استمرت الرياضة السعودية منذ إخفاقها الكبير في "مونديال 2002" باليابان وكوريا على حال واحدة لم تتغير أو تتقدم خطوة واحدة، فقط وعود ولجان وخبراء واجتماعات هناك وهناك، وعقود توقع واخرى يتم الغاؤها، رحلات مكوكية بين الشرق والغرب يتخللها توقيع اتفاقيات لإنشاء الاكاديميات التي لم ترَ النور حتى الآن، معسكرات طويلة ومسابقات مملة ولجان عدة يتم تشكيلها بين لاعبين معتزلين واداريين ومدربين محليين واجانب، وخبراء تم الاعلان عن التعاقد معهم لتطوير العمل الرياضي ووضع الخطط ورسم البرامج بداية بالفرنسي جيرارد هوليه والتونسي عبدالمجيد الشتالي واسماء اخرى، قيل لنا ان العمل الفني تحت اشرافهم سيستمر اعواماً طويلة، وفجاة غادروا الى بلدانهم وهناك من اعتذر قبل ان يبدأ المهمة ثم اختفت معهم اللجان وانتهت الاجتماعات دون ان يخرج المتابع الرياضي بنتيجة ايجابية واحدة، بل تراجع الاداء وتلخبط العمل وضاعت الهيبة وافتقدت الهوية واصبحت كرتنا تصنف ضمن الدول النامية بدليل التصنيف الشهري الأخير ل(الفيفا) وكأننا لم نحصل على كأس القارة ثلاث مرات ونتأهل لكأس العالم اربع مرات ونهزم اقوى منتخبات القارة. ما الذي أخفى هذه اللجان؟ ولماذا لم يكن للخبراء الذي قيل لنا انه تم التعاقد معهم اي أثر على العمل الرياضي؟ لماذا غادروا وكيف حُلت تلك اللجان التي اوكلت لهم مهام عدة ولفترة طويلة دون ان تكمل مهمتها وتصل الى نقطة واضحة؟ وهل ذلك لمجرد الاستهلاك الاعلامي وتخفيف الصدمات وإلهاء الشارع الرياضي، المعطيات تقول إنها استخدمت لهذا الغرض فقط بدليل انه ليس لها اي اثر ايجابي على الوضع الرياضي؟! ماذا لو عدنا الى الوراء وقرأنا تلك التصريحات المدعومة بالوعود والتحديات والتجديد سنكتشف انها تصريحات مهولة والكثير منها لم تحفظه ذاكرة "الشيخ قوقل"، وانها لا تختلف عن تلك التصريحات التي اكدت ان مدرب المنتخب السعودي 2002 الهولندي فاندرليم هو من سيدرب "الاخضر" في مونديال 2006 قبل ان يطير من الصين 2004 الى بلاده ومعه ورقة الاستقالة، ايضا لاتختلف عن تصريحات اننا سننافس على كأس العالم 2010 قبل ان تفشل الكرة السعودية في انتزاع بطاقة التأهل، إذن لاتصدقوا تلك الوعود الرامية الى تحسين الوضع الرياضي، جميعها امتصاص للغضب وتأخير للعمل، حتى البطولات العربية والخليجية اصبحت صعبة المنال على انديتنا ومنتخباتنا، لماذا؟ لأن الدول تعمل وتتقدم ونحن نخفق ونتأخر مع تمسكنا بعبارة (لدينا اقوى وافضل دوري عربي)، بينما من كان يقف خلفنا اصبح يتقدم علينا ونسعى لهزيمته فلا نستطع! الرياضة السعودية بكل أسف اصبحت اشبه بذلك المريض الذي يعاني من امراض مزمنة دون ان تتاح الفرصة للاطباء لمعاينتها وفق اجهزة حديثة وتشخيص دقيق ومن ثم صرف الدواء المناسب، اما من يحاول صرف الانظار بأعذار واهية وحجج غير مقبولة وتبريرات مضحكة، وتصريحات مكررة فقطار التطوير سيضعه خلفه مسافات طويلة، والضحية رياضة بلد مترامي الاطراف يوجد به جميع الامكانات والكوادر التي تساعد على النهوض واستعادة المكانة، أما ما يقدم من عمل حالي فهو هش وقابل للفشل في اي لحظة والسبب الاخطاء المتراكمة التي لايعالجها تعدد المنتخبات وكثرة العاملين وتزاحم المنسقين الاعلاميين هنا وهناك وتكاثر اللجان، فهل حررنا رياضتنا من فوضويتها؟ طبعا الجواب والعلاج بيد المخلصين المتمكنين وليس هواة الترزز واستخدام الاعذار المكشوفة عند الفشل!