يساعد تكرار المشي في نفس الوقت والمكان يومياً على غرس عادة المشي والانتظام عليها. وقد يكون الفارق بين طول الليل والنهار في كل من الشتاء والصيف دوراً في اختيار الوقت الذي يتكرر فيه المشي.. وهناك أوقات يكون المشي فيها أفضل من غيرها، فالمشي بعد صلاة الفجر الذي يأتي بعد ساعات الراحة والنوم، حيث يكون الفكر صافياً، لذا فهو وقت مثالي للتفكير والتأمل والتخطيط، كما أن بداية اليوم بالمشي يوفر قدراً أكبر من النشاط وفرصة جيدة لاستغلال الوقت من بداية ساعات النهار.. والمشي بعد الفجر أفضل في السفر، وغيره من الظروف التي يضطرب فيها النظام اليومي المعتاد. ومن الأوقات المناسبة للبعض أيضاً في بداية ساعات المساء، فهو أفضل لتخفيف التوتر المتعلق بالعمل، وأفضل لجلب النوم في كثير من الحالات، وهو أفضل من تأخير المشي إلى ساعات متأخرة من المساء، حيث قد يسبب المشي المتأخر لدى البعض الأرق وصعوبة النوم. وبالنسبة للتوقيت وعلاقته بالوجبات الغذائية، فالمطلوب تأجيل المشي حتى مرور 2-3 ساعات بعد الوجبة،يحتاجها الجسم للهضم والتعامل مع الغذاء، بعد وجبة ثقيلة يوجه الدم إلى الأحشاء، ويصعب توفير ما يكفي منه للعضلات. ويفضل أن يبدأ الإنسان المشي على معدة خاوية. فالمشي بعد مدة أطول من آخر وجبة يتم بوجود الحد الأدنى من جلكوز الدم، مما يساعد علىحرق الكوليسترول من الدم، ومن مخزون الجسم من المواد الغذائية وبالتالي المساعدة على إنقاص الوزن، ومع حقيقة أن المشي مفيد في كل الأوقات ولو بدرجات متفاوتة، تظل النصيحة بالمشي في الوقت الذي يناسب الشخص وظروفه، فأفضل وقت للمشي هو الوقت الذي تنتظم فيه. وفي ما يأتي عدد من المميزات التي تجعلنا نفضل المشي بعد الفجر تحديداً من بين الأوقات الأخرى: المشي فجراً يتزامن مع النظام الفسيولوجي والإيقاع الهرموني للإنسان. 90 % من "المنتظمين" في المشي يمشون في الصباح. يوفر المشي فجراً أفضل فرصة للصفاء الذهني والتفكير والذكر والتخطيط لليوم. كما أن هذا الوقت هوالذي يكون فيه تلوث الهواء الناتج عن حركة السيارات عند الحد الأدنى. المشي فجراً يرفع معدل التمثيل الغذائي بشكل أكبر، ويستمر مرتفعاً مدة أطول (تصل إلى 48 ساعة) مما يؤدي إلى استهلاك سعرات حرارية أكثر، مقارنة بمن يمشي ثم ينام. كلما كانت ممارسة المشي بعيدة عن آخر وجبة، كلما انخفضت نسبة الكولسترول في الدم، والمشي فجراً قبل الإفطار يوفر هذه الميزة. يعطي المشي فجراً طاقة أعلى تنعكس على الإنتاجية بقية النهار. يؤدي إلى قدر أعلى من تنظيم الشهية بقية النهار،وإلى تحسين الاختيارات الغذائية. يرفع الطاقة العقلية وصفاء التفكير لمدة تمتد بعد المشي إلى 10 ساعات، فما الحكمة من جعل هذه الساعات في وقت النوم!!. البدء بالمشي من أول النهار أدعى للانتظام ، ويقلل من احتمال إلغاءه عند ازدحام بقية اليوم والليلة بالأعمال. يأتي المشي فجراً في صالح الأسرة، لأنه يوفر وقت المساء لقضائه بين الأهل والأبناء. مسارات المشي أهدأ بكثير في الصباح الباكر، وأكثر من يرتادها من الجادين. *أستاذ مساعد في طب الأسرة والمجتمع رئيس مجلس ادارة الجمعية الخيرية للتوعية الصحية (حياتنا)