من يدرس التاريخ ويتأمل في معطيات بناء الدول ونموها واستقرارها واستمرارها يدرك أن هناك شخصيات تاريخية أساسية في كل دولة عبر صفحات نشأتها وديمومتها ، هذه الشخصيات تعد نقطة ارتكاز، وأساس بناء ، حيث تتمتع بصفات ومؤهلات غير عادية تدفع بها إلى المقدمة لكي تقود، وتبدع، و تمكن، وتصنع التاريخ . وليس هنا مقام ضرب الأمثلة وهي كثيرة عبر تاريخ الأمم والشعوب، والأمير نايف بن عبدالعزيز رحمه الله شخصية استثنائية بلا منازع، جاء إلى موقع البناء والتأسيس في مرحلة هامة من تاريخ هذه البلاد المباركة، حيث نهل من معين والده طيب الله ثراه وخبرته وتجاربه بشكل مباشر وفي مرحلة مبكرة من عمره، مكنته من أن ينطلق في مهمات البناء والمشاركة في توطيد الحكم والنظام، ولكن الأبرز في انجازاته هو تميزه في معالجة المدلهمات من حوادث وأحداث التاريخ العربي المعاصر ، وقدرته على أن يدير دفة التحديات لتصب أمناً وسلاماً وطمأنينة على بلاد الحرمين الشريفين الطاهرة، أزمات كبرى عصفت بالمنطقة كان من خلالها ثابتاً راسياً راسخاً كأنه جبل أشم، يطل عليها في وعي وإدراك بمسؤولية القائد المحنك، وأدى ذلك إلى تحقيق أمن الدولة والمجتمع، الذي أدى بدوره إلى علو مكانة المملكة ورفعة شأنها إقليمياً وعربياً ودولياً، مجتمع متماسك مخلص لمبادئه وقيادته ، ودولة تعبر إلى مصاف دول العالم الأول بثقة واقتدار واقتصاد قوي يتحدى عواصف الزمان، وحين ننظر أين نايف بن عبدالعزيز من هذا الانجاز؟ نجده هناك .. هادئا ، متأملا، دقيق النظرات والعبارات، سهلا ممتنعا، مهابا محبوبا، وضع بصمته على تاريخ المملكة الحديث من خلال العديد من المجالس واللجان العليا التي رسمت لهذه البلاد مسيرتها في المجالات كافة . رحمك الله يا حامي الأرض والعرض، وناصر السنة وعدو البدعة، وباني حصون الفكر الرشيد، وهادم دهاليز الفكر الضال المنحرف، وحارس الحاج والزائر والمعتمر، رحمك الله وتجاوز عنك كفاء جهودك المخلصة وأبدلك داراً خيراً من دارك، وأهلاً خيراً من أهلك، إنا لله وإنا إليه راجعون. مدير جامعة الجوف