إن الجروح الغائرة التي لم تندمل في قلب كل مواطن ومواطنة ازاء الاحداث الارهابية الغادرة التي تعرض لها وطننا الغالي لا يمكن ان تعبر عنها الاحرف والاسطر والصفحات، فلم يتصور أي أحد في قلبه مثقال ذرة من انسانية ان يشاهد وطننا الغالي وهو يستيقظ فزعاً ليجد بعض ابنائه ممن اغواهم الشيطان قد صوبوا طعنة غادرة في ظهره بكل صفاقة وهمجية، لأجل ذلك تكون المأساة أشد وطئاً وأعمق اثراً عندما تعلن وزارة الداخلية بعد كل عملية بأن الجناة ليسوا من الخارج بل هم من ابناء هذا الوطن! فحسبنا الله ونعم الوكيل على من غرر بهم وأبعدهم عن جادة الحق والصواب. إن هذه الاحداث رغم فداحتها وبشاعتها إلا انها اثبتت للعالم بأسره وحدة هذا الوطن وترابط ابنائه مع بعضهم البعض وان كمية المتفجرات الهائلة التي نسفت المباني والمنشآت لم تستطع ان تحرك ذرة واحدة في نفوسنا ولم تغير حبنا العميق لهذا الوطن وقيادته، وسيبقى هذا الوطن من ثرى مكة الطاهر الى ضفاف الخليج الحالم ومن شموخ الجنوب الآسر الى كرم الشمال الدائم وعبر حضن نجد الدافئ سيبقى شامخاً وقوياً - بإذن الله - مهما كثرت التحديات وتنوعت، فقد حاول بعض النكرات والصغار الاصطياد في الماء العكر واستغلال ما حدث في وطننا الحبيب لبث سمومهم واكاذيبهم بغية زعزعة أمننا واشاعة الفرقة والشتات في بيتنا السعودي الكبير وقد استخدموا لتحقيق غاياتهم الدنيئة انفساً دنيئة باعت ضمائرها بثمن بخس دولارات معدودة، فسخروا لهم الوسائط الالكترونية والوسائل الإعلامية ولكن بفضل الله عز وجل باءت مساعيهم بالفشل الذريع وصدق الله العظيم القائل {ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار} الآية. لقد حفظ الله السعودية من شر الاحداث المؤلمة في القديم والحديث لأن ملوك هذه البلاد كانوا وما زالوا وسيبقون - بإذن الله - خداماً للحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة ففي كل عام تفاجئ السعودية العالم قاطبة في موسم الحج بحجم المشاريع الضخمة التي نفذتها ضماناً لراحة وسلامة حجاج بيت الله الحرام الذين يأتون من كل فج عميق بأعداد خيالية، لقد حفظ الله السعودية لأنها السبّاقة دوماً في اغاثة الملهوف ونجدة المكروب ومساعدة المريض والوقوف مع المحتاج دون النظر الى لونه او عرقه او دينه بل لكونه إنساناً، وعندما تفعل السعودية هذا الصنيع فإنها تنطلق من تعاليم الاسلام السمحة ابتغاء مرضاة الله سبحانه وتعالى وطلباً للأجر والمثوبة وليس لدوافع اخرى فالسعودية مملكة الانسانية قولاً وفعلاً، حفظ الله السعودية من كل حاقد وحاسد وادام عليها نعمة الامن والايمان، وشفى الله رمزنا العظيم ووالدنا الحنون خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وحفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوقه ومن امامه واسبغ عليه لباس الصحة والعافية.. آمين.