تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وزير الدفاع دشّن صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز نائب وزير الدفاع امس المقر الجديد لشركة الشرق الأوسط لمحركات الطائرات المحدودة، وذلك في المنطقة الصناعية بمطار الملك خالد الدولي. وكان في استقبال سموه لدى وصوله معالي وزير الاقتصاد والتخطيط الدكتور محمد بن سليمان الجاسر، ومعالي نائب رئيس هيئة الأركان العامة الفريق عبدالعزيز بن محمد الحسين، ومعالي قائد القوات الجوية الفريق الركن محمد بن عبدالله العايش، ورئيس مجلس إدارة شركة الشرق الأوسط لمحركات الطائرات المحدودة اللواء الطيار الركن المتقاعد محمد بن جار الله الحارثي. وفور وصول سموه أزاح الستار عن اللوحة التذكارية للمقر الجديد للشركة. بعدها قام سموه والوفد المرافق له بجولة على أقسام الشركة استمع خلالها لشرح موجز عن مراحل سير العمل وأهم الأقسام التي يحتويها المبنى الجديد. عقب ذلك توجّه سموه لمقر الحفل الذي بدأ بآيات من القرآن الكريم. ثم ألقى وزير الاقتصاد والتخطيط الدكتور محمد بن سليمان الجاسر كلمةً استذكر خلالها مآثر فقيد الأمة والوطن صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - وما بذله من جهد وعطاء وتضحيات لخدمة دينه ووطنه. واستشرف معاليه خلال كلمته المستقبل من خلال أحد أهم إنجازات سموالأمير سلطان - رحمه الله - ألا وهو برنامج التوازن الاقتصادي، مشيراً إلى أن شركة الشرق الأوسط هي إحدى ثمرات هذا البرنامج الذي تبنّت وزارة الدفاع تطويره وتنفيذه بمبادرة ودعم من سموه - رحمه الله - بهدف تعزيز وتوسيع إسهامات وزارة الدفاع في دعم خطط التنمية الوطنية وذلك من خلال تدوير جزء من المبالغ التي تنفق على شراء بعض منظومات التسليح لتنمية الاقتصاد الوطني. وأكّد معاليه أن الإنجازات التي حقّقها البرنامج أصبحت واقعاً محسوساً على صعد عدة تشمل المساهمة بفاعلية في تعزيز الاستقلالية الذاتية للقوات المسلحة ورفع جاهزية نظم التسليح الخاصة بها، وخفض المدة الزمنية لإعادة مكونات منظومات التسليح إلى الخدمة، والمساهمة في خفض تكلفة العقود الحكومية التي طبق عليها برنامج التوازن الاقتصادي من خلال منافسة شركات البرنامج لتنفيذ عقود العمرة والمساندة الفنية لها وكسر احتكار الشركات المصنعة لمنظومات التسليح، ومن خلال إعادة تدوير جزء من قيمة عقود شراء منظومات التسليح هذه في تنفيذ استثمارات تعود بالفائدة على الاقتصاد الوطني. سموه: برنامج التوازن الاقتصادي أوجد قاعدة صناعية وعمل على تأهيل الكوادر السعودية وأبان أن من بين الانجازات التي حققت هي إيجاد أكثر من 8000 فرصة عمل نوعية جديدة تؤمن مستويات عالية من الدخل للمواطنين السعوديين الذي يشغلون مايقارب 60% منها، وتأسيس 41 شركة مختلطة، بالإضافة إلى دعم جهود البحوث والتطوير لدى مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية ومراكز البحث العلمي في الجامعات السعودية، ونقل وتوطين التقنية في المجالات الحيوية. وأشاد الدكتور محمد الجاسر بتبني برنامج التوازن الاقتصادي ورعايته من قبل وزارة الدفاع والدعم غير المحدود من قبل صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز - رحمه الله -، مؤكداً أنه أحد أهم العوامل التي أدّت إلى نجاح البرنامج وتحقيق إنجازاته. وأشار إلى أن الاستثمارات المتوقعة من اتفاقيات التوازن الاقتصادي التي أبرمت في إطار عقد شراء وتحديث طائرات ونظم التسليح الأخرى والاتفاقيات المتوقع توقيعها قريباً تحمل إمكانيات ضخمة، مؤكداً أن هذه الاستثمارات ستسهم في تعميق وتطوير قدرات شركاتنا الوطنية في دعم ومساندة احتياجات قواتنا المسلحة وإلى إقامة وتأسيس شركات صناعية وخدمية جديدة تسهم في إيجاد فرص وظيفية جيدة للمواطنين وتأمين منتجات محلية ذات جودة وتقنية عالية تسهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي وفي تنمية الصادرات الوطنية مما يعود على المملكة بفوائد