صورت مكة قبل 90 عاماً.. «رحلة العمر» للمرداد في طبعة جديدة جدة - محمد باوزير يعد الأديب والرحالة الشيخ محمد عبدالحميد مرداد من أبرز من كتب في فن السيرة الذاتية، حيث يعد كتابه (رحلة العمر) أحد أهم هذه الكتب التي تناولت رصد الحياة الاجتماعية في مكةالمكرمة في منتصف القرن الرابع عشر الهجري كما صور من خلالها كل ما دار في تلك السنوات، فهو يسجل بفهم العادات ويلتقط ببصيرة أهم الأحداث بأسلوب أدبي رفيع ولغة عالية.. بل يتوقف عند بعض المصطلحات العامية لشرحها. وقد أصدر نادي مكة الأدبي الثقافي الطبعة الأولى من هذا الكتاب قبل أكثر من ربع قرن، واليوم تعيد لنا دار الطاشكندي للنشر والتوزيع هذه السيرة الهامة في طبعة جديدة ليستفيد منها هذا الجيل ويبصر كيف كانت الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية في العقود الماضية، وقد قدمت هذه الطبعة ابنته الأستاذة نوال محمد عبدالحميد مرداد التي تقول في مقدمة هذه الطبعة: مما يميز هذه الرحلة أنها مليئة وزاخرة بالموضوعات الأدبية والثقافية والاجتماعية واللغوية بصورة خاصة، إذا يطرح الوالد العديد من المصطلحات العامية والفصحى، وتشريحها صرفياً واشتقاقياً ونحوياً وإملائياً، مما يضفي على الكتاب متعة أخرى على متعة الرحلة نفسها، إلى جانب ما أستشهد به المؤلف من الحكم البليغة والأمثال العربية الرصينة شعرها ونثرها. السيرة جاءت في سبعة فصول شائقة ضم الفصل الأول مولده بمكة ونشأته بها ورحلته إلى الزيمة والصعوبة في السفر في تلك الحقبة كما دون كثيراً من الكلمات والمصطلحات الشائعة.. كما ضمن هذا الفصل سفره إلى الطائف ووصفه لأوديته وقراه، ويأتي الفصل الثاني من الرحلة ليصور حياته في الكتاتيب حينما درس عند الفقيهة (آشيّة) أما الفصل الثالث فيبين فيه الحدود القديمة لمكةالمكرمة وتفاصيل واسعة عن مدرسة الخياط التي تعد من أوائل المدارس النظامية بمكة ويعرف ببعض مدرسيها، إلى جانب سرده لبعض العادات والتقاليد المكية. ويتناول في الفصل الرابع قوافل الحجيج القادمة من جاوه والهند التي تسير من جدة إلى مكة بواسطة الدواب التي تعمل ظهورها الشقادف وتعرض تقليد القيس الذي يؤدينه النساء المكيات و- أيضاً - حريق بنت التلمساني، ثم يمضي إلى الفصل الخامس فيعقده عن مدرسة الفلاح بمكة، وحفظه للقرآن وتعلمه للخط العربي وذكره لبعض زملائه وأساتيذه ودخول الملك عبدالعزيز إلى مكة. أما الفصل السادس فقد خصص جزء كبير منه للتعريف بشيخ السيد حسن كتبي الزاهد المعرف وصاحب الخلوة الشهيرة بمكة، ونزهته إلى بركة ماجل التي تحف بها البساتين والمقاهي وكذلك السفر إلى الطائف بالسيارة - البوكس - ليأتي الفصل الأخير عن رحلاته مع الشيخ بكر كمال كاتب عدل الطائف، إلى جانب وصفه في هذا الفصل للعديد من العادات الموجودة في جزر الهند الشرقية مثل جاوه وماليزيا ثم حديثه عن مدرسة الفلاح والمدرسة الفخرية العثمانية وغيرها من الذكريات الماتعة التي سردها الشيخ المرداد. صراع الحضارات الزلفي - عبدالرحمن الخضيري صدر حديثا كتاب " صراع الحضارات بين عولمة غربية وبعث إسلامي" لمؤلفه الدكتور جعفر شيخ إدريس.. وهو عبارة عن مجموعة بحوث ومقالات تتناول صراع الحضارات وتأثير الغرب على العالم الإسلامي، حيث جاء الكتاب في ثلاثة أقسام.. الأول منه يركز على التعريف بالحضارات وموقف الإسلام من الحضارات الأخرى والعلاقات الدولية في الإسلام وأسباب الصراع بين الحضارات، أما القسم الثاني من الكتاب فيركز على تحليل الأسس الفكرية التي يقوم عليها الفكر الغربي المعاصر، بينما جاء القسم الأخير ليقدم من خلاله المؤلف كيفية مواجهة المد الغربي وبعث حضارة الإسلام من جديد. وتأتي أهمية الكتاب في أن مؤلفه د.إدريس يعتبر من أبرز العارفين بالحضارة الغربية، وأسسها وقيمها ومن المتابعين للجديد والقديم في الفكر الغربي.. إضافة لدارسته لفلسفة العلوم التي أعطته أدوات علمية للتعامل مع الأسس الفلسفية للحضارات ودراسته للفكر اليوناني الذي يمثل أقوى جذور الفكر الغربي المعاصر.