سعادة/ رئيس تحرير جريدة "الرياض" المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: نشرت الجريدة في عددها رقم 16086 الصادر بتاريخ 19/8/1433ه مقالاً بعنوان (هناك رائحة في قضية القطارات) للكاتب عابد خزندار تحدث فيه عن الإجراءات التي اتبعتها المؤسسة في طرح منافسة القطارات الجديدة متسائلاً عن سبب قصرها على شركتين اسبانيتين لم تشتهرا في صناعة القطارات وأن شبكة القطارات فيها (أسبانيا) أضعف من الشبكات الأوروبية، ولماذا لم تتم دعوة شركات من دول مبرزة في صناعة القطارات، ولماذا لم يتم التأكيد على مواصفات القطارات لتتوافق مع الظروف البيئية والمناخية للمملكة، إضافة إلى عدم قيام المؤسسة بتأهيل شبكتها لتسيير القطارات الجديدة عليها. ومع تقديرنا لما أشار إليه الكاتب ، ورغبة في إظهار الحقائق، أود الإفادة بأن المؤسسة قامت في عام 2007 بطرح منافسة عالمية مفتوحة لتأمين ثمانية أطقم قطارات حديثة بمواصفات ومعايير ذات جودة عالية ، وقد تم نشر إعلان المنافسة في عدد من الصحف العالمية والمجلات المتخصصة في السكك الحديدية، كما تم توجيه دعوات إلى عدد من الشركات الأوروبية المعروفة على مستوى العالم من بينها شركات ألمانية وأسترالية، ولم تتقدم لهذه المنافسة سوى شركتين من أسبانيا، وبعد دراسة وتحليل العروض الفنية تم التأهيل وفازت شركة (كاف) حيث كان العرض المالي هو الأقل، وبناء على نظام المنافسات الحكومية فقد تم توقيع العقد مع شركة كاف الأسبانية. وقد تم الأخذ في الاعتبار عند تأهيل هذه الشركة (كاف الأسبانية) ما تمتلكه من تاريخ وخبرة في هذا المجال، إذ إنها شركة عالمية متخصصة في صناعة القطارات السريعة ورائدة في السوق الدولية في مجال تصميم وصيانة وتصنيع وتوريد المعدات والقطارات والمكونات لشبكات السكك الحديدية لأكثر من مئة عام ولها خبراتها في القارات الخمس وشهرتها في المعايير الدولية وهي صاحبة قطارات (renve) وقطارات (ave) السريعة التي تربط مدن أسبانيا، ولديها عقود تصنيع قطارات مع دول كثيرة بينها دول أوروبية وأمريكا والبرازيل والجزائر. وبشأن المواصفات المطلوبة في هذه القطارات فإن من نافلة القول الإشارة إلى أن كراسة الشروط والمواصفات ركزت على الظروف البيئية والمناخية التي تعيشها المملكة حيث تمت الإشارة صراحة إلى أن درجات الحرارة في المناطق التي تعمل فيها هذه القطارات تصل إلى نحو 55 درجة مئوية خلال فصل الصيف وتنخفض في الشتاء إلى درجة مئوية تقريباً وأن متوسط الرطوبة النسبية ما بين 70-90% وتصل في بعض الحالات إلى 98% وأن الخط الحديدي مرتفع عن مستوى سطح البحر بنحو 620 متراً، كما أخذ في الاعتبار موجات الغبار والرمال المتحركة خاصة في المناطق الساحلية والمناطق الصحراوية إضافة إلى حركة العواصف العنيفة والأمطار الغزيرة بحيث لا تسبب ضرراً أو فقدان كفاءة في عمل القطار، وهذا الجزء الخاص بالظروف المناخية كان له اهتمام في فقرات أخرى في كراسة الشروط والمواصفات خاصة فيما يتعلق بعملية الترشيح وزيوت التشحيم والوقود وعمليات صد الرمال والغبار عن القطار، وكذلك دعم المحامل الخاصة بمحركات السحب فضلاً عن هواء الاحتراق وأن تكون الأجزاء الأخرى محمية بشكل جيد لمنع تسرب الرمال والغبار إلى الأجزاء الدقيقة والحساسة في القطار بحيث يكون القطار قادراً على العمل في مثل هذه البيئة بكفاءة عالية وطبقاً للشروط والمواصفات الموضحة.، كما تم عقد ورشة عمل في المملكة بين المصنعين والمؤسسة للتأكد من مطابقة القطارات للظروف البيئية والمناخية في المملكة. وفيما يخص تهيئة بنية تحتية تستوعب تشغيل هذه القطارات قبل التفكير في تصنيعها، فقد أدركت المؤسسة أن تشغيل هذه القطارات بالسرعة والكفاءة المطلوبة يعتمد على أمرين الأول هو توفر بنية تحتية قوية من الخطوط الحديدية مؤهلة لذلك، والثاني هو توفر نظام إشارات واتصالات آلي ، وبالرغم من كفاءة الخط الحديدي المخصص لقطارات الركاب فقد قامت المؤسسة قبل إدخال القطارات الجديدة للخدمة بتنفيذ عدد من المشاريع من بينها مشروع ازدواج الخط الحديدي ومشروع بناء معابر خرسانية على امتداد الخط بهدف إغلاق جميع التقاطعات ومشروع تركيب سياج عالي الشد على جانبي الخط الحديدي من الدمام إلى الرياض وذلك لمنع دخول السيارات والمركبات الأخرى والحيوانات إلى حرم الخط الحديدي، وتعديل بعض منحنيات الخط الحديدي لمواجهة السرعات العالية واستبدال بعض مكونات الخط الحديدي، وقد أنجز القسم الأكبر من هذه المشاريع، كما تمتلك المؤسسة أنظمة متطورة في مجال الاتصالات والإشارات وهو نظام آلي حديث يوفر لطواقم القطارات معرفة آنية بحالة الخط الحديدي وتلافي الأخطاء البشرية التي قد تحدث أثناء التشغيل وتراقب كفاءة سير القطارات آلياً كما أن المؤسسة تقوم حالياً باستكمال إجراءات تركيب نظام مراقبة على الخط الحديدي بالكامل يعمل بالتحسس والاستشعار متصل بغرفة المراقبة المركزية لرصد أي حركة قرب الخط الحديدي، وذلك بهدف الوصول إلى تشغيل آمن وسريع وعالي الجودة للقطارات. آمل التفضل بالاطلاع والنشر في الصفحة المخصصة لذلك. مع قبول أطيب تحياتي * مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام