يلتقي المنتخب الهولندي بطل 1988 مع جارته اللدود المانيا بطلة المسابقة ثلاث مرات اعوام 1972 و1980 و1996 على وقع المواجهات التاريخية التي اشتعلت ابتداء من نهائي كأس العالم 1974. اصر الاستراتيجي العسكري البروسي كارل فوز كلاوسيفيتز في ايامه ان "الحرب ليست سوى استمرارا للسياسة بوسائل مختلفة"، في حين اعتبر الكاتب البريطاني جورج اورويل ان الرياضة العالمية هي "الحرب ناقص التسديد". يقول الكاتب ان "الرياضة الجدية لا علاقة لها باللعب النظيف.. انها مرتبطة بالكراهية والغيرة والتفاخر وتجاهل جميع القواعد والمتعة السادية في مشاهدة العنف". هذه الصفات تنطبق على لقاءات هولنداوالمانيا التي تكون عادة بيعدة كل البعد عن الروح الرياضية. قلب دفاع المانيا ماتس هوملز الذي قدم اداء رائعا في مباراة البرتغال الاولى (1-صفر)، قال ان الهولنديين سيحاربون للتأهل من "مجموعة الموت"، ليس فقط لانهم يواجهون عدوا قديما بل لخسارتهم الافتتاحية امام الدنمارك. يعود البعض الى ذكريات الحرب العالمية الثانية عندما احتلت المانيا النازية هولندا لمدة خمسة اعوام. مباراتان ذكرتا بان التاريخ لا يزال عالقا في الاذهان وبأن الهولنديين لم يبلعوا بعد بطش الالمان بهم. بعد نهائي كأس العالم 1974 عندما خسرت هولندا على ارض المانيا 2-1 في النهائي، كان لاعب وسط المنتخب البرتقالي فيم فان هانيغيم معبرا: "لقد قتلوا (النازيون) والدي، شقيقتي وشقيقي. انا اكرههم". بعد 14 سنة، تواجها مجددا في نصف نهائي كأس اوروبا 1988 في مدينة هامبورغ، وبهذه المناسبة رفعت في المدرجات لافتات كتب عليها: "جدتي، لقد وجدت دراجتك"، في اشارة الى مصادرة القوات النازية للدراجات خلال احتلالهم هولندا. لكن حارس هولندا هانز فان برويكيلين قال: "انا سعيد لمنح هذه الهدية الى الجيل القديم، الذي عاش خلال الحرب"، اما المدرب رينوس ميتشلز فقال: "احرزنا اللقب، لكن الكل يعرف ان نصف النهائي كان بمثابة النهائي الحقيقي". رفعت المانيا لقب كأس اوروبا عام 1980 حيث هزمت هولندا في طريقها، فاسف النجم الالماني كارل-هاينتس فورستر: "يكرهوننا اكثر مما نكرههم". استمر الصراع في كأس العالم 1990 عندما صفر جمهور الفريقين اثناء عزف النشيد الوطني لكل بلد، قبل ان يتعارك رودي فولر وفرانك ريكارد ويطردا على وقع بصقة طائرة من ريكارد نحو المهاجم الثعلب. لقد اصبحت هولندا امام خطر الخروج من الدور الاول لكأس اوروبا الحالية بعد خسارتها امام الدنمارك، واذا كانت تقبل بالخروج المبكر، من الافضل ان يكون امام جميع المنتخبات باستثناء المانيا.