أعلن أمير منطقة عسير، رئيس مجلس التنمية السياحية بالمنطقة، رئيس اللجنة العليا لمهرجان أبها صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبد العزيز، عن المشاريع الرامية لتطوير ونمو السياحة في المنطقة وإيجاد مكانة مرموقة لها في الخارطة السياحية العالمية. جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده أول أمس حيث قال سموه ان المشاريع التنموية في منطقة عسير تحظى بدعم من حكومة خادم الحرمين الشريفين، لافتاً إلى أن أبرز تلك المشاريع: إنشاء مطار دولي يحمل هوية المنطقة السياحية, وتطوير الخدمات والمرافق السياحية، وتشجيع الاستثمار في المشروعات الفندقية, وتحسين الطرق الإقليمية والرفع من جودتها, وإقامة المراكز الخدمية على الطرق ومداخل المنطقة,وتحسين وسط مدينة أبها ليواكب التطور القائم في أواسط المدن العالمية, والعمل مع الهيئة العامة للسياحة والآثار على رفع جودة الخدمات السياحية في مراكز الإيواء, وتوجيه الشباب للعمل في القطاع السياحي بوصفه قطاعا حيويا مهما، وموفرا للفرص الوظيفية، وتحسين مداخل المنطقة البرية والجوية من خلال مراكز الخدمة على الطرق السريعة، ومراكز المعلومات وخدمات المطاعم والسكن المميز، والقضاء على الموسمية، والعمل طيلة العام بإقامة برامج المهرجانات والفعاليات والمعارض, وتشجيع استضافة المؤتمرات والمعارض المحلية والعالمية من خلال ماستوفره المنطقة من مواقع وإمكانيات سياحية تسهم في تقديم هذه الخدمة بشكل جيد, وتشجيع الاستثمارات السياحية في الفنادق بكافة درجاتها, وتعزيز مواردنا الداخلية لخدمة العمل السياحي في المنطقة من خلال البحث عن مصادر جديدة للدخل لدعم خطط وأعمال مجلس التنمية السياحية, والاهتمام بالحرف والحرفيين والموروث الشعبي ومساعدتهم على تقديم منتجاتهم بشكل احترافي يحقق عائداً اقتصادياً لهذه الأسر، مبدياً تفاؤلاً بتحقيقها، مفضلاً عدم تحديد مدة زمنية لانتهاء تلك المشاريع وأن يركز على العمل الجاد والمخلص . واعترف الأمير فيصل بن خالد بصعوبة المرحلة الحالية، وقال: "أؤمن إن المرحلة التي نعيش فيها الآن تماماً بأنها مرحلة صعبة وتحتاج إلى مضاعفة الجهود، ومن هنا فلقد وضعت أسلوبا إداريا يتماشى مع ظروف هذه المرحلة ويسهم في دعم تطلعاتنا ويحقق آمالنا مع السرعة في الإنجاز، وهذا الأسلوب يعتمد على العمل الجماعي والاعتماد على الشراكة واللامركزية وسعي إلى التخطيط السليم وتطوير البنية التحتية وتوزيع المهام والمسؤوليات وتشجيع المبادرات، وبإذن الله سنصل بعسير إلى العالمية وهذا حلم ومن حق كل واحد منا أن يحلم". جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده سموه الكريم في فندق قصر أبها للحديث عن الرؤية المستقبلية للمهرجانات السياحية للمنطقة والبنى التحتية لها والخطة التشغيلية لمهرجان صيف العام الحالي "مهرجان أبها يجمعنا 1433 ه" بجانب إلقاء الضوء على فعالياته وأنشطته الذي ينطلق من مسجد الملك فيصل يوم الأربعاء 23 رجب الجاري بمحاضرة دينية يلقيها الشيخ الدكتور عائض القرني، فيما سيكون حفل الافتتاح الكبير يوم الخميس في الساحة الشعبية والذي سيشهد أوبريتاً وطنياً ومشاركة من فرق عالمية. وأشار أمير عسير إلى أن الاستثمار السياحي في المنطقة من الأمور ذات الاهتمام الخاص لتحقيق التنمية السياحية المنافسة, وقال: "أنا هنا لن أكل أو أمل من دعوة رجال وسيدات الأعمال للاستثمار في عسير، خاصة وأن هناك عدداً من المشاريع الاستراتيجية في الوجهة الجبلية والبحرية مثل: مدينة التسوق بأبها, ومدينة الشباب بالحبلة, والقحمة الساحلي, والجرة