قرار السفر المرهون بتجارب سواح متداولة عبر مواقع "النت"، يعتمد في الغالب على انطباعات أولوية، ونظرة مطعمة بالخلفيات الاجتماعية، وتنوع الحضارات إما دينياً أو ثقافياً أو اقتصادياً، بينما يبقى حاجز اللغة حائلاً في معظم الأحيان دون الغوص في الثقافات العالمية بكل أنواعها سواءً مكانية أو عادات وتقاليد، أو طقوس متّبعة. ويناقش مرتادو المواقع الإلكترونية جوانب عدة في معظم الدول السياحية إما بطريقة غير موضوعية ومنفرة أو ترتكز على سرد تجارب إيجابية تتعلق بطبيعة وأجواء البلد وتفاصيل الحياة فيه، يلبي رغبة السواح الراغبين في زيارة بلدٍ جديد يلبي رغباتهم واحتياجاتهم وسط مواقع "نت" ازدحمت بخبرات وتجارب متراكمة قد تشجع على بلد ما، أو تغير الوجهة، وربما تُثني عن السفر!. الرياض عبر هذا التحقيق تطرح سؤالاً لمن يهمه الأمر.. "كيف قرار سفرك على معلومات متناقضة في المواقع الالكترونية؟". الآراء المتعارضة في «النت» حول الوجهات السياحية المفضلة تزيدك حيرة موضوعية طرح في البداية، أكد "عمر الحامد" على جهة سفره تعتمد سنوياً على التجارب موضوعية الطرح في "النت" بنسبة (85%)، مشيراً إلى أنه يحرص على الاستفادة من سائح سافر لمدة زمنية طويلة؛ حتى يكون حكمه أكثر واقعية وتفصيل، نظراً لأن تجربة شخصية أكثر دقة من البرامج السياحية وغيرها. وقال: "لا أتردد في طرح رحلاتي السياحية في مواقع "النت" بكل تفاصيلها، وأبرز المناطق السياحية التي زرتها بالصور، ولا أنسى التراثيات والمرافق الحضارية والسكنية والمطاعم والمراكز الثقافية والترفيهية"، مضيفاً أن تلك المواقع تتيح لك خوض تجارب سياحية لم تكن في الحسبان. معلومات السفارات أكثر مصداقية وموضوعية .. لابد من الإطلاع عليها قرار جماعي وأوضحت "دينا المديرس" أن قرار السفر بالنسبة لها مشترك ولا يعتمد على شخص واحد، فهو غالباً ما يتضمن مشاركة العائلة كاملة بالآراء والإقتراحات، ومن ثم يتم توزيع الأدوار كلٌ حسب إمكاناته، مبينةً أنها تلجأ بشكل أساسي في تحديد وجهة السفر على تجارب أشخاص تكون على علاقة بهم كالأقرباء والصديقات؛ كونهم أقرب إلى تفهم احتياجاتها وتثق بآرائهم. وقالت:" في حال كانت وجهة السفر جديدة، ولم تمر على أحد من معارفي، حينها أبدأ رحلة البحث عن أراء المسافرين عبر منتديات (النت) التي تحتوي على كم هائل من التفاصيل والصور، وتُعطي فكرة جيدة عن الوجهة المُراد التوجه إليها، أيضاً في حال حجز الفنادق اعتمد على مواقع الحجز الالكترونية الدولية، وأحرص على قراءة تعليقات الأشخاص الذين سبق وأن جربوا السكن فيها ومعرفة تقييمهم العام من خلال عدد النجوم الممنوحة لكل فندق". وأضافت أن تلك الآراء لا تخلو من بعض السلبيات، منها فشل التجربة السياحية فليس بالضرورة أن تكون تجربة أحد المدونيين مفيدة لها حيث تختلف الاهتمامات والأولويات من مسافر لآخر، ذاكرة أن المدّون قد يكون من بيئة مختلفة مثل أن يكون من دولة تختلف ثقافاتها كثيراً، فمن الصعوبة بمكان الإتفاق مع آرائه، فمثلاً قد يكون معجباً جداً بدولة معينة بتاريخ معين كون تلك الفترة شديدة الحرارة والشمس مشرقة، وهو بالنسبة لها أمر سلبي وليس ميزة كما يعتبره آخرون من ثقافات أخرى، منوّهةً أنها لم تدون تجربة سفرها عبر "النت" في مواقع السفر والسياحة، إلاّ أنها تكتفي بالقراءة فقط. حسين بن مشيط تضخيم إعلامي وذكر "أحمد الشريدي" -مدير تحرير مجلة سواح- أن التناقض المعلوماتي في مواقع "النت" من خلال سرد محاسن ومساوئ سياحية يُفسّر بالتضخيم الإعلامي المفتقر للمصداقية، مشيراً إلى أن بعض التجارب الفردية انعكست سلباً على مصداقية مواقع "النت" عموماً، إلاّ أن تجارب المقربين وفتح باب الحوار والاستزادة بالمعلومات بشكل مباشر من المقربين أفضل، مستشهداً بالهالة الإعلامية للمناطق العربية المتوترة، واستغلال ذلك في نشر معلومات مغلوطة؛ لتنفر السواح حتى من الأماكن البعيدة عن التوترات الأمنية. وقال:" الحل البديل هو المعلومات المستقاة من المواقع الرسمية "السفارات"، سواءً كانت المعلومات موجزة، أو تفصيلية، كونها أكثر مصداقية وموضوعية وتبرز الصورة الحقيقة للسفر وماهية المناطق مع إرشادات توصي السواح بتجنبها، كالتجمعات وبعض الأحياء السكنية". وأوضح أن تلك المعلومات متاحة للجميع، وتحد من رواج المعلومات والاجتهادات الخاطئة، مبيناً أن الإشاعات نتاج طبيعي لنقص المعلومة أو تنافسية شركات السياحة والسفر، وقصور معرفة كوادرها المكانية؛ فغالباً ما يعتمد مسوقو الشركات على معلومات مقروءة بدون تجربة حية عن المناطق المُدرجة في العروض السياحية وهذه الخبرات الورقية تم توجيهها حسب استراتيجية الشركة. أحمد الشريدي استغلال السائح وعن جهود الجهات المتخصصة في نشر المعلومات السياحية، شدد "حسين بن عبد العزيز بن مشيط" -مدير إدارة السياحة في الغرفة التجارية الصناعية في الرياض- على أن الغرفة التجارية تُلزم الجهات المُسوقة للبرامج السياحية بسرد تفصيلي عن المناطق السياحية مع توضيح حقوقه، و تنبيهه بخطورة بعض الأماكن، وأهم حقوق وواجبات السائح. وقال:"كثيرٌ من السيّاح يستقون المعلومات السياحية عن بلد ما إما من الشركات المسوقة أو من تجارب الغير من الأصدقاء والمعارف وغيرهم، وغالباً ما تكون ما تقتصر على تجارب ناقصة وغير دقيقة؛ لذلك أعتقد أنه يجب على الأجهزة الموثوق فيها وفي مقدمتها سفارات الدول وسفاراتنا في الخارج تضمين مواقعهم الإلكترونية معلومات عن الدول التابعة لها وتقديم خدمة معلوماتية توجيهية أو تحذيرية للسائح". وحمّل مسؤولية عدم توفر معلومات صحيحة تتعلق بالسائح وحقوقه على تجاهل بعض منظمي الرحلات السياحية، إذ أن بعض الوجهات في الخارج تستغل السائح السعودي بحكم عدم معرفته لها، مما يؤثر على السائح وأمنه بشكل سلبي في كثير من الأحيان.