تحدثنا في الاسبوع الماضي عن الشيغلة والتي هي أحد الأمراض التي تنتقل من إنسان إلى آخر ومن خلال الأغذية الملوثة أو الماء، يتعرض المسافرون لمثل هذه الأمراض وغيرها.وسنواصل الحديث اليوم عن مرضى ما يسمى الحمى المعوية والذي يعتبر من الأمراض التي يمكن تفاديها بعدم الاختلاط مع المصابين أو تناول الأطعمة والمياه الملوثة من قبل الأشخاص المصابين وخاصة برازهم. كثير من الخدم والسائقين والطباخين ينقلون المرض إلى الأسرة لانعدام ثقافة النظافة وخاصة بعد قضاء الحاجة، إن هذه الحمى المعوية من الأمراض التي قد تكون خطيرة جداً أحياناً فقد تسبب نزيفا وانثقابا معويا في بعض المرضى وهناك مضاعفات خطيرة أخرى سنذكرها بعد قليل، هذا المرض يمكن علاجه إذا تم تشخيصه مبكرا واعطى المريض العلاج المناسب. الحمى المعوية عبارة عن متلازمة جهازية تحدثها أنواع محددة من جرثومة السالمونيلا وتتضمن الحمى التيفية التي تسببها السلمونيلة التيفية والحمى نظيرة التيفية. مدى انتشار الحمي المعوية: تختلف نسبة حدوث الحمى المعوية وكذلك نمط انتقالها بين الدول المتقدمة والنامية وقد تراجعت نسبة الحدوث في الدول المتقدمة كثيرا وذلك لاكتشافها مبكرا وعلاجها والأهم استخدام معايير النظافة وتناول الأطعمة النظيفة والمياه النقية لما لديها من الامكانيات المالية والتقنية، ولكن ما زالت مرتفعة في الدول الأخرى النامية والفقيرة لافتقارها لعوامل النظافة، والوسائل الأخرى لتشخيص وعلاج مثل هذه الأمراض، وقد قدرت منظمة الصحة العالمية عدد الحالات في مختلف أرجاء العالم سنويا بحوالي ثلاثة عشر مليونا «باستثناء الصين». إن الإنسان هو المستودع الطبيعي الوحيد لجرثومة السلمونيلة التيفية، ويعتبر التماس المباشر او غير المباشر مع الشخص المصاب «سواء كان مريضا او حاملا مزمنا للجرثومة» ضروريا لحدوث الاصابة بالمرض كما يعتبر تناول الأطعمة أو الماء الملوث بالبراز البشري الطريقة الأكثر شيوعا لانتقال المرض، فقد حدثت حالات تفشٍ بواسطة المياه الملوثة بمياه الصرف الصحي او الانتشار الغائطي، الفموي المباشر نتيجة لسوء النظافة الشخصية بعد التبرز بصورة خاصة في الدول الفقيرة كما أن بعض أنواع المحار الملوثة بمياه الصرف الصحي قد تكون أحد مصادر انتقال المرض، كذلك هناك أشخاص عدة قد اصيبوا اثناء السفر والتنقل بين البلدان وخاصة الآسيوية خاصة الهند وامريكا الوسطى والجنوبية «خاصة المكسيك». نؤكد على قضية الأشخاص الحاملين المزمنين للمرض والذين ينقلون المرض للآخرين وخاصة الذين يعملون في المطابخ والمطاعم، كذلك يمكن أن ينتقل المرض من الأم إلى جنينها عبر المشيمة وأحيانا اثناء الولادة وتلطخ فم الطفل بغائط الأم الحامل للجرثومة.