السياحي, والقرعاء السياحي, ومنتزه الأمير سلطان السياحي, وتأهيل وتطوير قرية رجال ألمع, وتأهيل سوق محايل الشعبي, وتأهيل السوق الشعبي بظهران الجنوب". وشدد على أن مهرجان البادية في بيشة يكمل عقد السياحة المستدامة طوال العام في عسير، خصوصاً بعد اعتماد إقامته سنوياً، إضافة إلى عدد من المهرجانات الصيفية والشتوية والربيعية متنوعة الفعاليات في المحافظات والمراكز التي تقوم سنويا بتنظيم مهرجاناتها المختلفة. وبين تطلع سموه الكريم إلى أن تكون جميع المواقع السياحية في جميع الوجهات في عسير سواء الجبلية أو البحرية أو الصحراوية جاهزة لاستقبال الزائرين بخدمات إيواء عالمية ومرافئ جذابة وخدمات متميزة لتكون معلما مهماً من المعالم السياحية الجديدة، على مستوى المنطقة بصفة خاصة والمملكة بصفة عامة وتكون محل جذب عالمي لإقامة الفعاليات، فضلاً عن السعي إلى تشييد فنادق ذات 5 نجوم، مشيداً بجهود الهيئة العامة للسياحة والآثار في المحافظة على القرى التراثية وتطويرها باعتبارها إرثا حضاريا زاخرا بتاريخ عريق لأهالي هذه المنطقة ولتكون هذه القرى مصدر رزق لأهاليها. وأضاف أن أبرز التحديات، تتمثل في تحقيق تنمية سياحية منافسة تلبي رغبات السياح والزوار, والاحتياجات الملحة للأعداد المتزايدة من السياح القادمين إلى المنطقة. وشدد الأمير فيصل بن خالد على أن مهرجان أبها سيواصل نموه وتطوره، وقال: "لن أتطرق إلى عسير وتميز عسير بمهرجاناتها السياحية وفي مقدمتها مهرجان "أبها يجمعنا" الذي اجتمعنا من أجله اليوم, وأود أن أقول لكم إننا سنعمل على تقييم مستمر لمختلف الفعاليات والبرامج التي ستقدم لزوار المنطقة، فضلاً عن التقييم النهائي الذي سيكون في ختام المهرجان لتلافي أي أخطاء قد تقع في المهرجانات القادمة". وعرج سموه إلى أن الصيف الحالي لن يشهد أزمة في المياه، وأنه لن تتوقف فيه المشاريع، باعتبار أن توقف العمل فيها ولو ليوم واحد قد يعطلها لفترات طويلة، مشيراً إلى أنه يتابعها شخصياً، وواعداً بتوجيه أمانة المنطقة بالاهتمام بالملاحظات التي رصدها بعض الإعلاميين على تدني مستوى النظافة. ووافق أمير عسير على عقد مؤتمر صحفي يوضح فيه أرقام ونسب المصطافين والسياح والتشغيل وغيرها بكل شفافيه، على أن يحدد موعده قبيل حفل جائزة المفتاحة، مبيناً أن عدم إقامة بطولة النخبة الدولية لكرة القدم العام الحالي يعود إلى ضيق الوقت وعدم قدرة الفرق الأوروبية الكبيرة التي كان يؤمل في حضورها بالتواجد في البطولة لانشغال لاعبيها في بطولة أمم أوروبا. وحول منع دخول الشباب لبعض المنتزهات، قال إن المجتمع المحلي لا يزال رافضاً لفكرة قبول تواجد الشباب في الأماكن التي تتواجد فيها الأسر، إلا أنه شدد على وجود فعاليات تلبي رغبات الشباب. وأكد أنه سيعمل على الحد من تواجد المتسولين في المنتزهات. بدوره، أوضح أمين عام مهرجان أبها عبدالله بن إبراهيم بن مطاعن أن المهرجان الحالي روعي فيه تلبية رغبات سمو الأمير بجودته وتنوع فعالياته وكذلك تلبية رغبات شرائح المجتمع، وذلك بإقامة 3000 فعالية على مستوى المنطقة، لافتاً إلى استعداد مرافق الإيواء السياحي في المنطقة لاستقبال الزوار والسياح والمصطافين. من جهته، عرض مدير عام شركة الشمسان "صاحبة امتياز التنظيم في المهرجان" عبدالله الشمسان، جهود الشركة في البنى التحتية والتجهيزات في المواقع الخمسة: منتزه السودة الوطني، ساحة المفتاحة، قرية المفتاحة، الممشى، ساحة البلدية (المشهد)، إلى جانب عرض الرؤى المستقبلية لتطوير المهرجان، مقدماً الشكر إلى أمير المنطقة على الدعم والاهتمام والمتابعة الشخصية .