سوق الفخار في الأحساء عام 1928م ابتعاث ومشاركة حب الوطن ليس له حدود، هذا ما يمكن قوله عن الشابين "مرتضى الحمود" و"علي القريني"، فهذان الشابان المبتعثان للدراسة في كندا، لم يمنعهما بعدهما عن الوطن في المساهمة والتعريف به وبمقوماته وتاريخه، فقد وظفا تمكنهما في اللغة الإنجليزية للبحث عن المصورين العالميين الذي زاروا الأحساء قديماً من كل دول العالم، ثم وصلوا إلى صفحاتهم على "الفيس بوك"، واستأذنوهم في اقتناء صور الأحساء ونشرها على الصفحة، حتى أن (40%) من الصور القديمة الموجودة على صفحة "الأحساء قديماً " هي منهما. السور الخارجي لمدينة الهفوف عام 1928م قراءة تاريخية وقال "علي بن أحمد الحمد" -مدير مركز التنمية الاجتماعية بالأحساء-: إن الصفحة تُعد قراءة تاريخية وحضارية واجتماعية لأبعاد الحياة التي كانت في الأحساء، مضيفاً أن رصد الحياة الاجتماعية حتماً سيقيس مدى التطور الذي عاشته هذه المنطقة، مبيناً أن الأحساء لديها موروث ضخم، وهي لا تزال بكرا للباحثين الاجتماعيين، مؤكداً على أنه سيكون للصفحة إسهام بالتعريف عن المنطقة سياحياً، ذاكراً أن الذين زاروا الأحساء قديماً من داخل المملكة وخارجها سيستعيدون الصور والحكايات التي مروا بها. وأضاف ان انعكاس هذا العمل الجميل سيظهر جلياً من خلال حركة التأليف وإعادة صياغة القصص والحكايات، وهي فرصة لاستثارة مشاعر الأدباء ومدوناتهم. كهوف جبل القارة قبل نحو 85 عاماً وسائط الكترونية ورأى "حسين محمد الحاجي" -مشرف التسويق في فرع الهيئة العامة للسياحة والآثار بالأحساء- أن صفحة الأحساء قديماً واحدة من الوسائط الالكترونية الحديثة التي عزّزت مكانة المنطقة على المستوى السياحي، مضيفاً أن الأستاذ "سعيد الرمضان" نجح في إخراج إرث تاريخي وثقافي واجتماعي عميق، مبيناً أن الصور تظهر مدى التحضر الذي كانت عليه المنطقة، ويبدو هذا من خلال دخول الكاميرا إليها في ذلك الوقت، لافتاً إلى أن الطراز المعماري يوضح مدى التقدم في المجال الفني والهندسي، وهذا كله حرّك الكثير من المشاعر تجاه أماكن اختفت أو أزيلت، وبالتالي فإنها بلا شك ستدفع بالكثير كل حسب اهتمامه لزيارة الأحساء، والتعرف عن قرب عليها وفي هذا تسويق سياحي حقيقي. علي الحمد سعيد الرمضان