في الموسم الصيفي الماضي، ظهر ممثل شاب وقدم دورا مهما في فيلم (تيتو) لأحمد السقا، هذا الممثل اسمه خالد صالح وقدم دور الضابط الشرير بشكل جيد للغاية مما جعل الصحافة تطلق عليه لقب (عادل أدهم) المرحلة.. هذا اللقب يفتح الباب لذكرى نجم في سماء السينما المصرية ظل عطاؤه مستمرا لآخر لحظة في عمره.. هذا النجم هو (الشرير المحبوب) عادل أدهم الذي ما تزال السينما المصرية تبحث عنه في ممثل شاب يتألق وآخرهم خالد صالح ! عادل أدهم هذا الممثل العملاق الذي فقدته السينما المصرية منذ حوالي 9 سنوات و الذي برع في أداء أدوار الشر بها ، بالرغم من مرور هذه المدة لم تنجح السينما في إيجاد البديل له، ومع قرب بداية الموسم الصيفي للسينما المصرية التي تترقب من خلال الأفلام الجديدة التي ستعرض في دور العرض السينمائية ظهور أحد النجوم الشباب ليحل محل (البرنس) وهو الدور الذي لعبة في المسرحية الوحيدة التي أداها وقام فيها بدور البرنس يوسف كمال و كانت تحمل اسم (وداد الغازية) وكان ذلك عام 1966، أو شرير الشاشة و هو اللقب الذي كان يطلق علي عادل أدهم رغم كرهه له حيث كان يفضل أن يطلق علية لقب ابن البلد وهو الدور الذي قدمه فيه المخرج حسن الإمام في فيلم (امتثال)، حيث لعب دور فتوة شارع عماد الدين. وعادل أدهم الذي استمر مشواره الفني علي مدار 38 عاما قدم خلالها نحو 300 فيلم ومسرحية واحدة و مسلسل تلفزيوني واحد وهو (جريمة الموسم) مع المخرج نور الدمرداش، حيث كان يعتقد أن التلفزيون يتعامل مع نجومه (بالكرباج) لأنه لا يعطي وقتاً للنجوم لالتقاط الأنفاس، يعتبر من النجوم القلائل الذين احتفظوا بحب الجماهير رغم طبيعة معظم أدواره، والتي كانت في مجملها تمثل الشر والدهاء، وأحيانا الخسة التي تبتعد عن كل القيم المحببة لدي الجماهير العربية. ويعتبر عام 1966 هو عام السعد بالنسبة للفنان الراحل عادل أدهم، الذي ولد بحي سيدي بشر بالإسكندرية في مارس من عام 1938، وتخرج من كلية الزراعة و عمل بعد التخرج فرازاً للقطن في بورصة القطن بالإسكندرية، إلا أن حبه للتمثيل جعله يقابل الفنان الراحل أنور وجدي في إحدى زياراته لمدينة الإسكندرية و يطلب منه أن يساعده في مجال التمثيل ، إلا إن الفنان الكبير كان رده قاسيا علي الفتي عادل أدهم ، حيث صدمة بقوله (أنه ليس كل من كان شعره جميلاً مثلك يصلح لأن يكون ممثلا). حتى جاءت اللحظة الفاصلة في حياة عادل أدهم أثناء زيارة صديقه المخرج علي رضا بالقاهرة حيث حضر اجتماعا كان به السينارست محمد عثمان الذي رشحه ليلعب دور الفتي المستهتر في فيلم (هل أنا مجنونة) مع الفنانة سميرة أحمد، وبعدها توالت الأدوار السينمائية عليه، وإن كانت صغيرة، حتى جاء عام1966 ليلعب دور البرنس يوسف كمال في المسرحية الوحيدة التي مثلها، ولعب نفس الدور في الفيلم الذي حمل نفي الاسم (وداد الغازية) وبعدها كانت الانطلاقة الكبرى له. ويعتبر دوره في فيلم (طائر الليل الحزين) أول أعمال المؤلف وحيد حامد وإخراج الراحل يحيي العلمي مع الفنان محمود عبد العزيز من أهم أدوار الشر التي قام بها الفنان الراحل وفيلم (أقوي من الأيام) مع الفنانة نجلاء فتحي و دوره في فيلم (فارس بني حمدان) مع المخرج نيازي مصطفي، كما مثل دور الشيطان مع نعمت مختار في فيلم (المر أه التي غلبت الشيطان) و غيرها من الأدوار التي ظلت عالقة في أذهان الجماهير العربية حتى الآن. وطوال مشواره لم يقدم أدوار الرجل الطيب إلا في عدد قليل من الأفلام بل ويكاد يكون نادرا في تقديم هذه الأدوار مثل (سواق الهانم) الذي كان آخر أعماله قبل الرحيل أمام أحمد زكي وسناء جميل وإخراج حسن إبراهيم وحصل علي جائزة المركز الكاثوليكي كما قدم دور الأب المغترب في فيلمي (ثمن الغربة، ورجل لهذا الزمان).