الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين،يقول الله تعالى في محكم كتابه: {وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون فنقول امتثالاً لأمر الله عز وجل وإيماناً بقضائه وقدره: {إنا لله وإنا إليه راجعون. لقد كانت وفاة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود ولي عهد هذه البلاد ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية {أمير الأمن والأمان في هذه البلاد فاجعة لهذه البلاد وأهلها ورزيئة كبيرة للوطن والمواطن خاصة، وللأمة عامة؛ حيث فقدنا بوفاته رجل الأمن الأول في الدولة الذي ضحى بحياته وجهده ووقته من أجل الحفاظ على أمن هذه البلاد واستقرارها ونموها وازدهارها. لقد كان - رحمة الله عليه - الأول في تسيير دفة الشؤون الأمنية والداخلية في هذه البلاد وأحد أركان الدولة، وعزاؤنا فيه من الله عز وجل ثم في مقام خادم الحرمين الشريفين مليكنا وقائدنا - حفظه الله - وفي بقية إخوانه وذريته وفي الأسرة المالكة الكريمة وفقهم الله لكل خير. ولقد كانت وفاته -رحمة الله عليه - في وقت أشد ما نحتاج فيه لمثله بما حباه الله من حِنكة ودراية وسِعة أفق وحسن سياسة؛ حيث كان - رحمة الله عليه -متمسكاً بشعائر الإسلام منتهجاً عقيدة السلَف مدافعاً عن العقيدة ساعياً لِما فيه مصلحة البلاد والعباد. تصدى - رحمة الله عليه - لأهل الفكر والإرهاب والتطرف وأنشأ دور الإصلاح لهم ولجان المناصحة؛ رغبة من سموه في الإصلاح والتوجيه بما يتفق مع تعاليم الإسلام، وحباً منه لوطنه ومواطنيه لمعاملتهم بالكلمة الطيبة والنصيحة الصادقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتوجه السديد. لقد كان - رحمه الله - شخصية قيادية فذة ومخلصة، له سجل حافل بالنجاح وعامر بالإنجاز على الصعيدَين الداخلي والخارجي، فقد كان يرأس الحملات والمساعدات الإغاثية والإنسانية، ولا يتوانى في مد يد العون بالمشاريع الخيرية للدول الشقيقة والصديقة، وهو رجل الدولة الذي أرسى دعائم الأمن ووقف ضد عبث العابثين بأمن الوطن وسلامة المواطنين، ولا تُنسى جهوده العظيمة في الشؤون الداخلية والقطاعات الأمنية، وكذلك خدمته لضيوف الرحمن واهتمامه بتوفير كافة السبُل لتيسير أداء مناسك الحج والعمرة في جو عامر بالأمن والإيمان من خلال ترؤسه لجنة الحج العُليا. إضافة إلى ما أولاه من الدعم والاهتمام بكتاب الله تعالى، وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام؛ حيث تأتي جائزة سموه لحفظ كتاب الله وكذلك جائزة الأمير نايف العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية خير شاهد على حرص سموه على نشر خير العلوم في العالم أجمع. وإننا إذ نعزي أنفسنا فيه لعلى ثقة بأن سيرته العطرة وإنجازاته العظيمة ستبقى دوحة يتفيأ ظلالها أبناء هذا الوطن جيلاً بعد جيل. فللَّه ما أخذ ولله ما أعطى وإنا لله وإنا إليه راجعون، إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع وإنا لفراق فقيدنا لمحزونون ولا نقول إلا ما يُرضي ربنا. وإننا في الوقت الذي نعزي فيه أنفسنا في هذا المصاب الجلل ونستذكر محاسن فقيدنا التي لا تُحصى؛ لنرفع أحر التعازي وأصدق المواساة لمقام مليكنا خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - ولأصحاب السمو الملكي الأمراء إخوانه وأبنائه وأحفاده وكافة أفراد أسرته، كما نعزي الوطن والمواطنين وجميع أفراد الشعب السعودي والأمة الإسلامية. ونسأل الله أن يجبر المصاب ويُعَظِّمَ الأجر ويُلهِم الجميع الصبر والسلوان ويعوضنا فيه خيراً. كما نسأله تعالى أن يرحم الفقيد ويجزل له المثوبة ويُعَظِّمَ له الأجر ويسكنه فسيح جناته في الفردوس الأعلى من الجنة؛ على ما قدَّم لدينه ووطنه وأمته،وأن يجعل ما قدَّم لهذا الوطن وغيره من أوجه الخير والبر في موازين حسناته يوم القيامة. رحمك الله يا نايف الأمن والأمان، وأسكنك فسيح جناته وألهمنا جميعاً فيك الصبر والسلوان، وعوّضنا فيك خيراً،،، إنا للَّه وإنا إليه راجعون. * رئيس المحكمة الإدارية العليا * رئيس محكمة الاستئناف الإدارية بمنطقة الرياض المكلَّف