تسعى فرنسا هذه الأيام إلى بعث حركية جديدة في علاقاتها مع بلدان المغرب العربي. وفي هذا الإطار تتنزل الزيارة التي يقوم بها المنصف المرزوقي الرئيس التونسي إلى هذا البلد من السابع عشر إلى التاسع عشر من الشهر الجاري. وفي برنامج الزيارة محطات كثيرة منها لقاء مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند متبوع بمأدبة عشاء يقيمها الرئيس الفرنسي على شرف ضيفه والوفد المرافق له وخطاب أمام مجلس النواب الفرنسي ولقاء مع رجال الأعمال الفرنسيين والتونسيين المقيمين في مدينة مرسيليا. وتعد هذه الزيارة الأولى من نوعها لمسئول تونسي في مثل هذا المستوى منذ قيام الثورة التونسية في يناير عام ألفين وأحد عشر. وكانت العلاقات التونسية الفرنسية قد شهدت فتورا بعد قيام الثورة التونسية لاسيما بعد أن وجهت السلطات التونسيةالجديدة إلى الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي تهمة التحالف مع النظام التونسي السابق بقيادة زين العابدين بن علي ضد مصالح الشعبين التونسي والفرنسي. وتعول فرنسا كثيرا على هذه الزيارة لإعادة تنشيط العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين أملة في تعزيز مكانة المؤسسات الفرنسية الاقتصادية في تونس. وهو أيضا ما تسعى إليه السلطات الفرنسية الجديدة من خلال الزيارة التي يقوم بها لوران فابيوس وزير الخارجية الفرنسي إلى الجزائر يومي الخامس عشر والسادس عشر من الشهر الجاري. وهي أول زيارة يقوم بها وزير الخارجية الفرنسي الجديد إلى بلد عربي منذ تعيين الحكومة الفرنسية الجديدة التي يترأسها جان مارك إيرولت. من محطات الزيارة لقاء في الجزائر العاصمة بين الوزير الفرنسي ووفد من مسئولي المؤسسات الفرنسية العاملة في الجزائر. وقد علمت " الرياض" من مصادر فرنسية مطلعة على ملف العلاقات الفرنسية الجزائرية أن هناك اليوم نية لدى القيادتين السياسيتين الفرنسية والجزائرية على فتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين من شأنها إعطاء اتفاق الشراكة المبرمة بين فرنساوالجزائر عام ألفين وسبعة دفعا جديدا . وأضافت هذه المصادر تقول إن الجديد في هذه الصفحة هو استعداد فرنسا من جهة إلى الاعتذار للشعب الجزائري عما لحقه من ممارسات غير إنسانية صادره عنها خلال فترة الاحتلال واستعداد الجزائر من جهة أخرى إلى منح فرنسا امتيازات اقتصادية وتجارية في السوق الجزائرية من شأنها مساعدة المؤسسات الفرنسية على تجاوز تبعات الأزمة الاقتصادية والمالية والاجتماعية الحادة التي تشهدها منطقة اليورو حاليا . ومن المفترض أن تتبلور معالم هذه التوجهات الجديدة في العلاقات الجزائرية الفرنسية خلال الزيارة التي سيقوم بها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إلى الجزائر قبل نهاية العام الجاري.