ساد توتر شديد جلسة المجلس الوطني التأسيسي التي خصصت لمناقشة قرار رئيس الجمهورية المؤقت المنصف المرزوقي حول تعيين محافظ البنك المركزي الجديد - الوزير البورقيبي السابق - الشاذلي العياري بسبب ما اعتبره بعض النواب استخفافا بهم وبسلطة المجلس التأسيسي وعدم احترام الإجراءات الشكلية حيث أن القرار الجمهوري القاضي بتعيين المحافظ الجديد للبنك المركزي أتى مؤرخا بتاريخ 11 يوليو وذلك قبل مصادقة المجلس على إعفاء المحافظ السابق كمال النابلي والذي تمت إقالته يوم 18 يوليو. وشدد النواب على مسألة قبول القرار من قبل مكتب المجلس التأسيسي على تلك الصيغة وطالب النائب إبراهيم القصاص رئيس المجلس التأسيسي مصطفى بن جعفر ورئيس الجمهورية المؤقت منصف المرزوقي بالاستقالة لاستخفافهم بالمجلس كما دعا النائب زياد لعذاري إلى سحب هذا القرار وتأجيل النظر في المصادقة على تعيين العياري إلى موعد اخر تحترم فيه الإجراءات الشكلية وشاطره في ذلك كل من المهدي بن غربية وصالح شعيب الذي أضاف أن نص القرار فيه تجاوز وإخلال معتبرا أن السلطة التنفيذية برأسيها لا يحق لها الإقرار بالتعيين قبل الاقتراح على المجلس التأسيسي وأعلن في خاتمة تدخله انسحابه من الجلسة. واعتبر بعض النواب أن القرار المعروض على أنظار المجلس الوطني التأسيسي " قرار مهزلة " لم تحترم فيه أبسط الأدبيات في التعامل عبر الوثائق الإدارية. وكان أشد التدخلات الذي عجل برفع الجلسة ما جاء على لسان النائب محمود البارودي الذي قال أن القرار الصادر عن رئيس الجمهورية المؤقت قرار صادر عن " رئيس جمهورية الموز " مما زاد في شحن الأجواء خاصة بعد رفضه الاعتذار عما صدر منه.