مع بواكير تطبيق الاحتراف في النصف الأول من تسعينات القرن الماضي برزت أسماء للاعبين كانوا يومها يملؤون الأسماع، ويخطفون الأبصار، ويسرقون الأفئدة، ولذلك ظلت عدسات المصورين لا ترمش لها عين بوجودهم، وأقلام الصحفيين لا تفتأ تسجل سكناتهم قبل حركاتهم، حتى إذا ما أعلنوا مغادرة المستطيل الأخضر راغبين أو مرغمين، أغمضت الكاميرات عيونها، وجففت الأقلام حبرها، فباتوا نسياً منسياً، حتى لكأنهم ما ركضوا في ملعب، ولا زّخت أجسادهم بقطرة عرق، وما سجل لهم التاريخ لحظة أنهم كانوا هنا، وهو الجحود بعينه، والنكران بكل معانيه. و»دنيا الرياضة» إذ تستشعر المسؤولية تجاه هؤلاء اللاعبين تأخذ على عاتقها إعادتهم إلى دائرة الضوء في هذه الزاوية، لتعبر من خلالها عن الوفاء لما قدموه، وضيفها اليوم مهاجم النصر السابق نهار الظفيري. * في البداية أين أنت الآن بعد تركك لكرة القدم؟ أنا الآن أعمل في إحدى الشركات الوطنية والحمد لله الأمور جيدة، ولكن بكل تأكيد أسعى للأفضل في المستقبل القريب. قال إن (السينما) أفقدت اللاعبين تركيزهم في البرازيل * ماهي أسباب ابتعادك عن النصر؟. استمعت لنصيحة مدرب النصر السابق الأرجنتيني هايبكر في البحث عن فرصة أخرى في نادي آخر ناهيك عن عدم قبولي لعرض إدارة النادي في ذلك الوقت وذلك فضلت الابتعاد. * عند ابتعادك عن النصر كنت لا تزال قادرا على العطاء، هل اتجهت لنادٍ آخر أم ابتعدت عن كرة القدم، ولماذا؟ حاولت ولكن لم أجد نفسي إلا في النصر مع احترامي للأندية التي خضت معها تجارب قصيرة. * هل حققت كل ما تتمناه مع النصر؟. لا. * تسجيلك في كشوفات النصر صاحبه كثير من الأحداث بعد أن كانت لاعباً هاوياً في نادي كاظمة الكويتي أعدنا لتلك المرحلة. في البداية الأمور كانت عادية لكن تفاجأت بعد فترة قصيرة من وجودي في النصر بتصعيد الموضوع إعلاميا، وكان الأهم أنني سجلت في كشوفات النصر، المشكلة ما كانت لتتطور لولا أن هناك أطرافا لا أعلم من هم وما هي مصلحتهم من ذلك زادت من تصعيد القضية. * ماذا عن مشاركتك مع نادي كاظمة قبل الالتحاق بالنصر؟. التحقت بنادي كاظمة في درجة الشباب وعمري وقتها لا يتجاوز 16 سنة، وفيما بعد شاركت مع الفريق الأول لموسمين واستطعت حسم بطولة كأس الأمير موسمين متتالين وفي كل نهائي أسجل هدف الفوز. * كنت ضمن اللاعبين المشاركين في كأس العالم للأندية ،2000 حدثنا عن تواجدكم في ذلك الحدث المهم؟. البطولة كانت مختلفة وكان لها اهتمام كبير من الاتحاد الدولي لكرة القدم بحكم أنها البطولة الأولى؛ إضافة إلى أن جميع رؤساء اللجان في الاتحاد الدولي كانوا متواجدين، وكان لنا شرف كبير بأن نكون من ضمن المشاركين في تلك البطولة لما لها من أهمية من حيث الأسبقية للنادي في المشاركة الأولى لأول تنظيم لبطولة كأس العالم للأندية. خسرنا من كاظمة فانتقدوني . . والزمالك استقبل أغلى الأهداف * على المستوى الإداري كيف كان التعامل مع البطولة؟. الإدارة كانت حريصة على تهيئة الأجواء المناسبة وكانت قبل أن نلعب مباراة نهائي كأس السوبر الآسيوي مع بوهانج الكوري أخبرتنا بأن هذه البطولة تعتبر بطولتين؛ فمن سيحصل على السوبر سيلعب في كأس العالم للأندية، أيضاً كان هناك معسكر لمدة شهر في البرازيل قبل أن انطلاق البطولة. * كيف كانت أجواء البطولة لكم أنتم اللاعبون؟. كان الحضور الجماهيري كبيرا ومبهرا، ولعل مباراتنا أمام كورينثيانز البرازيلي لا تنسى فقد كان الحضور يفوق 80 ألف متفرج يهتف بصوت واحد، كان النصر مستحوذا على الكرة ومسيطرا على الملعب ويهاجم ويهدد؛ مما أجبر الجمهور على الصمت لكن مدرب الفريق البرازيلي أشرك لاعبا ذي شعبية جماهيرية أشعل الحماس في المدرجات وأصبح يطالبهم بالتشجيع حتى أصبح الملعب أشبه بالسينما، وهو ما أفقد اللاعبين التركيز وأشعرهم بالارتباك. * كان لك تجربة إدارية قصير في النصر كيف كانت؟. أعتبرها تجربة جيدة. نهار يتحدث للزميل بدر العصيمي تصوير محمد العسيري * لكل لاعب مباراة لا يمكن نسيناها ماهي ولماذا؟. كانت أمام فريقي السابق نادي كاظمة الكويتي والتي خسرناها في الكويت؛ فقد كنت موقوفا حتى آخر ربع ساعة من بداية المباراة بعدها وصل خطاب بالسماح لي بالمشاركة، وشعرت بأنني متسبب في الخسارة حيث كان التركيز من الإدارة على تسجيلي ومشاركتي أيضاً كان هناك نقد إعلامي لاذع لي، وذكروا بأن نهار يوزع الابتسامات وفي مباراة الإياب استطعت تسجيل هدفين لكن لم يكتب لنا التأهل بفارق الأهداف. *ماهو الهدف الأغلى في مشوارك؟. هدفي في مرمى الزمالك المصري وهو كان يمثل لي إثبات وجود وبداية مع فريقي الجديد (النصر) في ذالك الوقت. * من هو المدرب الذي اكتشف موهبتك؟. المدرب التشيكي هتشكو * كيف تقيم الوضع في النصر. بالنظر لما قدمه الموسم الماضي الوضع غير جيد في النادي ويحتاج لتضافر الجهود ومعرفة كل شخص دوره بالعمل في خدمه النادي من خلال وضع استرتيجية واضحة وبموافقة الجميع؛ إضافة إلى أن النصر يحتاج إلى قائد في وسط الملعب وعقله المفكر ومهاجم هداف يساعد الثنائي محمد السهلاوي وسعود حمود في تطوير مستواهما وعدم تحميلهما فوق طاقتهما حتى يستطيع كل منهما أن يأخذ دوره بالتزامن. هايبك سعود حمود