في ظرف أقل من خمسة أشهر يعقد اليوم وزراء خارجية دول المغرب العربي اجتماعا آخر لهم بالعاصمة الجزائر لبحث "التهديدات الأمنية" بالمنطقة المغاربية مثلما صرح به الوزير الجزائري المنتدب للشؤون المغاربية والإفريقية عبدالقادر مساهل لوكالة الأنباء الجزائرية الرسمية. ويعتبر اجتماع الجزائر الأول من نوعه الذي يجمع وزراء خارجية كل من الجزائر والمغرب وتونس وليبيا وموريتانيا ويخصص لبحث و مناقشة المسألة الأمنية بمنطقة المغرب العربي بعيدا عن المسائل السياسية والاقتصادية، حيث أورد مساهل أن الاجتماع سيتناول تقدير حجم هذه التهديدات الأمنية و تحديد المحاور الكبرى للتعاون المغاربي في هذا المجال. ويأتي اجتماع الجزائر بمبادرة من الحكومة الجزائرية تطبيقا لقرار مجلس وزراء خارجية دول المغرب العربي المنعقد بمدينة الرباط المغربية في 18 فبراير الماضي وهو الاجتماع الذي خصص لمناقشة مسألة التكامل الاقتصادي وفيه أعلن وزير الخارجية الليبي عاشور بن خيال في مؤتمر صحافي ان قمة مقبلة تجمع رؤساء دول الاتحاد ستلتئم للاتحاد قبل نهاية 2012 دون تقديم تاريخ محدد لانعقادها. ويتزامن اجتماع الجزائر مع وضع أمني حرج تواجهه غالبية دول المغرب العربي عبّر عنه مسؤولو هذه الدول آخرهم وزير الخارجية التونسي رفيق عبدالسلام في حوار بثّ الخميس على القناة التونسية الخاصة "نسمة تي في". ووضع رفيق عبدالسلام ما يحدث في ليبيا من تململ أمني وانتشار للسلاح ثم الوضع شمال مالي الذي تُسيطر عليه جماعات مسلحة متشددة، منها جماعات موالية لتنظيم "القاعدة" على رأس المسائل التي "باتت تقلق ليس تونس فقط، وإنما كافة دول المغرب العربي".