عظيمة في مختلف النواحي الاقتصادية والصناعية والاجتماعية وغيرها. الأمير خالد بن سلطان في صورة تذكارية مع مسؤولي الشركة بعد ذلك ألقى رئيس مجلس إدارة شركة الشرق الأوسط لمحركات الطائرات المحدودة اللواء الطيار الركن المتقاعد محمد بن جار الله الحارثي كلمةً أعرب فيها عن شكره ومنسوبي الشركة لسموه على حضوره وافتتاح مرافق الشركة الجديدة، مشيداً بالإمكانات التي توفرها الدولة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - لتأهيل الفرد السعودي والقوات المسلحة لمواكبة التطور التقني. وأوضح اللواء الحارثي أن الشركة تقوم بتوضيب وإصلاح محركات طائرات ف 15 منذ عام 2001م، مؤكداً انه تم تأهيل وتدريب أفراد سعوديين على القيام بأعمال الصيانة للمحركات وبكفاءة تفخر بها الشركة وتشهد لها القوات الجوية حيث تبلغ نسبة السعودة بالشركة حالياً 86%. وبيّن أن الشركة وضعت خططاً طموحة جداً لتوطين صيانة وعمره محركات الطائرات والتي ستوفر بعون الله الكثير من فرص العمل للشباب السعودي وتدعم قطاع صناعة وصيانة الطائرات بالمملكة، مشيراً إلى أنه مع مطلع هذا العام تم البدء بتأهيل وتدريب فنيي الشركة على توضيب وإصلاح محركات طائرات النقل س 130 وطائرات التدريب المستخدمة بكلية الملك فيصل الجوية. وقال اللواء الحارثي " إننا نعمل حالياً على تطوير قدرات الشركة التقنية لتوطين صيانة محركات طائرات تايفون وطائرات بلاك هوك وأباتشي العمودية ومحركات الدبابة من طراز ابرامز، كما يجري العمل حالياً على القيام بإنشاء خلية لاختبار المحركات وإصلاح قطع الغيار الخاصة بالأجزاء الداخلية للمحركات" . وأضاف " وأرغب أن أؤكد لسموكم تصميمنا لوضع هذا الصرح في مصاف مثيلاته العالمية ليكون داعماً وسنداً لقواتنا العسكرية" مؤكداً أن بناء وتأهيل مثل هذه المرافق لم يكن ليتم لولا الدعم الذي تتلقاه الشركة من وزارة الدفاع وأفرعها المختلفة ولجنة التوازن الاقتصادي والهيئة العامة للطيران المدني وصندوق التنمية الصناعي والشركات الصانعة. وفي ختام الحفل تسلّم سمو نائب وزير الدفاع درعاً تذكارياً، ثم تشرف بعدها منسوبو شركة الشرق الأوسط لمحركات الطائرات المحدودة بالتقاط صورة جماعية تذكارية مع سموه. وأبدى صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان نائب وزير الدفاع في تصريح عقب انتهاء الحفل سعادته بما رآه من تطور في أداء الشركات السعودية، مؤكداً أن المملكة بدأت بقطف ثمار برنامج التوازن الاقتصادي الذي أطلقه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز - رحمه الله - واستمر بدعمه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وزير الدفاع . وأفاد سموه أن الاستثمار في مجال التقنية المتقدمة والصناعات العسكرية أصبح اليوم من أهم مصادر الدخل القومي في كثير من الدول لتلبية احتياجاتها المحلية في مجال التسليح والتطوير، واستخدام هذه الصناعات كمصدر اقتصادي مثمر، مبيناً أن برنامج التوازن الاقتصادي أوجد قاعدة صناعية وبالتحديد في مجال صناعات الدفاع والطيران العسكري والمدني، وعمل على تأهيل الكوادر السعودية في هذا المجال. وقال سموه " إن حكومة المملكة حفظها الله وفي إطار جهودها لتنويع مصادر الدخل الوطني وتوسيع القاعدة الصناعية تدرك تماماً أهمية إيجاد قاعدة صناعية متقدمة في مجال الصناعات المختلفة، وأخص هنا مجال صناعات الدفاع والطيران العسكري والمدني" مشيراً إلى أن برنامج التوازن الاقتصادي أصبح رافداً أساسياً ومهماً من روافد التنمية الاقتصادية. وفي ختام تصريحه قال سموه :"إن ما رآه اليوم من تطور في الكادر التقني والبشري في شركة الشرق الأوسط يثلج الصدر ويعزز القناعات بأن الشركات الوطنية قادرة على تحقيق أهداف برنامج التوازن الاقتصادي بإذن الله ونقل التكنولوجيا المتقدمة وتوطينها في الداخل، وتعزيز الاستقلالية عن المصادر الخارجية، وتوفير فرص استثمارية داخل المملكة، وإيجاد فرص عمل للشباب السعودي وتطوير القوى البشرية".