منذ دخول التقنية في حياتنا؛ وهي تتطور لتسهيل دور التواصل في هذه الحياة، حتى وصلت إلى إيصال الصوت والصورة والفيديو لأي مكان في العالم، والنقلة الأكبر مع تطبيقات الهواتف الذكية مثل الواتس أب (WatsApp) وتطبيق لاين (LINE) وتطبيق كاكاو (KakaoTalk) وقبلها ماسنجر البلاك بيري، وغيرها من التطبيقات التي أتاحت لمستخدمي الهواتف الذكية التواصل مع الأقارب والأصدقاء والزملاء بطريقة سهلة وميسرة، كما أتاحت تشكيل المجموعات وفتحت قنوات اتصال مع أشخاص قد تكون مشاغل الحياة أبعدتهم، ولكن سهولة استخدام هذه التطبيقات أغراهم بالتواصل مجدداً. وقد التقت الرياض بمجموعة من مستخدمي هذه التطبيقات ومنهم صالح العلي الذي تحدث عن تجربته مع هذه التطبيقات وكيف أنها كانت سبباً في التواصل مع أصدقاء وأقارب لم يكن يتواصل معهم بشكل دائم من فترة طويلة ولكنه يشتكي من انشغاله بهذه التطبيقات حتى في أوقات العمل وفي المناسبات الاجتماعية. هذا؛ ويختلف مستخدمو تطبيقات التواصل الإلكترونية في الهواتف الذكية في طرق استخداماتهم لها، حيث يستخدمها البعض منهم للتواصل مع الأصدقاء ومعرفة أحوالهم، بينما تُستخدم أيضاً في نقل الأخبار وتناقل الإشاعات والفيدوهات والصور الغريبة والمضحكة، أو يستخدمها البعض في نشر النصائح والأحاديث الشريفة وأخبار المحاضرات الدعوية والتوعوية، وهذا حسب المجموعات المنشأة من قبل المستخدمين، مثل مجموعة العائلة؛ حيث يكون التواصل وتناقل الأخبار العائلية، ومجموعة الأقارب للتواصل على مستوى أكبر، ومجموعات الأصدقاء وزملاء العمل؛ التي ستختلف في المحتوى المرسل والمستقبَل، وفي بعض الأحيان يتم إنشاء مجموعات متخصصة حول هويات معينة؛ مثل تشجيع الأندية أو عشاق التقنية، كما أن هذه التطبيقات قد تخدم قطاع الأعمال في تأسيس مجموعات لتحسين أداء العمل ومناقشة الأمور التي تحتاج لاتخاذ قرارات بدون التواصل الفعلي وعقد العديد من الاجتماعات. ومن هذه الناحية تحدث نواف المطيري معنا عن أهم المواضيع التي يحرص على استقبالها وإرسالها عن طريق هذه التطبيقات، وهي التي تخص الأحداث الجارية في المجتمع السياسي والرياضي بشكل خاص، كما يتابع الأحوال الجوية وأحياناً تستهويه بعض الطرائف والحوادث الغريبة، أما بالنسبة للمجموعات التي في هذه التطبيقات؛ فقد ذكر بأنها عبارة عن مجموعات للأقارب والأصدقاء وزملاء العمل والهوايات المشتركة. وفي مقابل كل جانب حسن من هذه الجوانب الإيجابية التي أثبتتها تطبيقات الهواتف الذكية في التواصل؛ نجد جانباً سلبياً لا يفي عن عبدالمحسن النزهان الذي لفت الانتباه إلى أن هذه التطبيقات قد تُستخدم استخداماً سيئاً، عندما يتناقل المستخدمون لها معلومات أو فيديوهات سيئة أو صوراً غير أخلاقية، وهذا بالطبع يُعتبر أمراً سلبياً يرتبط بكثير من هذه التطبيقات، التي تتمثل أبرز سلبياتها في الانفتاح على برامج ومواقع تسهل بدورها الوصول لمقاطع إباحية يتأثر بها الكثيرون، كما أن استخدام هذه التطبيقات أثناء قيادة السيارة يُعتبر سبباً رئيسياً في كثرة الحوادث المرورية التي يعاني منها مجتمعنا. ومع ما قامت به هذه التطبيقات من تسهيل للتواصل بين الأقارب والأصدقاء؛ إلا أنها أضعفت جانب التواصل الحقيقي، وقد لا يعدها البعض صلةَ رحمٍ من الأصل، أو تواصلاً اجتماعياً من الأساس؛ بل هي تباعد بين الناس فعلياً بقدر ما تُقَرِّب بينهم شكلياً؛ ليظل كل واحد فينا في جزيرة منعزلة في محيط افتراضي بلا شطآن. نواف المطيري