مشكلتنا كبشر اننا احيانا ننسى أننا نملك فرصا كثيرة في حياتنا لذلك قد تمر هذه الفرص بدون أن نستثمرها أو نستفيد منها، فنبقى مكانك سر. ومشكلتنا في كثير من امورنا الحياتية أننا نخشى التغيير ربما لأننا نخاف من المغامرة وربما لأننا نخاف من تبعات التغيير ونخاف أن نندم إذا غامرنا. فمثلا قد يتخرج احدنا من الثانوية ولديه ميول وهوايات فنية في الرسم لكنه بدلا من أن ينميها مثلا ويختار ان يدرس في تخصص ينمي موهبته يفضل أن يمشي في الطريق الذي يمشي فيه بقية الناس ويستخدم الواسطة وعلاقات والديه ومعارف جيرانه ليدخل كلية "مرموقة" او يظن انها مرموقة تضمن له مستقبلا كما يقولون أو كما يظنون! في الطريق لينهي دراسته ينسى جزءا من نفسه، هذا الجزء المبدع الذي يدفنه ويتجاهله، قد ينتقل من تخصص مرموق لآخر وهو غير سعيد باحثا عن النجاح حتى يستقر وينجح ويتخرج بعد مدة ليست بالقصيرة. ومثلا قد يحظى احدنا بوظيفة جيدة ذات راتب معقول لكن البيئة الوظيفية مليئة بالاحقاد والمنافسة القذرة "ومافيا" الواسطة و "شلة" المتنمرين الذين يمنعونه أن يكبر ويتطور ويأخذ حقه الادبي والمادي، لكنه يغمض عينيه عن كل الفرص الوظيفية الأخرى مذكرا نفسه بأن الانتقال والبدء من جديد صعب وأن البقاء في مكان يعرفه أفضل وأن الدنيا والحياة لا تحتمل المغامرة، لذلك يبقى حيث هو مكانك سر بكل الطاقة السلبية التي يحملها فيه وبكل المشاكل التي تأتيه كل صباح مغمضا عينيه عن قيمته كفرد وكموظف مؤهل. وهو في حالته هذه مثل الذي وقف أمام ضفة نهر يشاهد الأنوار المتلألئة لمدينة على الجانب الآخر، خائفا من الانتقال هناك، لذلك يطالع ويقول "ماذا لو؟" لكنه لا يلتفت يمينا ليشاهد الجسر الذي يعبر به إلى حيث يحلم، بل يبقى مكانه متابعا النهر بمياهه الرمادية وبرودة مائه! مشكلتنا احيانا في كثير من أمورنا الحياتية الشخصية والعملية أننا لا نعرف قيمة أنفسنا ولا نعترف بقدراتنا لذلك نظل أسرى الروتين الذي يمنعنا من استغلال الفرص. كن جريئا ولا تبقى مكانك سر ابحث عن الفرص لترتقي واستغلها، فأنت لا ينقصك شيء، ابحث عن السعادة وراحة البال في مكان آخر.