الحمدُ لله وحده ، وصلَّى الله على نبينا مُحمد ، وعلى آله وصحبه ، أما بعد: فإنَّ شخصية صاحب السُّمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع ، شخصيةٌ ثريةٌ بالمآثر والمبادرات ، وهي أشبه ما تكون بديوان يحوي صفحات متكاثرة ، من مواقف النبل والمروءة. والذي أودُّ التوقف عنده - بحكم التخصص - هو تلك الصفحات الوضيئة والمبادرات الكريمة للأمير سلمان بن عبد العزيز في نصرة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم. حيث لا يخفى على المسلمين أنَّ نُصرةَ رسول الله صلى الله عليه وسلم في مجالاتها كافة شرفٌ عظيم وفضلٌ كبير لمن يُوفِّقه الله إليه ، كما يوضحه قول الله تعالى: (فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) [الأعراف:157]. فحَسْب الإنسان فضلاً ورِفعةً أن يحوز ثناءَ الله بالفلاح لاتصافه بهذه الصفات نحو رسوله محمد عليه الصلاة والسلام من الإيمان به واتباعه، والإجلال والنصرة لجنابه الشريف. مع الإشارة إلى أنَّ نُصرة الرسول ( قد تكون من القادة وقد تكون من الهيئات والمؤسسات وكذلك الأفراد. والأمير سلمان بن عبد العزيز له مواقفه المشهودة في هذا الباب ، والتي يدركها من تعامل معه أو اطلع على سيرته ومسيرته الحافلة. ونُصرة النبي صلى الله عليه وسلم على قسمين: نُصرةٌ خاصة بالدفاع عن شخصه الكريم وجنابه الشريف ، ومنع كل ما يؤذيه أو يسيء إليه عليه الصلاة والسلام ، ونُصرةٌ عامة باتباعه واقتفاء أثره والتأسي بسُنته. وفي كلا القسمين كان لسلمان بن عبد العزيز نصيبٌ وافر. * ففي جانب نصرة النبي صلى الله عليه وسلم الخاصة ، وتحديداً عبر الهيئة العالمية للتعريف بالرسول ( ونصرته ، كان للأمير سلمان الأثر المميز في تأسيسها ومسيرتها. * فمنذ أن تم وضع نظام هذه الهيئة والإذن به ، والدعم الذي وجدته من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - ، ومن كلٍّ من سمو الأمير سلطان بن عبد العزيز، وسمو الأمير نايف بن عبد العزيز رحمهما الله، لم يتخلف سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز عن موكب النصرة للرسول عليه الصلاة والسلام ، بل كان مبادراً بكل أنواع الدعم. وشرَّف العاملين في أمانة الهيئة العالمية للتعريف بالرسول ( باستقبالهم المرَّة تلو الأخرى ، وهو حفظه الله يُجَلِّي لهم في كلِّ مرةٍ مسيرة العمل ، ويمحض لهم النصح ، من واقع خبرة نصف قرن في السياسة والإدارة. * كان تأكيد الأمير سلمان بن عبدالعزيز على العاملين بهيئة التعريف بالرسول ( ونصرته أن يركزوا على تجلية القِيم التي تضمنتها الرسالة النبوية ، وأن يتم رد الشبهات المثارة ضد الرسول عليه الصلاة والسلام وضد سُنته ، وأن يكون ذلك بالحكمة والرفق ، مع استثمار التقنيات المعاصرة في كل ذلك ، وبعد أول اجتماع للأمانة العامة للهيئة مع سموه وجَّه خطاباً ضافياً لمعالي الأمين العام للهيئة ، تضمن التأكيد على منهجية مهمة في نُصرة الرسول ( ، وجاء فيه: ( سُررنا كثيراً بما أطلعتمونا عليه من عرضٍ مختصرٍ عن مسيرة البرنامج العالمي للتعريف بنبي الرحمة ( أثناء زيارتكم في مكتبنا.... ولا شكَّ أنَّ ما قدَّمتموه إنما هو أقلُّ الواجب في حق النبي ( الذي جعله الله رحمةً للعالمين...). * ومن الأُسس التي دأب الأمير سلمان بن عبد العزيز على تأكيدها: أن المملكة العربية السعودية أساس قيامها وسرُّ قوَّتها هو استمداد الحكم من هدي القرآن الكريم وسُنة النبي الأمين ( ، مؤكداً ما يعلنه ويسير عليه ملوك المملكة العربية السعودية بشأن هذا الأساس ، الذي هو منطوق النظام الأساسي للحكم في مادته الأولى. * ووفق هذه الرؤية ولأنَّ المملكة العربية السعودية هي حاضنة الحرمين الشريفين؛ فقد أوجد الأمير سلمان عبد العزيز توأمةً بين كلِّ من دارة الملك عبدالعزيز التي تُعنى بتاريخ المملكة ، وبين مركز بحوث المدينة النبوية المنورة ، فالأمير سلمان بن عبدالعزيز هو رئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز ورئيس مجلس نظارة مركز بحوث ودراسات المدينةالمنورة. * وأما بمفهوم النُّصرة العامة: فقد أدى سلمان بن عبدالعزيز دوراً مهماً في نصرة سُنة الرسول ( وهديه عبر المواقع التي تبوأها ، سواءً ما كان منها في العمل الرسمي ، أو المجالات والتطوعية والخيرية كما هو مشاهد في سيرته الحافلة ، فتعامل معها بما تقتضيه تلك الأعمال من السير على المنهج النبوي ، عملاً بمقتضى آية الأعراف المتقدمة ، باتباع النور الذي جاء به المصطفى ( ، وكما هو مقتضى الآية الكريمة: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [آل عمران: 31]. وبعد: فإن ما تقدم هو إلماحة مقتضبة لمواقف سمو ولي العهد وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز وفقه الله للخيرات، ونفع به العباد والبلاد ، وأعانه على قيادة وحماية ثغور البلاد وبيضة الوطن ونصرة دين الله ، عضداً قوياً أميناً لإمامنا وقائدنا خادم الحرمين الشريفين أيَّده الله بنصره وتوفيقه وحفظه. *الأمين العام المساعد للهيئة العالمية للتعريف بالرسول ونصرته