ادى الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي مساء الجمعة رمزيا اليمين الدستورية في ميدان التحرير في القاهرة امام حشود غفيرة امضت يومها تهتف منددة ب"حكم العسكر"، مؤكدا في تحذير ضمني للجيش ان "الشعب هو مصدر السلطة والشرعية". وادى مرسي اليمين في الميدان الرمزي للثورة المصرية عشية ادائه رسميا اليمين امام المحكمة الدستورية. وخاطب الرئيس المنتخب الجموع الهائلة التي كانت تلوح بالاعلام المصرية في حماس قائلا "جئت اليكم اليوم لانني مؤمن تماما بأنكم مصدر السلطة والشرعية التي لا تعلو عليها شرعية، انتم اهل السلطة ومصدرها وانتم الشرعية واقوى مكان فيها ومن يحتمي بغيركم يخسر". واضاف "لن ينتقص احد كائنا من كان من حقوقكم ما دامت هذه هي ارادتكم (..) ها انا اقف امامكم ايها الشعب المصري العظيم قبل اي جهة اخرى وقبل اي اجراءات اخرى". وقال الرئيس، الخارج من صفوف جماعة الاخوان المسلمين، "اذا كانت الثورة مستمرة وتتبلور اليوم على شكل ارادة واضحة برئيس منتخب للبلاد يقود سفينة الوطن فإنه قبل ذلك وبعده يقود هذه الثورة بالضرورة ويقف امام الثوار ويتقدم مسيرتهم حاملا هذه المسؤولية امام الله وامامهم لتستكمل الثورة اهدافها". وشدد مرسي على انه "لا مجال لانتزاع سلطة الشعب او نوابه (..) ولن اتهاون في اي صلاحية من صلاحيات رئيس الجمهورية" في اشارة الى حل مجلس الشعب الذي كان يهيمن عليه الاسلاميون والى الاعلان الدستوري المكمل الذي يخول المجلس العسكري سلطة التشريع اضافة الى سلطات اخرى اهمها نظر الميزانية وحق الفيتو على اي قانون او اجراء وايضا على بنود الدستور الجديد. وكان المجلس العسكري اعلن رسميا حل مجلس الشعب، الذي كان يهيمن عليه الاسلاميون، في 14 حزيران/يونيو اي قبل يومين من اجراء الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية وذلك بناء على حكم من المحكمة الدستورية العليا التي قضت ببطلان الانتخابات التي اتت به. ويرفض الاخوان المسلمون الاعلان الدستوري المكمل ويرون فيه "انقلابا دستوريا" كما يرفضون حل مجلس الشعب. وفي مسعى لطمأنة المتوجسين من صعود الاسلاميين الى السلطة اكد مرسي، الرئيس السابق العمل على اقامة "دولة مدنية" كما شدد على احترامه لاهل الفن والثقافة والاعلام والعاملين في قطاع السياحة مكررا انه سيكون رئيسا لكل المصريين "بلا تمييز". واوضح مرسي الذي لم يكن يضع رابطة عنق، "سنكمل المشوار في دولة مدنية وطنية دستورية حديثة لا نعطل الانتاج ولا نعطل المرور ولا نعتدي على الملكيات الخاصة والعامة ولا مجال للصدام ابدا ولا التخوين". واضاف مرسي، الذي استقال بعد انتخابه من رئاسة حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الاخوان، "اؤكد على احترامي وحبي وتقديري لرجال الفن والابداع والثقافة والاعلام (...) كما لا انسى ابدا العاملين في مجال السياحة". وختم مرسي كلمته التي ألقاها وسط اجراءات امنية مشددة حوله بنداء للوحدة وقال "قوتنا في وحدتنا، اتحدوا، كونوا اخوانا، لوطنكم احباء".