برزت في الأعوام الأخيرة في الرياض، ظاهرة الاحتفاء ب (القرقيعان) الذي يعتبر من المناسبات التراثية المحببة لدى كثير من الأسر في السعودية، وتكون عادة قبل شهر رمضان المبارك ومع دخول الشهر الفضيل. وأعاد عدد من أطفال الرياض ذكريات الزمن الجميل بإحياء هذه العادة الشعبية القديمة التي كادت أن تندثر والتي عرفت في السعودية ودول الخليج وبعض الدول العربية، حيث يرسم الأطفال لوحات شعبية جميلة تتطرّز بأهازيج قديمة وهم يجوبون شوارع الحي لجمع الحلوى من سكان الحي كما كانت العادة سابقا. ونظرا لتغير الظروف الاجتماعية السعودية، فقد قامت بعض الأسر في الرياض بتنظيم يوم للقرقيعان عبر تجمع الأقارب من أسر مختلفة في استراحة، ومن ثم يجوب الأطفال على الكبار لتلقي هدايا القرقيعان والتي عادة من تحمل في طياتها شيء من الماضي لتجسيد الثقافة لدى الصغار وإحياء موروثهم الشعبي، والنسيج الاجتماعي الذي كانوا عليه. والقرقيعان لفظ عامي قيل إنه أخذ من قرع الأبواب وذلك لما يقوم به الأطفال في هذه المناسبة من قرع أبواب المنازل طلبا للحلويات والمكسرات في ظاهرة احتفالية، كما يذكر ان سببها هو احتفال بعض الأطفال بصيامهم لمدة خمسة عشر يوما ويشاركهم بذلك الأطفال الأصغر منهم. وهناك أصول لهذه التسمية (قرقيعان) فقد ورد أنها لفظ عامي مأخوذ من قرع الباب أو استخدام الأطفال بعض الأواني مثل (الطاسة) و(القدر) للقرع عليها ، والقول الثاني ان أصل الكلمة مشتق من (قرَّةُ العين) وهو ما فيه سرور الإنسان وفرحته، وهو عبارة عن سلة كبيرة مصنوعة من سعف النخيل (زبيل) أو سلة مصنوعة من قماش يوضع بداخلها خليط من المكسرات والحلويات وتوزع على الأطفال المحتفلين وهم يرددون الأهازيج الخاصة بهذه المناسبة. زهرتان بملابس تراثية خلال القرقيعان ودخلت المظاهر على يوم القرقيعان، وأصبحت رمزا للمباهاة بين الأسر، حيث تتجاوز تكلفتها في كثير من الأحيان آلاف الريالات ، خاصة أن التطور الذي تشهده الحياة، ترك أثرا كبيرا على أساليب وعادات الأطفال في جمع المكسرات. والحلويات، فيحمل الأطفال أكياسا وعلبا مزركشة، عليها صور محببة لشخصيات كرتونية، في حين أن الأسر ابتكرت علب تغليف جميلة، وأكياسا تحمل عبارات التهنئة بهذه المناسبة، وهو الأمر الذي انعكس على أنواع المكسرات والحلويات والسكاكر، والتي تغيرت بدورها عما مضى وأصبح الأطفال يحظون بالألعاب والدمى، إضافة إلى افخر أنواع الشكولاته والحلويات والمكسرات غالية الثمن، والتي تحمل غالبا أسماء وعلامات تجارية محلية وعالمية معروفة.وعادة تستعد الأسر مع إطلالة شهر شعبان، حيث يتم شراء الحاجيات والملابس الشعبية للأطفال، إلى جانب تأمين الحلويات وبعض القطع التراثية بهدف إضفاء جو من الماضي على المناسبة، فضلا عن حجز مكان للمناسبة عادة يكون في استراحة ليجتمع كل الأقارب في مكان واحد. كما تحرص بعض الأسر على تجهيز أطباق متنوعة من الأكلات الشعبية ليتحول الكرنفال إلى يوم مع الماضي، بحيث يتم إحياء مناسبة القرقيعان وإحياء الموروث الشعبي، وبمشاركة من الكبار لإضفاء جو من البهجة والسرور والسعادة بمناسبة قرب شهر رمضان المبارك.