يبدو أن يونيو أصبح بالفعل (شهر الأحزان) كما يطلقون عليه في الوسط الفني المصري بعد كم الأحداث الحزينة التي شهدها هذا الشهر عبر سنوات مختلفة، بداية من نكسة يونية في السياسة التي كان لها الأثر السلبي الكبير علي مسيرة الفن المصري، ثم مجموعة الأحداث التي تخص رحيل مجموعة كبيرة من نجوم السينما المصرية بدأت برحيل المخرج الشاب عاطف الطيب في يونية 59قبل أن يتم مونتاج فيلمه الأخير (جبر الخواطر) لشريهان وقبل أن يحقق حلمه في سينما واقعية مصرية تحكي سيرة الشعب المصري بعد أن قدم الطيب 12فيلما أغلبها سطر اسمه بين أهم مخرجي مصر والعالم العربي وكان في طريقه لاستكمال الرحلة لكن عملية جراحية في القلب أودت بحياته ليلقى ربه وتنتهي الرحلة عند هذا الحد. ورحل صاحب (سواق الأتوبيس، الهروب، ناجي العلي، ملف في الآداب، البريء، ليلة ساخنة، قلب الليل، الحب فوق هضبة الهرم) وغيرها من الأعمال التي وضعته في نفس قائمة رواد الواقعية. والغريب في الأمر أن شهر يونيو لم يكتف بعاطف الطيب من رواد الواقعية السينمائية حيث في العام التالي مباشرة (69) رحل المخرج صلاح أبو سيف بعد رحلة طويلة استطاع خلالها أن يؤسس لهذه المدرسة التي تخرج فيها عاطف الطيب، رحل صلاح أبو سيف في منتصف يونيو 69بعد عام بالضبط من رحيل تلميذه النجيب وبعد أن قدم للسينما المصرية العديد من الأعمال الهامة ويكفي أنه صاحب أفلام (الزوجة الثانية، شباب امرأة، القاهرة 03، بداية ونهاية، الوسادة الخالية، الفتوة، الأسطي حسن، لا أنام، البداية) وغيرها من الأعمال المتميزة. وبدأ شهر يونية يلتفت للنجوم لترحل السندريلا سعاد حسني بشكل غامض في مساء الحادي والعشرين من يونية 1002حيث سقطت من شرفة الطابق السادس ببناية (ستيورت تاور) في قلب العاصمة الإنجليزية لندن وظل مصرعها لغزا حتى هذه اللحظة، رحلت السندريلا بشكل غامض بعد أن ملأت الدنيا مرحا بأفلامها وأغنياتها، رحلت زوزو في شهر الأحزان، رحلت صاحبة أفلام (حسن ونعيمة، غروب وشروق، زوجتي والكلب، الخوف، القاهرة 03، الثلاثة يحبونها، للرجال فقط، أميرة حبي أنا، خللي بالك من زوزو، الجوع، شفيقة ومتولي، صغيرة علي الحب، الراعي والنساء) وكثير من الأعمال التي جعلت منها سندريلا السينما المصرية. ولم تتوقف مفاجآت شهر يونية عند هذا الحد إنما أيضا اكتست تلك المفاجآت بالأخبار الكاذبة التي مهدت لرحيل أصحابها وأبرز مثال على ذلك ما حدث مع الفنان الكبير فريد شوقي الذي تمت إذاعة خبر رحيله في 71يونية 89وسمع بنفسه هذا الخبر، ثم عاد وكذبه ليرحل بعدها بأربعين يوما، رحل فريد شوقي الذي ظل طوال مسيرته نجما حتى أخر أعماله وقدم خلال هذا المشوار الطويل عدد من الأعمال الهامة ومنها (رصيف نمرة 5، الفتوة، الأوسطي حسن ،بالوالدين إحسانا، سلطان، جعلوني مجرما، الموظفون في الأرض، البؤساء، فتوة الجبل، شاويش نص الليل) وغيرها من الأعمال المهمة. أما صفحات شهر يونيو كان خبر رحيل الفنان الشاب عبدالله محمود عن عمر يناهز ال 94عاما بعد رحلة عام مع السرطان رحل الفنان الشاب بعد أن سيطر المرض علي الرئة وحرمه من التنفس الطبيعي وبعد أيام مع الغيبوبة، رحل صاحب أعمال (حدوته مصرية، إسكندرية ليه، المصير، عفاريت الأسفلت، المواطن مصري، اللعب مع الشياطين، الاحتياط واجب، الإمبراطور، حنفي الأبهة، الحريف) ورحل صاحب العديد من الجوائز وآخرها التكريم من جمعية الفيلم عن فيلمه الأخير الذي لم ير عرضه جماهيريا (واحد كابتشينو) للمخرج سميح منسي رحل عبدالله وكان آخر حبة من شجرة شهر الأحزان فهل تطرح من جديد هذا ما يخشاه الوسط الفني المصري!.