أصدقائي الأعزاء: قرأت أن موجة الغبار التي تأتينا بين فترة وأخرى اسمها «العاصفة الرملية» وهي عاصفة تحمل فيها الرياح كميات من الرمل في الهواء. وتشكل الرمال المحمولة في الرياح سحابة فوق سطح الأرض، ولا ترتفع معظم الرمال إلى أعلى من 50 سم، ولكن بعض حبات الرمل تصعد إلى ارتفاع مترين. ويتراوح متوسط قطر الحبات التي تحملها الرياح ما بين 0,15 و 0,30 ملم. وخلال العواصف الرملية تصل سرعة الرياح إلى 16 كم في الساعة وأكثر، كما يستمر هبوب العواصف من ثلاث ساعات إلى خمس ساعات. يحدث هذا النوع من العواصف فجأة دون تحذير، وحين تحدث يتحول النهار إلى ليل وتصبح الرؤية مستحيلة. وتعتبر ظاهرة العواصف الرملية من الظواهر المفيدة للحياة على الأرض، فتخيلوا مثلاً أن الرياح تحمل 40 مليون طن كل عام من الصحراء الكبرى لغابات الأمازون لتثبيت أشجارها والإبقاء على خصوبة أرضها. ولكن في المقابل لهذه العواصف تأثير سيئ على خصوبة التربة في المناطق التي تنقل الغبار منها. لذا تؤدي هذه الظاهرة إلى تصحير مناطق جديدة كل عام. وتحدث هذه ظاهرة العواصف الرملية في المناطق الجافة والصحراوية، وتنتشر بشكل كبير في أفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط خاصة الجزيرة العربية، لكنها تحدث أيضاً في كثير من المناطق حول العالم أينما توفرت الرمال والرياح. وقد قرأت يا أصدقائي أن الأبحاث الحديثة أظهرت أن الغبار ليس فقط مزعجا للإنسان ولكنه قد يكون مصدرا كبيرا للآثار الصحية السيئة وانتقال الأمراض المعدية، ولكن أيضاً قرأت أن الغبار قد يكون له فوائد في القضاء على بعض الحشرات.. فسبحان الله. وللوقاية من العواصف الترابية ينصحنا الأطباء بالتقليل من الخروج عند حدوث العاصفة وتقليل التعرض للبيئة الخارجية بقدر الإمكان وخاصة للمصابين بالأمراض الصدرية المزمنة والأطفال. كما ينصح المرضى المصابين بمشاكل التنفس المزمنة بالانتظام على أدوية الصدر الوقائية خلال فترات الغبار.. نسأل الله العافية للجميع. مع تحيات المشرفة / هيام المفلح