بالأمس.. ودَّع الشعبُ السعودي أمير العزة والأمن صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز – رحمه الله-، ودَّعه بقلوب حزينة منكسرة، وبأعينٍ شاخصة مغرورقة بالدموع، فقد زرع محبته في قلوب الجميع، بما تحلى به من خصال حميدة، وما قدمه من إنجازات عديدة، حيث تولى سموه مسؤوليات وزارة الداخلية نحو ثلاثة عقود كانت المملكة خلالها مضرب المثل في استتباب الأمن، وعندما استُهدِفَت بلادنا بالأعمال التخريبية؛ استطاع بتوفيق الله – عز وجل- أن يُحقق تميزاً فريداً في التعامل مع هذا المنهج الدخيل، حيث أحبط معظم العمليات قبل وقوعها، وانتهج المناصحة مع المغرر بهم لإعادتهم إلى جادة الصواب، أما اهتمامه – رحمه الله- بالعلم فيتجلى بإنشاء الكراسي العلمية محلياً ودولياً، واعتماد الجوائز التقديرية في مجالي السنة النبوية وعلومها وحفظ الحديث النبوي، إلى غير ذلك من الجهود المباركة التي قدمها سموه؛ خدمة لدينه ووطنه وأمته. واليوم.. يستقبل الشعب السعودي بفرحة غامرة نبأ اختيار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – حفظه الله- لأخيه أمير الوفاء والإنسانية سلمان بن عبدالعزيز ولياً للعهد، وتعيينه نائباً لرئيس مجلس الوزراء وزيراً للدفاع، وتعيين الأمير الأمين أحمد بن عبدالعزيز وزيراً للداخلية، إنها مدرسة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – طيب الله ثراه-، التي تُنجب القادة والعظماء، ويتربى فيها أبناؤه على الحلم والحكمة ومكارم الأخلاق ودروس التاريخ المهمة، فأنعم بهم من قادة أحبوا شعبهم بصدق فبادلوهم (حباً بحب)، وأكرم بهم من عظماء لم يتكبروا ويتجبروا فعظُمت في قلوب الناس مكانتهم. إن سرعة اتخاذ القرار بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولياً للعهد نائباً لرئيس مجلس الوزراء وزيراً للدفاع، وصاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز وزيراً للداخلية؛ يدل بوضوح تام على حالة الاستقرار التي تشهدها الدولة ولله الحمد، ولا شك أن اختيار سموهما – حفظهما الله- كان اختياراً موفقاً، ليستكملا مسيرة العطاء والنماء في هذا العهد الزاهر، وما نعيشه – ولله الحمد- من أمن ورخاء واستقرار، نسأل الله أن يحفظ بلادنا آمنة مطمئنة، وأن يُديم اللحمة والمحبة والولاء بين القيادة الرشيدة وشعبها الوفي على مر العصور والأزمان. *مدير التربية والتعليم بمحافظة الزلفي