الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد: فقد هيأ الله سبحانه وتعالى شبكة الإنترنت للناس لتكون أداة من أدوات نشر العلم بجميع فروعه وأشكاله، فأصبح العلم والتعلم بذلك متاحاً للجميع، ولم يعد حكراً لمجتمع دون آخر أو فئة دون أخرى. ومن هذا المبدأ أقرت جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية رؤية إستراتيجية جديدة في منهجها التعليمي والأكاديمي وذلك بدمج التقنية بالتعليم مما يتيح للطلاب التعلم بطريقة عالية وميسرة ومن أي مكان من خلال الإنترنت. وقد تشرف ذلك التوجه العلمي للجامعة بدعم ولاة الأمر حفظهم الله ؛ فقد صدرت الموافقة السامية بإنشاء "عمادة التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد" التي تعتبر الجهة المسؤولة عن تقديم خدمات التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد لكليات الجامعة، وفروعها داخل المملكة وخارجها. لقد أدركت عمادة التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد أن عملية التطوير أساس التقدم والارتقاء بمستوى التعليم الجامع، وتحقيق الكفاءة والجودة الشاملة لمخرجاته لمواكبة التغيرات العالمية المعاصرة؛ لذا سعت إلى أن تحتل مكان الريادة العلمية المتميزة، وأن تصبح بيت خبرة عملي يوفر مقومات التطوير المستمر للتعليم الجامعي الإلكتروني على المستوى الوطني والعربي والعالم، وذلك من خلال حرصها على بذل مزيد من العمل المؤسسي المبني على الخطط والرؤى الإستراتيجية للرفع من جودة التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد وتطويره؛ ليخدم أكبر شريحة من أبناء المجتمع وبناته. وقد تجلت العناية في أشكال متعددة من الإنجازات التي اهتمت بتطوير العملية التعليمية، وتنمية مهارات قدرات طلاب وطالبات العمادة، وإكسابهم المهارات اللازمة للنجاح. وقد توجت تلك الجهود المباركة بالتحاق أكثر من خمسين ألف طالب وطالبة إلى برامج الانتساب المطور في العمادة؛ للإفادة من أنظمة التعليم المتطورة التي تتيحها الجامعة؛ للرقي بهذا الوطن في كافة المجالات العلمية والعملية. وقد تم ذلك الإنجاز بتوفيق الله أولا، ثم بدعم قادة البلاد وعنايتهم، وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية - حفظه الله -. وفي الختام أحمد الله الذي أعان ويسر، وأسأله أن يمدنا بالعون والتسديد. كما أسأله أن يوفق ولاة أمرنا لكل خير وأن يجزي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود –رعاه الله- خير الجزاء؛ لوقوفه خلف كل إنجاز في وطننا الغالي، وأن يوفق ولي عهده الأمين الأمير نايف بن عبدالعزيز –حفظه الله- لكل خير وأن يثيبه أحسن الثواب جزاء ما قدم ويقدم من جهود عظيمة لأبنائه وبناته من المواطنين المواطنات. كما أقدم الشكر لمعالي وزير التعليم العالي أ.د. خالد بن محمد العنقري؛ لما تحظى به الجامعة من متابعة وتوجيهات سديدة أسهمت في تطوير الجامعة، وبلوغها أعلى درجات الجودة التعليمية. كما أقدم الشكر لمعالي مدير الجامعة أ.د. سليمان بن عبد الله أبا الخيل؛ الذي يحرص دائما على الدعم المتواصل لكل مناشط الجامعة عامة، وعمادة التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد خاصة، إضافة إلى متابعته المستمرة لكل أعمالها، ومساندتها بالتوجيهات النافعة السديدة، وتشجيعه الدائم لخدمة وتوفير وتسهيل متطلبات الملتحقين ببرامج الانتساب المطور؛ حتى تكون الجامعة رائدة في هذا المجال؛ لتصل رسالتها لكل من يرغب في هذه البلاد الإفادة من العلم الشرعي والعربي والعلمي بأيسر الطرق باستخدام أحدث التقنيات. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين * فضيلة عميد التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد