قضت المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي أمس بسجن زعيم الميليشيات السابق في الكونغو توماس لوبانجا 14 عاما. كانت المحكمة أدانت لوبانجا في مارس الماضي بتهمة التجنيد القسري لأطفال لم يتعد عمرهم 15 عاما في منطقة ايتوري خلال الحرب الأهلية في هذا البلد الأفريقي والتي انتهت رسميا في 2003. ومازالت الكونغو الواقعة وسط أفريقيا منكوبة بأعمال العنف . هذا هو أول حكم تصدره المحكمة منذ بدء عملها قبل حوالي عشرة أعوام. ووفقا لنظام روما الأساسي الذي أنشأ المحكمة الجنائية الدولية، يحق للقضاة أن يصدروا عقوبة السجن 30 عاما كحد أقصى، أو السجن مدى الحياة. كان الادعاء طالب بإنزال حكم أكثر قسوة ولكن المحكمة رفضت الطلب، مشيرة الى تعاون المتهم مع الجنائية الدولية. وأصر لوبانجا (51 عاما) المسجون في لاهاي منذ عام 2006 على انه برئ من التهم المنسوبة إليه . ووفقا لتقديرات جماعات حقوقية، قتل عشرات الآلاف خلال الصراع في ايتوري. وقال القاضي ادريان فولفورد إنه سيقتطع الفترة التي قضاها لوبانجا بالفعل محجوزا لدى الجنائية الدولية منذ بدء محاكمته من فترة الحكم الصادر بحقه. ومن ناحية أخرى، هناك تهديدات بتصاعد العنف في شرق الكونغو مجددا، بعدما استولت قوات المتمردين من حركة «ام23» على بلدات رئيسية بالقرب من جوما، عاصمة المنطقة، ويبدو انها ستواصل التقدم في المدينة. تتكون ام 23 على الأغلب من جنود انشقوا عن الجيش الكونغولي العام الجاري. وحذر محللون من أنه في حال عدم بدء أي نوع من الوساطة قريبا، ستكون هناك فرصة لاندلاع حرب كاملة، كالتي حدثت في ال 18 عاما الماضية.