سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عائلات سعوديي غوانتانامو «محبطة» من الموقف الأمريكي بشأن بقائهم وراء الأسوار لجنة حقوق الإنسان السعودية تطالب أمريكا باتباع المواثيق الدولية وإغلاق المعتقل سيىء السمعة
أبدى عدد من عائلات المعتقلين السعوديين في غوانتانامو خشيتهم على مصير أبنائهم وخصوصاً في ظل ما ينشر يومياً عبر وسائل الإعلام المحلية والأجنبية من وجود انتهاكات لحقوقهم هناك. وعبّر عدد من العائلات عن خيبة أملهم ازاء التصريحات التي أدلى بها كل من وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد، ونائب الرئيس ديك تشيني حيث أكد الأخير في تصريح له عن عدم وجود نية لبلاده في اغلاق معتقل «غوانتانامو» ملمحاً إلى الابقاء على من بقي من المعتقلين داخل المعتقل؟ من جهته، ورداً على تصريحات المسؤولين الأمريكيين، أوضح رئيس فريق المحامين السعوديين، المختص بتسوية قضية المعتقلين في غوانتانامو في تصريحات ل «الرياض»: أن الكلمة الفصل في هذا الموضوع تعود إلى المحكمة الدستورية العليا الأمريكية والتي أصدرت قراراً يقضي بوجوب إحالة المعتقلين في غوانتانامو إلى المحاكم الأمريكية لمحاكمتهم. وأشار المحامي أحمد مظهر في سياق تصريحه إلى أن القضية بحوارها القائم ستأخذ منحى سياسياً أكثر من منحاها القضائي. وأبدى مظهر استغرابه من إطلاق المسؤولين الأمريكيين مصطلح «أعداء أمريكا» على المعتقلين في غوانتانامو، موضحاً بأن المعتقلين وبحسب أهاليهم أفادوا الفريق بأن أبناءهم ذهبوا إلى أفغانستان لأعمال إغاثة وبنوايا حسنة ولم يذهبوا لقتال الأمريكان. وشدد رئيس الفريق على المواقف التي ذهبت لها بعض الشخصيات الأمريكية وفي مقدمتها الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر من ضرورة إغلاق معتقل غوانتانامو. وجدد مطالبة فريقه للحكومة الأمريكية بتسليم المعتقلين السعوديين لبلادهم والذي يأتي امتدادا للمطالبة التي أطلقها الفريق في سبتمبر من العام 2003م أثناء زيارتهم لواشنطن والتي تمت بالتنسيق بين سفارتي البلدين. وعلى ذات الصعيد، شددت الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان على لسان رئيس لجنة الرصد والمتابعة فيها د. مفلح بن ربيعان القحطاني على وجوب اتباع المواثيق الدولية في قضية غوانتانامو محاكمة المذنب منهم أو إطلاق سراحهم، منتقدة مبدأ الابقاء على المعتقلين دون محاكمة معتبرة إياه ازدواجاً في المعايير التي تتبعها الولاياتالمتحدة في هذا المجال. وحول تصريحات المسؤولين الأمريكيين بهذا الخصوص يرى رئيس لجنة الرصد والمتابعة بأن هناك ربما خلافا داخليا ما بين أركان الإدارة الأمريكية بخصوص المعتقلين، مشيراً إلى أن القواعد القانونية والمواثيق الدولية تدين الولاياتالمتحدة فيما يتعلق بانتهاكات حقوق المعتقلين. مستشار شؤون العالم الإسلامي في اللجنة الدولية للصليب الأحمر شدد على ضرورة المعاملة الإنسانية المطلقة لجميع المعتقلين بغوانتانامو وذلك وفق مقتضيات القانون الإنساني الذي وافقت عليه جميع دول العالم ومن بينها أمريكا مشيراً إلى ضرورة الإسراع في عرض من تثبت ضدهم أدلة للقضاء وإحالة الملفات التي تقتضي الملاحقة القضائية وعرضها دون ابطاء على القضاء الأمريكي لضمان تحقيق العدالة في أسرع وقت. وأكد د. عامر الزمالي على حق المعتقلين في مراسلة أهاليهم، وحقهم في تلقي الرسائل الجوابية من عائلاتهم دون أية عراقيل. ورفض د. الزمالي أي تصريحات لمسؤولين أمريكيين لا تتماشى مع مقتضيات الإنسانية مشيراً إلى أن اللجنة تعمل على أساس أن الأصل هو البراءة كاشفاً في سياق تصريحه ل «الرياض» إلى أن الانتهاكات التي يتعرض لها المعتقلون تتم بعيداً عن أعين مندوبي الصليب الأحمر حيث انه ليست من الحماقة أن تقوم أي دولة بارتكاب الانتهاكات بحضور اللجنة على حد تعبيره. وأشار مستشار شؤون العالم الإسلامي باللجنة الدولية إلى أن ثمة تقارير سرية رفعتها اللجنة للسلطات الأمريكية في كل التجاوزات التي حدثت في غوانتانامو من تدنيس للقرآن الشريف أو المضايقات في شهر رمضان الكريم أو غيرها من التجاوزات مشيراً إلى عدم رضا اللجنة بأي شكل من أشكال النيل من حقوق المعتقلين بغوانتانامو. من جهتهم، طالب أهالي المعتقلين السعوديين بغوانتانامو الجهات المعنية بالكشف عن مصير أبنائهم المجهول في ظل انقطاع الرسائل بينهم، حيث يقول جايد السبيعي والد المعتقل (محمد) أن الرسائل انقطعت بيني وبين ابني منذ سنة ونصف تقريباً فيما أبدى فهد بن بدن السبيعي شقيق المعتقل عبدالهادي تخوفه ازاء مصير أخيه وخصوصاً في ظل ما ينشر عن انتهاكات بحق المعتقلين بغوانتانامو مشيراً إلى أن عوائل المعتقلين تعيش حالة نفسية غاية في السوء عاقداً أمله بالله ثم بالمسؤولين عن هذا الملف بالمملكة في نهاية لمعاناة أبنائهم في غوانتانامو الذين طال انتظارهم لهم والذين يعاملون معاملة لا يعامل بها الحيوانات هناك.