بالأمس القريب ودعنا أخاك سلطان وإلى الآن لم نستوعب غيابه وكم يحتاجك الوطن وتحتاجك الأوطان العربية ونحن نرى ما يحدث الآن، فقد كان أخوك الخير كله لمن عرفه ومن لم يعرفه، ولم يدخل بمعضلة سياسية إلا وحلها بابتسامته المعهودة والآن نودعك يا سيد الرجال دون وداع وكيف يودع الندى رحيق الورد! يا سيدي وداعك مثل وداع الربيع وفقدك مثل فقد الديم عليك السلام فكم من وفاء نفارق منك وكم من كرم رحلت بهدوء كما عودتنا في حياتك تعمل بصمت وهدوء وكنت الدرع لوطننا وحماية له وقد عملت ما بوسعك للقصاص ممن لا شرف لهم وممن أضاعوا ضمائرهم، اقتصصت منهم يا سيدي بشرف، كثيرون ممن يدعون بأنهم يفرقون بين الحق الباطل، بين حب الوطن وبين أن يكون الإنسان وسيلة بيد الغير، يخرب الوطن ويدمره وأنت عملت المستحيل وعرفت أن السبب هو الجهل بكل أشكاله وأطيافه وجهاته وشعاراته المزيفة، ومن نعزي فيك؟ نعزي فيك كل مواطن شريف أصيب أو جرح من التطرف البغيض أم نعزي أبناءك كما تحب أن تسميهم منسوبي وزارة الداخلية، أم نعزي رفيق درب أو ابنك محمد بن نايف ومن سار على دربك أم نعزي فيك قائد البلاد والعباد خادم الحرمين الشريفين الذي فجع فيك كما فجع أبناؤه من المواطنين بوفاة اثنين من القادة الاستراتيجيين بهذا الوطن بل بالمنطقة، أم نعزي عائلتك وأبناءك من الأمير سعود للأمير فهد بن نايف. من نعزي يا سيدي - هل نعزي أنفسنا ونضمد جرحين - فقدان سلطان ونايف. يا حزني وألمي وفخري واعتزازي بك يا ولي العهد ووزير الدفاع سيدي الأمير سلمان بن عبدالعزيز - كم تجرعت من الآلام والأحزان وفقد الاخوة والأبناء والزوجة - نعزيك يا أميرنا وحبيبنا سلمان بن عبدالعزيز - يا سيدي من يعزيك - لا أستطيع إلا أن أقول حفظ الله مملكتنا الحبيبة بقيادة خادم الحرمين الشريفين، ملكنا عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده ووزير دفاعه الأمير سلمان ورفيق دربه الأمير أحمد وأبناء وبنات سيدي الأمير نايف بن عبدالعزيز المغفور له كانت وفاتك يوم الاسراء والمعراج لها دلالة رمزية، ونعزي فيك كل مواطن شريف وكل رجل بالأمن حريص على وطنه، نعزي فيك أنفسنا لأنه لا عزاء لنا فيك إلا بالله. (إنا لله وإنا إليه راجعون).