الحمد لله والصلاة والسلام على من لا نبي بعده نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:- فإن مما يخفف ما أصاب الجميع من حزن على وفاة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز - رحمه الله - الرضا بقضاء الله وقدره ثم تلك الفرحة التي عمت الشعب السعودي وهي فرحة لا توصف حين أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - أمره الكريم بتعيين الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولياً للعهد خلفاً لأخيه الأمير نايف بن عبدالعزيز - رحمه الله - في ولاية العهد. بعد وفاته التي أحدثت رنة أسى وحزن في نفوس المواطنين والأمة العربية والإسلامية وذلك للمكانة الكبيرة التي كان يحتلها - رحمه الله - في نفوس الجميع، ولقد جاء تعيين الأمير سلمان مخففاً لهذا الحزن فهو خير خلف لخير سلف. ولما يمتاز به الأمير سلمان - حفظه الله - من الصفات والخصائص التي قل ان توجد في غيره فلقد عرف عنه الحنكة والعزيمة القوية والقدرة على ممارسة أهم المسؤوليات الكبيرة في الدولة والرأي السديد والعقل الراجح والبصيرة النافذة في السياسة وعلوم الادارة، والمحافظة على ثوابت الأمة وعقيدتها الإسلامية ومنهجها الذي تسير عليه بلادنا العزيزة مما جعله شخصية مميزة ومشهورة على الساحة السياسية والثقافية المعروفة بالجد والاخلاص لكل ما يهم بلادنا وأمتنا العربية والإسلامية وجهوده في ذلك ملموسة يعرفها الجميع وذلك ابتداء لترؤسه أكبر إمارة في المملكة وعمله بعد ذلك وزيراً للدفاع ومرافقته الدائمة مع اخوانه الملوك أبناء المؤسس الملك عبدالعزيز - رحمه الله - ومشاركاته العديدة والثرية سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي خاصة ما يتعلق بالقرارات السياسية وخطط التنمية في بلادنا، والنهضة التي تعيشها منطقة الرياض خير مثال على ذلك. لقد وهب الله الأمير سلمان صفات عديدة قل ان تجتمع في شخص واحد فهو من الرجال الذين حباهم الله مزيجاً من الخبرة والعلم والدراية ومعرفة التاريخ والثقافة الواسعة والاطلاع الكبير وحب الخير والرأفة بالفقراء والمحتاجين وقضاء حوائج الناس وحل مشاكلهم. إن الأمير سلمان موسوعة علمية فكرية عملية تستحق التقدير والاحترام والشكر والحب من الجميع نظير أعماله الموفقة لخدمة دينه ثم مليكه ووطنه ولما يحمله من روح إسلامية عظيمة في الوفاء. فلقد ضرب أروع الأمثلة إبان مرافقته لأخيه الأمير سلطان - رحمه الله - في رحلته العلاجية، وهذه بلاشك تعد من شيم الرجال الكرام التي يندر مثلها ولكنها من سلمان الخير ليست بمستغربة على سموه. جزى الله خادم الحرمين الشريفين على حسن اختياره الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولياً للعهد خلفاً لاخيه الأمير نايف الذي انتقل إلى جوار ربه ونسأل الله أن يجعله موفقاً في العمل من أجل نهضة بلادنا وسنداً وعوناً لخادم الحرمين الشريفين فيما تمر به أمتنا العربية والإسلامية في هذا الوقت من متغيرات عظيمة هي أحوج ما تكون لحكمة قيادة هذه الدولة التي لها أثرها الفاعل في إحلال الأمن والسلام وزرع الاستقرار في ربوع البلاد العربية والإسلامية. رحم الله الأمير نايف وجزاه الله عن أمته وبلاده خير الجزاء على ما قدم من تضحية، وتفان في خدمة أمته. وأسكنه فسيح جناته، وأيد بالنصر والتوفيق ولي العهد سلمان بن عبدالعزيز وأحاطه وبالرعاية وأنعم عليه بدوام الصحة والعافية، وأمد في عمره، وجعله دائماً عزيزاً موفقاً، وبارك في جهوده وأعماله في ظل التوجيهات الكريمة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. * الرئيس العام لتعليم البنات سابقاً