سيخلد التاريخ بأحرف من ذهب سيرة رجل دولة من طراز رفيع خدم وطنه وحمى أمنه وساهم في تحقيق تنميته من خلال الواجبات الوطنية التي قام بها مؤمناً بسماحة دينه وعزته ومتسلحاً بحبه وتفانيه في سبيل خدمة الوطن والمواطن لقد تفرد صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمه الله بمنهج متميز في العمل الوطني وسعيه الدؤوب لتكريس الأمن في وطننا الغالي من خلال حكمته وحلمه وحزمه حتى أصبح قائداً لمسيرة الامن والأمان ليس على صعيد الوطن فقط وانما على الصعيد العربي نظراً لحرصه الشديد وإيمانه الصادق بضرورة حفظ أمن أمته وحمايتها من الأخطار والتحديات التي تواجهها، لقد ساهم -رحمه الله- في مسيرة بناء ورخاء الوطن وكان العين الساهرة على أمنه الداخلي وتعاطى مع المشاكل الأمنية التي واجهته كرجل دولة وصاحب حكمة ودراية من خلال رؤية إستراتيجية تقوم على تفعيل العمل المؤسسي المُمنهج لمختلف القطاعات الأمنية والقائم على التخطيط العلمي وشمولية المواجهة بكل أبعادها الأمنية والاجتماعية والإعلامية لتلك المشاكل وإيجاد الحلول المبنية على ثوابت الدين والمجتمع واحترام حقوق المواطنين والمقيمين ، وفي مقابل سياسة الحزم وتطبيق النظام بهدف حماية أمن الوطن تبنى رحمه الله سياسة الحكمة تجاه المغرر بهم من شباب الوطن من خلال لجان المناصحة وبرامجها التأهيلية والتي شكلت تجربة فريدة في علم السياسة الجنائية على مستوى العالم واستطاعت هذه البرامج ان تعيد أعداد كبيرة من هؤلاء الشباب الى المجتمع ليساهموا فيه كأفراد صالحين بعيداً عن فكر الإلغاء والتكفير حتى أن كثيراً من الدول والهيئات الحقوقية الدولية أشادت بتلك التجربة وطالبت بتنفيذها في دول أخرى. لقد ملك رحمه الله رصيداً ضخماً من المنجزات وتاريخاً كبيراً من العطاء على الصعيد الوطني والعربي والإسلامي وسجل صفحات مشرقة في خدمة الإسلام واهتمامه بالعمل الخيري ونشر الدعوة وعنايته بالدراسات الإسلامية وتكريمه للعلماء وتقريبه لهم ، كما استطاع رحمه الله ان يبني جسوراً من التعاون والتعاضد العربي في حماية امن المواطن العربي من الأخطار والظواهر الإجرامية التي يتعرض لها على الدوام من خلال مجلس وزراء الداخلية العرب الذي كان الرئيس الفخري له ودعمه اللامحدود لجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية باعتبارها أحد أهم المراكز الأكاديمية والبحثية المتخصصة في مجال دراسات علم الجريمة والسياسة الجنائية على مستوى العالم إن حزن الوطن كبير على رحيل نايف رجل الامن والأمان وعزاؤنا أن في الوطن رجالاً سيتابعون مسيرة صناعة المجد وكتابة صفحات التاريخ العابقة بحب الوطن حيث جاء اختيار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولياً للعهد ليضيف الى سجلات مجد الوطن فارساً أميناً على وطنه وأمته فالدور التاريخي الذي اضطلع به سموه الكريم كرجل إمارة وإدارة وثقافة وفكر جعل منه رجل دولة حيث كان حاضراً في كل تفاصيل الحياة السياسية والأمنية والثقافية والاقتصادية والعلمية والإنسانية سواء داخل المملكة أو خارجها ،وبالتالي فإن القرار التاريخي لخادم الحرمين الشريفين بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولياً للعهد ونائباً لرئيس مجلس الوزراء وزيراً للدفاع وتعيين الأمير أحمد بن عبدالعزيز وزيراً للداخلية جاء في مكانه ومثّل اختياراً سديداً وموفقاً ومباركاً لرجال جمعوا من الفضائل والصفات الكثير مما يجعلهم قادرين على القيام بمهامهم بكل حنكة ومسؤولية واقتدار وسوف يكون بإذن الله تعالى إضافة قوية ومتميزة لهذا الوطن المبارك وعضُداً وسنداً لأخيهم خادم الحرمين الشريفين في قيادة وبناء هذا الوطن الغالي على قلوبنا جميعاً.