يتعامل بعض الباحثين عن الوظيفة مع مقابلة التوظيف بدون إعداد وينظرون إليها كخطوة روتينية غير مؤثرة في قرار التوظيف. ويتعامل معها آخرون بطريقة مبالغ فيها وهؤلاء يسيطر عليهم القلق ويؤثر ذلك في أدائهم أثناء المقابلة. لن أقترح إضافة مادة جديدة إلى المناهج الدراسية بمسمى (مقابلة التوظيف) كما نفعل في كل قضية أو مشكلة فالمناهج مزدحمة ويفترض فيها أن تساهم في بناء شخصية الإنسان دون الدخول في التفاصيل، وهي تفاصيل كثيرة ومنها هذه المقابلة التي نتحدث عنها، واحترام الأنظمة، ومهارات الحوار، وجودة الأداء إلخ. لكني من تجربة شخصية في إجراء المقابلات أستطيع سرد بعض الملاحظات والنصائح التي أرى أنها مفيدة في التعامل مع مقابلة التوظيف. كثير من المتقدمين للوظيفة لأول مرة لا تتوفر لديهم رؤية شخصية عن الهدف المراد تحقيقه خلال خمس أو عشر سنوات على سبيل المثال. ليس لديهم فكرة أو قناعة بمبدأ التخطيط ولذلك فإن سؤالهم عن رؤيتهم المستقبلية يفاجئهم ويربكهم. -التبسط المبالغ فيه في المظهر أثناء المقابلة أمر يفسر بشكل سلبي يضر بطالب الوظيفة، وكذلك المبالغة في التأنق. أليست هذه مشكلة؟ وكأني أسمع من يقول " وماذا نلبس"؟ والجواب هو اللبس الرسمي الذي يليق بالمقابلة ويعبر عن شخصية طالب الوظيفة. -اللغة، وهذا عنصر مهم جداً في مقابلة التوظيف فالكلمات والمصطلحات التي يستخدمها طالب الوظيفة هي أحد مفاتيح شخصيته وثقافته. إذا كان المتقدم إلى الوظيفة يعمل في جهاز آخر ويرغب في التغيير فإن من المهم أن تكون لديه رؤية واضحة للتغيير الذي يبحث عنه مع أهمية عدم إفشاء أسرار الجهاز الذي يعمل فيه، وتجنب الإساءة والنقد غير الموضوعي. الثقة، جانب مهم في شخصية الإنسان الذي يبحث عن النجاح فكيف تأتي الثقة، وكيف يتعرف عليها من يقوم بإجراء المقابلة؟ هناك مؤشرات تدل على الثقة ومنها لغة الجسد، ومهارات الحوار، والقدرة على التعبير عن النفس وإبراز السمات الشخصية. ومن السهل أن تقول لطالب الوظيفة ناصحاً "كن واثقاً من نفسك" ولكن كيف يفعل ذلك؟ ليس هناك جواب مبسط، والثقة ليست حبة دواء تشترى من الصيدلية ولكنها تأتي بالتدريب والتحدث مع أصحاب التجارب والتقدم للوظيفة المناسبة والتحضير الجيد للوظيفة، ومكان التوظيف. -يعتقد طالب الوظيفة أحياناً أن الإسهاب أو الخروج عن الموضوع أمر مفيد وهذا اعتقاد غير صحيح فالإجابة المرتبطة بالسؤال هي المطلوبة ومن المهم أن تكون الإجابة مباشرة ومن الملاحظات التي تشاهد في المقابلات أن يبحر طالب الوظيفة في الإجابة ثم يقول له من يقابله "ولكن ليس هذا هو ما سألتك عنه" وهنا يكتشف طالب الوظيفة انه لا ينصت جيداً ويتسرع في الإجابة دون أن يستوعب السؤال. -المصداقية في إعطاء المعلومات، والدقة فيما يتعلق بالجوانب المهنية للوظيفة. -من المفيد جداً أن يحدد طالب الوظيفة العمل الذي يجد نفسه فيه ويستطيع لا أن ينجح فقط وإنما يصل إلى مرحلة الإبداع. فإذا كان السؤال: ماهو العمل الذي تجد نفسك فيه فإن إجابة مثل: (أي وظيفة) (المهم وظيفة) هي إجابة غير مفيدة وهي مؤشر على عدم الثقة، وعدم معرفة الذات. تلك بعض النصائح والتوصيات لطالب الوظيفة ولها بقية وتفاصيل أما الذي يجري المقابلة ويوجه الأسئلة فلنا معه موعد آخر.