الحراك السياسي على مستوى الفضائيات يجعل المتابع له يعيش اجواء حرب فضائية تقودها ايران، ركزت ايران مؤخرا اهتمامها بالفضائيات الموالية للنظام السوري وحزب الله والمعادية للسعودية ودول الخليج، ما حدث لمملكة البحرين مع عربسات جزء بسيط من مسلسل متكامل لقلب الحقائق على الفضائيات. انطلاق قناة (الميادين) التي يقودها التونسي غسان بن جدو اليوم الاثنين اعتبره جزء من الاستراتيجية الايرانية بهذا الخصوص، حتى ولو تشدق بن جدو بالقضية الفلسطينية كالمعتاد ليكسب الشعبية العربية الساذجة لقناته، لان تاريخ بن جدو وولاءاته معروفة جدا، ولا يمكن ان يحاول ان يقنعنا ان قناته ستدور بقيادة واشراف ودعم ايراني سوري وايضا حزب الله، فلو اطللنا على الاسماء المشاركة معه كنجوم بالقناة نجد زاهي وهبي الذي افتضحت ميوله نحو النظام السوري وتضحيته بالشعب السوري، والحقيقة انني قد حزنت على زاهي وان التجاهل المتعمد والكبير له اثناء وجوده مؤخرا بمنتدى الاعلام العربي بدبي، حيث كان للاسف يدور حول نفسه، عكس ما اعتاد عليه قبل افتضاح امره. انا هنا لن اركز حديثي على بن جدو وقناته الايرانية وانما تطرقي لهذا الموضوع ناتج من المؤشرات المتعددة حولنا في الاستغلال لاحداث فتنة طائفية ظاهرها مختلف عن واقعها، ما يؤلب رجل الشارع العادي ويجعله منساقا بشكل لا ارادي لما تنفثه هذه القنوات من سموم خطيرة ومؤثرة على المدى البعيد، في ظل حالة الصمت الرهيبة التي نعيشها، وغير مقدرين لاخطار الفتن لهذه الفضائيات. فبعضهم يعتبر ان وسائل التواصل الاجتماعي (فيس بوك، تويتر، وغيرها) باتت الاهم في الخريطة الاعلامية، ولكن الواقع الحقيقي يؤكد ان الفضائيات هي الاهم، لانها ببساطة تدخل كل بيت ولا تحتاج الى اي معرفة او احيانا خبرة او امكانات من اجهزة جوال ذكية او خلافها، ونحن مازلنا نتعامل مع الفضائيات رغم امتلاكنا كسعوديين لاهمها بحذر واحيانا دبلوماسية وفي احيان كثيرة بحيادية. تأليب بعض الفضائيات علينا يجب ان يؤخذ باهتمام ودراية، فلا اريد ان اذكر كيف فشلنا مؤخرا لاننا غير مؤهلين ابان ازمة الجيزاوي وتأثر العلاقات السعودية المصرية بسببها، فلا ال MBC ولا روتانا خليجية استطاعتا ان تكون بمستوى ما حدث علينا من هجمة فضائية مركزة آنذاك، ولم ينقذ افتقاد ادواتنا الاعلامية احترافية بتلك الاحداث الا وعي قيادتنا وحكمة خادم الحرمين حفظه الله. قناة العربية تحتاج بالفعل لتغيير استراتيجيتها في ظل تنامي الفضائيات المدعومة ايرانيا، الامر يجب الا يعد مجرد فضائيات صغيرة وتفتقر للصدقية الاعلامية، الامر اهم بكثير لكون سموم هذه الفضائيات قد يكون مؤثرا بدرجة قد لا تكون مباشرة في وقتها، وكذلك الحال مع قنواتنا الخليجية الاخرى، فبدلا من المنافسة بين الفضائيات الخليجية بمسابقات الغناء والرقص، اتمنى ان يكون التنافس بينها ايضا في صد المد الفضائي الممول ايرانيا خصوصا ضدنا، فليس من المعقول ان تعلن مملكة البحرين لوحدها التضرر الكبير الذي اصابها من تحريك ودعم للفتنة الطائفية فيها وبقية دول الخليج العربي تقف كالمتفرج امامها. اتمنى ان لا نغفل جانب الفضائيات في محاولتها للتأثير على شعوبنا بسمومها، وان ننزل احيانا للمستوى الذي تخاطب به قناة النظام السوري (الدنيا) ونحاول وبصورة مباشرة كشف تضليلها وخدعها لما يحدث في سوريا، وان ننتبه جيدا لابن جدو وغيره حتى لو اقاموا مؤتمرات اطلاق فضائياتهم تحت شعار القدس وتحريرها..!!