اعرب معالي الدكتور محمد بن علي كومان الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب عن امله وتطلعاته في الحد من المخدرات والسيطرة عليها، وقال: يهمنا ان يشكل الاحتفال مناسبة يلتفت المجتمع الدولي من خلالها الى الدور الحيوي الذي ينبغي ان يضطلع به كل فرد وكل مؤسسة في سبيل وقف انتشار المخدرات والحيلولة دون امتدادها الى مناطق جديدة. او تغلغلها بين افراد وزمر وجماعات مستهدفة. كما تذكرنا هذه المناسبة بأهمية وضرورة تعزيز وتطوير الجهود المبذولة لتحقيق اكبر قدر ممكن من التعاون الأمني العربي المشترك لمكافحة المخدرات وتفادي الأضرار الصحية والاجتماعية والاقتصادية الخطيرة التي تنجم عن تعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية وترويجها والاتجار غير المشروع بها. وقال: ان تحديات المخدرات المتزايدة يوماً بعد يوم. تنذرنا بخطورة هذه المشكلة وتفاقمها. مما يتطلب المواجهة الفعالة لمخاطرها وتحدياتها، من خلال تعاون مختلف الهيئات المعنية الرسمية منها والأهلية في ضوء خطط وبرامج محددة تعمل على التصدي لهذه المشكلة بوجوهها المختلفة. ويجدر بنا هنا التنويه بالجهود التي يبذلها مجلس وزراء الداخلية العرب وأمانته العامة في مجال الحد من المخدرات وقاية ومكافحة وعلاجاً، والتي تبلورت في اعتماد برامج وتدابير متعددة في جميع المجالات المذكورة، ومتابعة تطوراتها وفق احدث المستجدات الدولية بهذا الشأن، ومن بين ما تم اقراره الاستراتيجية العربية لمكافحة الاستعمال غير المشروع للمخدرات والمؤثرات العقلية وخططها المرحلية الأربع، والخطة الإعلامية العربية الموحدة لمكافحة ظاهرة المخدرات، والاتفاقية العربية لمكافحة الاتجار غير المشروع بالمخدرات والمؤثرات العقلية، والقانون العربي الموحد للمخدرات النموذجي. كما تجدر الإشارة ايضاً الى المؤتمرات العربية السنوية لرؤساء اجهزة مكافحة المخدرات التي تعقد في نطاق الأمانة العامة للمجلس، والدراسات والأبحاث التي يتم اعدادها في مجالات الظاهرة المختلفة، وكذلك الاجتماعات والندوات والدورات التدريبية التي تعقد في مجالات الوقاية والمكافحة والعلاج. كما يحرص المجلس من خلال امانته العامة على تعزيز التعاون مع المنظمات والهيئات الدولية المتخصصة في هذا المجال، لتبادل الخبرات في جميع جوانب الظاهرة. ويسعى المجلس من خلال تلك الجهود الى تطويق ظاهرة المخدرات وإبعاد اخطارها وويلاتها عن مجتمعاتنا العربية في ظل تعاون ايجابي بناء لحمته النوايا الصادقة، والإحساس العميق بالمشكلة، مقرونا بتبني وتعزيز المبادئ والقيم الإسلامية التي تحرم المخدرات وتؤثم تعاطيها والاتجار بها وترويجها. ولابد لنا في هذه المناسبة، من توجيه نداء لكل مواطن وخاصة من فئة الشباب لأخذ الحيطة والحذر من مغبة الوقوع ضحية لهذه السموم وتجارها ومروجيها، والمبادرة لأن يأخذ دوره الأساسي في التعاون مع الأجهزة المختصة في مكافحة هذه الظاهرة، حتى تتسق الجهود وتتفاعل الإدارات، وتنجح التدابير المتخذة في درء اخطار هذه الآفة عن مجتمعاتنا العربية، وتترسخ العبرة بمآسي المواد المخدرة بما تسببه من تدمير للنفس والعقل والجسم، ونحن نريد للمواطن ان يكون دائماً مؤمناً وقوياً لأن المؤمن القوي خير وأحب الى الله من المؤمن الضعيف، وهذا الإيمان يدعونا الى محاربة آفة المخدرات بكافة اشكالها وصورها، حتى نبقى في منأى عن دائرة الخطر والجريمة، ونحول دون تحمل معاناتها وآلامها، والمسؤولية في هذا المجال مشتركة لأن الوصول الى مجتمعات خالية من المخدرات مطلب اساسي وشامل. وإننا ندعو الذين وجدوا انفسهم ضحية لتعاطي المخدرات، وأصبحوا اسرى لهذا السم الزعاف، للعمل على التخلص من هذا البلاء حرصاً على انفسهم وخدمة لعائلاتهم ومجتمعهم فالفرصة تبقى متاحة لمن يستجيب، والعودة عن الخطأ افضل بكثير من الاستمرار في الباطل، ولنرفع جميعاً شعاراً انسانياً وأخلاقياً عنوانه «لا للمخدرات».