سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
“الخطوط الحديدية" حريصة على كفاءة أسطولها وتبرم التعاقدات مع شركات عالمية ذات سمعة وتاريخ أبو زيد.. صفقة جديدة مع شركات أمريكية وصينية ب 700 مليار ريال
* لما ذا وقعت المؤسسة العقد مع الشركة الاسبانية لتأمين ثمانية أطقم قطارات، ولم تقم بدعوة شركات عالمية أخرى ؟ ** في عام 2007 قامت المؤسسة بطرح منافسة عالمية مفتوحة لتأمين ثمانية أطقم قطارات حديثة بمواصفات ومعايير ذات جودة عالية، وقد تم نشر إعلان المنافسة في عدد من الصحف العالمية والمجلات المتخصصة في السكك الحديدية، ولم تتقدم لهذه المنافسة سوى شركتين اسبانيتين في حين اعتذرت بعض الشركات العالمية عن التقدم للمنافسة، وبعد دراسة وتحليل العروض الفنية تم التأهيل فازت شركة (كاف) حيث كان العرض المالي هو الأقل، وبناء على نظام المنافسات الحكومية فقد تم توقيع العقد مع هذه الشركة لتأمين القطارات المطلوبة خلال مدة لا تتجاوز 36 شهرًا بقيمة إجمالية تبلغ (612.141.983) مليون ريال. * واجهت القطارات مشكلات فنية عندما أدخلت للخدمة فهل تم مراعاة الظروف المناخية والبيئية للمملكة في كراسة الشروط والمواصفات المطلوبة ؟ ** المؤسسة كما تعلمون تعمل في هذا المجال منذ أكثر من ستين سنة، وسبق لها التعاقد مع عدد من الشركات الأمريكية والأوربية والكورية لتأمين معدات وعربات، ولديها مواصفات ومعايير خاصة معتمدة يتم التركيز فيها على الظروف البيئية والمناخية للمملكة، كما أن هناك معايير معتمدة لدى الاتحاد الدولي للسكك الحديدية ومنظمات المقاييس والمعايرة الدولية وقواعد التقنية المعترف بها دوليًا وهي معايير يتم الاسترشاد بها من قبل الدول الأعضاء في الاتحاد والهيئات المشار إليها، والمملكة عضو في هذا الاتحاد وفي عدد من هيئات المقاييس، وبالتالي فإن من نافلة القول الإشارة إلى أن كراسة الشروط والمواصفات الخاصة بهذه القطارات قد ركزت على ضرورة أن تكون هذه القطارات قادرة على العمل في جميع الظروف البيئية والمناخية التي تعيشها المملكة . حيث تم الإشارة صراحة إلى أن درجات الحرارة في المناطق التي تعمل فيها هذه القطارات تصل إلى نحو 55 درجة مئوية خلال فصل الصيف وتنخفض في الشتاء وأن متوسط الرطوبة النسبية ما بين 70-90% وتصل في بعض الحالات إلى 98% وأن الخط الحديدي مرتفع عن مستوى سطح البحر بنحو 620 مترًا، كما أخذ في الاعتبار موجات الغبار والرمال المتحركة خاصة في المناطق الساحلية والمناطق الصحراوية، إضافة إلى حركة العواصف العنيفة والأمطار الغزيرة بحيث لا تسبب ضررًا أو فقدان كفاءة في عمل القطار، وهذا الجزء الخاص بالظروف المناخية كان له اهتمام في فقرات أخرى في كراسة الشروط والمواصفات خاصة فيما يتعلق بعملية الترشيح وزيوت التشحيم والوقود وعمليات صد الرمال والغبار عن القطار . وكذلك دعم المحامل الخاصة بمحركات السحب فضلًا عن هواء الاحتراق وأن تكون الأجزاء الأخرى محمية بشكل جيد لمنع تسرب الرمال والغبار إلى الأجزاء الدقيقة والحساسة في القطار بحيث يكون القطار قادرًا على العمل في مثل هذه البيئة بكفاءة عالية وطبقًا للشروط والمواصفات الموضحة، كما تم عقد ورشة عمل في المملكة بين المصنعين والمؤسسة للتأكد من مطابقة القطارات للظروف البيئية والمناخية في المملكة. * هل هناك جدول زمني لعودة عمل هذه القطارات بعد أن قررت المؤسسة إيقاف الحجزعليها ؟ ** بداية أود التأكيد على أن المؤسسة لم تتسلم القطارات الجديدة بشكل رسمي وأنها مازالت في عهدة الشركة المصنعة، وأن العقد المبرم مع الشركة ينص صراحة على أن تقوم الشركة المصنعة بتشغيل القطارات لمدة سنة كاملة يتم خلالها تدريب سعوديين على قيادة هذا النوع من القطارات ليتولى قياداتها فيما بعد، كما ينص على قيامهم بصيانة القطارات لمدة أربع سنوات في ورش صيانة قامت المؤسسة بإنشائها وتجهيزها مؤخرًا بالرياض وهي مخصصة للقطارات الجديدة، وسيستمر خلال هذه المدة تدريب مهندسين وفنيين سعوديين على أعمال الصيانة لهذه القطارات إضافة إلى متابعة عقد الصيانة مع الشركة بالتعاون مع خبير صيانة استشاري يعمل لدى المؤسسة للسنة الأولى من عقد الصيانة، والمؤسسة تتابع باهتمام كبير ما تقوم به الشركة المصنعة (كاف الأسبانية) من خطوات تستهدف إصلاح الأعطال التي تم رصدها في هذه القطارات أثناء فترة التشغيل التجريبي، ويوجد في المملكة حاليًا أكثر من (52) خبيرًا وفنيًا من مختلف أقسام الشركة لمتابعة الأعطال المرصودة والعمل على إصلاحها وإعادة القطارات للخدمة في أسرع وقت ممكن، وقد تم رصد جميع الملاحظات التي تتركز معظمها في نظام البرمجيات التي أثرت بشكل مباشر على أداء القطارات ومنها ارتفاع درجة حرارة المحرك والتأثير على أنظمة الفرامل ونظام التحكم بالمولد ونظام السحب وانخفاض في مستوى تكييف الهواء، وتم الانتهاء من إصلاح أكثر هذه الملاحظات، وفي ضوء ذلك طلبت الشركة من المؤسسة السماح لها بتجربة تشغيل القطارات التي تم الانتهاء من إصلاحها في رحلات مجدولة بدون ركاب على الخط الحديدي بين الدماموالرياض للاطمئنان إلى صحة الإجراءات، وقد تم ذلك بالفعل خلال الفترة الماضية ولم تظهر أي مشاكل فنية تذكر على تشغيلها، وتتابع المؤسسة من خلال التقارير اليومية النتائج المتحققة وستقوم في ضوء ذلك بتحديد آليات لبدء إعادة القطارات للتشغيل التجاري بالتعاون والتنسيق مع خبراء وفنيين في الشركة الأم في أسبانيا. * هناك من يشكك في كفاءة الشركة الأسبانية ويرى أن أسبانيا ليست من الدول المعروفة في تصنيع القطارات ؟ ** المؤسسة أخذت في الاعتبار عند تأهيل هذه الشركة (كاف الأسبانية) ما تمتلكه من تاريخ وخبرة في هذا المجال، وهي شركة رائدة في السوق الدولية في مجال تصميم وصيانة وتصنيع وتوريد المعدات والقطارات والمكونات لشبكات السكك الحديدية لأكثر من مائة عام ولها خبراتها في القارات الخمس وشهرتها في المعايير الدولية وهي صاحبة قطارات (renve) وقطارات (ave) السريعة التي تربط مدن أسبانيا، ولديها عقود تصنيع قطارات مع دول كثيرة بينها دول أوروبية وأمريكا والبرازيل والجزائر. * هل سيتم تغريم الشركة الأسبانية عند الإخلال ببنود العقد ؟ او إلغاء العقد المبرم معها بسبب فشل التشغيل ؟ ** الشركة مهتمة بسمعتها ولا يمكن لها أن تخاطر بها بأي حال من الأحوال، وهي حريصة على الوفاء بالتزاماتها القانونية تجاه المؤسسة، لاسيما وأنها مرتبطة بعقود أخرى في المملكة والعقد المبرم مع الشركة مشتمل على ملاحق يحدد قيمة الغرامات التي تتحملها الشركة عند الإخلال بأي بند من بنود العقد الذي تتابع المؤسسة تنفيذه بدقة لضمان الحصول على قطارات وفق معايير عالية الجودة تخدم توجهاتنا في توفير خدمة نقل سريعة وآمنة ومتطورة لعملائنا لذلك فإن المؤسسة كما أشرت لم تتسلم القطارات بصورة رسمية، وأن المبلغ المسدد للشركة من قيمة العقد يعادل 55% وأن ما يعادل 45% من قيمة العقد لن تسدد للشركة إلا بعد الاستلام النهائي للقطارات بشكل رسمي، كما أنه من حقنا المطالبة بالتعويض في حال عدم الوفاء بالالتزامات القانونية المنصوص عليها. أعلنتم أن القطارات الجديدة هي قطارات سريعة، وقد تفاجأ الجميع بأن سرعتها لا تزيد على 200 كلم/ساعة أود أن أوضح نقطة مهمة وهي أن الخط الحديدي الذي يربط الدمامبالرياض هو خط حديدي عادي غير مكهرب، حيث يلتبس على البعض الفرق بين القطارات المكهربة التي تستمد قوتها من الطاقة الكهربائية التي تأتي من مصدر خارجي (منشأة طاقة مركزية). وبين القطارات العادية غير المكهربة التي تعتمد في حركتها على زيت الديزل، فالقطارات الحديثة التي قامت المؤسسة بإدخالها مؤخرًا هي قطارات تعمل بزيت الديزل وليست قطارات سريعة مكهربة ومع ذلك فإن سرعتها التي تصل 180 كلم/ الساعة وهي أقصى سرعة أمكن الحصول عليها لمثل هذه القطارات. * هناك مشروعات سبق لكم الإعلان عنها لتطوير بنية الخط الحديدي القائم، هل تم الانتهاء منها ؟ ** إن تشغيل هذه القطارات بالسرعة والكفاءة المطلوبة يعتمد على أمرين الأول هو توفر بنية تحتية قوية من الخطوط الحديدية مؤهلة لتسيير مثل هذا النوع من القطارات عليها، والأمر الثاني هو توفر نظام إشارات واتصالات آلي يوفر لطواقم القطارات معرفة آنية بحالة الخط الحديدي وتلافي الأخطاء البشرية التي قد تحدث أثناء التشغيل وتراقب كفاءة سير القطارات آليًا، وبالرغم من كفاءة الخط الحديدي المخصص لقطارات الركاب فقد قامت المؤسسة قبل إدخال القطارات الجديدة للخدمة بتنفيذ عدد من المشروعات من بينها مشروع ازدواج الخط الحديدي ومشروع بناء معابر خرسانية على امتداد الخط بهدف إغلاق جميع التقاطعات ومشروع تركيب سياج عالي الشد على جانبي الخط الحديدي من الدمام إلى الرياض وذلك لمنع دخول السيارات والمركبات الأخرى والحيوانات إلى حرم الخط الحديدي، وتعديل بعض منحنيات الخط الحديدي لمواجهة السرعات العالية واستبدال بعض مكونات الخط الحديدي، وقد أنجز القسم الأكبر من هذه المشروعات، ونأمل أن يتم استكمال بقية أجزاء المشروعات المهمة في نهاية هذا العام إن شاء الله، كما تمتلك المؤسسة أنظمة متطورة في مجال الاتصالات والإشارات، إلا أننا نواجه مشكلتين تؤثر على جودة هذا النظام الأولى هي عبارة عن قيام البعض بقطع السياج الحديدي والدخول عنوة إلى حرم الخط، والثانية تتمثل في عمليات سطو وسرقة للكابلات المدفونة تحت الأرض، وتقوم المؤسسة حاليًا باستكمال إجراءات تركيب نظام مراقبة على الخط الحديدي بالكامل يعمل بالتحسس والاستشعار متصل بغرفة المراقبة المركزية لرصد أي حركة قرب الخط الحديدي، إضافة إلى تسيير دوريات أمنية للمراقبة وذلك بهدف معالجة حالات السطو والسرقات وقطع السياج والوصول إلى تشغيل آمن وسريع وعالي الجودة للقطارات. * كثر الحديث عن أعطال توقف القطارات وأرجع البعض ذلك لتهالك أسطول المؤسسة الذي مضى عليه أكثر من ستين سنة ما تعليقكم ؟ ** أولًا لابد من توضيح نقطة مهمة وهي أن العمر الافتراضي للقاطرات والعربات يختلف عن السيارات والمركبات الأخرى، وعالميًا فإن متوسط العمر الافتراضي للقاطرات يصل إلى عشرين سنة على الأقل، وبناء على ذلك فإن عددًا كبيرًا من قاطرات المؤسسة، لاسيما تلك التي تعمل على نقل الركاب لم تتجاوز هذا العمر، فالمؤسسة تقوم بين وقت وآخر بتحديث هذا الأسطول وتعزيز قدرته على مواجهة الطلب المتنامي على خدمات النقل بالقطار، وقد سبق للمؤسسة أن عززت أسطولها بعدد من القاطرات الجديدة كان آخرها في عام 2009 حيث أدخل للخدمة عدد (6) قاطرات جديدة بقوة (2000) حصان أمريكية الصنع، سبق ذلك إدخال (8) قاطرات بقوة (3500) حصان في عام 2005، إضافة إلى (7) قاطرات أدخلت للخدمة في عام 1997م، كما تلاحظون فإن هذا العدد من القاطرات الذي يصل إلى (21) قاطرة لم تتجاوز العمر الافتراضي المقرر لها، إضافة لذلك فإن المؤسسة لديها عقود موقعة مع شركات أمريكية وصينية بقيمة تتجاوز (700) مليون ريال لتأمين ما مجموعه (51) قاطرة جديدة مختلفة الأحجام والأنواع لتعزيز مستوى جاهزية وكفاءة الأسطول ومن المتوقع أن تتسلم المؤسسة في غضون الثلاثة أشهر القادمة المجموعة الأولى من هذه القاطرات وعددها (8) قاطرات جديدة تعاقدت المؤسسة مع شركة (NREC) الأمريكية على تأمينها فيما تصل القاطرات الأخرى تباعًا إن شاء الله.