بعض الأمراض لا تُهزم ومنها ما يسكت دهراً ثم ينطق شراً، ولكن الصبر والتسيلم بقضاء الله وقدره هو المعين على تحمل المصائب مع دموع تذرفها العين الحزينة.. وهكذا ودعنا حبيبنا وصديقنا محمد بن عبدالله بن عثمان التويجري (أبا يزيد).. والدموع هي مداد الشعور الحزين، وقد تحولت دموعي إلى مداد من الحبر يسطر الأبيات القليلة التالية: إن كان للعلا عطر فإنه أزكى العطور أخلاقه علت به في كل جمع أو حضور وجه يضيء مشرقاً فدونه بدر البدور حتى إذا داء عضال ضحى بروحه الطهور وراح عنا قاصداً لقاء ربه الغفور انتابنا الحزن الكئيب وجف ينبوع السرور ما إن ثوى أبو يزيد في منزل بين القبور أغرورقت عيوننا ببحر دمع أو بحور فلم يبرّد دمعنا ناراً تلظى في الصدور قد أوقدت أوارها حمّى تفشت في الشعور حريقها أدمى القلوب وهز وجدان الَجسور فيا إله الخلق هب رضاك للعبد الشكور وداوِ جرح الثاكلين وجازِهم بشرى الصبور