صباح الحادي والعشرين من يونية بقرية الحلوات بمحافظة الشرقية في ريف مصر كان موعد الميلاد ، ومساء الحادي والعشرين من يونية ببلدة سيتوارت بلندن كان الرحيل ، قد يكون فارق السنوات بين الميلاد والرحيل أكثر من سبعين عاما لكن فكرة الذكرى تجمع بينهما. والحكاية تتلخص في أن الميلاد كان لطفل مصري نحيف يتيم أصبح فيما بعد صوت الحب في العالم العربي أصبح عندليب العشاق الذي يغرد على أشجار حكايات العاشقين ، أصبح عبد الحليم حافظ ، بينما الرحيل بعد أكثر من سبعين عاما من الميلاد فقد كان من نصيب السندريللا التي كانت ما تزال فتاة أحلام كل الشباب ، هي الروح الخفيفة التي انطلقت مرحاً وحباً في أفلام حققت نجاحاً كبيراً وسطرت اسمها في قلوب الملايين ، هي زوزو وأميرة الحب ، سعاد حسني أخت القمر التي رحلت فجأة في حادث غامض بلندن عندما سقت من شرفة منزل صديقتها ولقيت مصرعها ، ليظل يوم 21 يونية يفوح برائحة ذكرى غامضة لرحيل الجميلة ، وذكرى عطرة لميلاد العندليب. والغريب في الأمر هو أن الظروف قد تكون فرقت بينهما فلم يرتبطا بشكل رسمي ومعلن ولم تتوج قصة الحب التي سمعنا عنها كثيرا بين عبد الحليم وسعاد بالزواج حتى لو كان الكاتب مفيد فوزي قد أعلن زواجهما سرا لمدة خمس سنوات ، فإن ذلك أمر يدخل في دائرة الشك والاحتمال لأن كلاً من الطرفين لم يعلن ذلك ، المهم أنهما لم يقترنا بيوم زفاف معلن ، ليقترنا بيوم قدري يحمل طعماً مختلطاً بين الحلو والمر بين الميلاد والرحيل ، ولد عبد الحليم بقرية الحلوات بالشرقية يتيما وتنقل بين سيدات القرية ليرضعنه ثم جدران الملجأ والأقارب بحثاً عن مأوي إلى أن تحولت هذه المعاناة إلى شعلة فنية استطاعت أن تحرق كل من يحاول منافستها ليصبح المطرب رقم 1 في تاريخ الحب الغنائي ، بينما يظل نفس التاريخ يحمل بعد أكثر من سبعين عاما غموض الحادث الأليم الذي رحلت من خلاله سعاد حسني وما تزال القضية مثار جدل رغم حفظها جنائيا ، ليجمع هذا التاريخ بين قلبين ربط بينهما الحب يوماً وفرقت بينهما الظروف !