دخلت الانتخابات الرئاسية التي تجرى يومي الأربعاء والخميس المقبلين، مرحلة الصمت الانتخابي، اعتبارا من يوم امس الاثنين حتى نهاية التصويت مساء الخميس المقبل. وأصبح المرشحون وأنصارهم ملتزمين خلال تلك الفترة بالامتناع عن توزيع الهدايا أو السلع بهدف الترويج للمرشح أو حزبه أو برنامجه الانتخابي، وكذلك الامتناع عن إقامة الندوات والمؤتمرات الانتخابية سواء بحضور المرشح أو في غيابه، وعدم تنظيم مسيرات مؤيدة للمرشح سواء بمصاحبته أو دون ذلك، وأيضاً عدم تعليق اللافتات والملصقات الدعائية في الشوارع، وكذلك الامتناع عن استخدام موقع التواصل الاجتماعي أو أي موقع عبر شبكة الإنترنت بشكل دعائي وكذلك عليهم الامتناع عن إرسال رسائل دعائية عبر هواتف المحمول. وتراقب لجنة الانتخابات الرئاسية خروقات المرشحين وأنصارهم للصمت الانتخابي من خلال متابعتها المباشرة كأن تلاحظ قيام مرشح أو أنصاره بخرق الصمت مثلاً بوضع ملصقات في الشوارع فتقوم بعمل ضبطية قضائية للمخالفة وتكلف الجهات الإدارية بإزالتها وتبلغ النيابة العامة ضد المخالف لاتخاذ اللازم. كما يلزم القانون وسائل الإعلام بمنع نشر أي استطلاعات رأي حديثة أو سابقة، لإظهار الدعم لمرشح معين أو غيره، وكذلك عدم إجراء حوارات تليفزيونية وإذاعية وصحفية مع أي مرشح، والامتناع عن نشر الإعلانات المدفوعة أو غير المدفوعة سواء من قبل المرشحين أو أنصارهم، أما تغطية الأخبار التي لا تحمل أي شبهة دعائية أو خاصة بالعملية الانتخابية فلا غبار على نشرها أو إذاعتها. وقال مصدر مسئول إن فترة الصمت الانتخابى أمر واجب على المرشح والتزام قانوني على عاتقه يهدف إلى ضبط العملية الانتخابية وتمكين الناخبين من تكوين قناعتهم والمفاضلة بين المرشحين وتحديد اختياراتهم بعيدا عن ضغوط ومؤثرات الحملات الانتخابية وما تحويه من دعاية بوسائلها المختلفة، بعد أن أتيح للمرشحين على مدى الأسابيع الثلاثة الماضية الوقت الكافي لإجراء الدعاية اللازمة لهم. وعول مصدر عسكري مسئول على الشعب المصري بكافة فئاته فى الالتزام بالقانون، وعلى المواطنين في ان يتوجهوا الى صناديق الاقتراع لاختيار رئيسهم. وقال المصدر ل "الرياض" على الناس أن تنزل وتختار الاصلح للمرحلة القادمة، وان تلتزم بالانضباط، وحسن التعامل وعدم اثارة المشاكل، حتى تخرج الانتخابات في صورة طيبة تعكس شكل مصر الحضاري في كل انحاء العالم". وشدد المصدر المسئول على حرص المؤسسة العسكرية على اجراء الانتخابات بكل نزاهة وشفافية، وجدد الاستياء مما يتكرر على لسان أحد المرشحين بان هناك نية لتزوير الانتخابات. وقال ان المجلس الاعلى للقوات المسلحة سيكون متواجدا بكامل هيئته داخل غرفة عمليات الوزارة لمتابعة الموقف اولا باول، حتى تنتهي العملية الانتخابية بسلام، بمساعدة الجميع في الالتزام ومنها عدم تواجد ممن ليس له أحقية داخل او خارج اللجان او القيام باعمال دعائية اثناء سير العملية الانتخابية، وفقا للقانون. من جهته أكد الدكتور علي جمعة مفتي مصر حرمة الرشاوى الانتخابية لشراء الأصوات والتأثير على إرادة الناخبين المصريين لإختيار رئيس مصر القادم بالانتخاب الحر النزيه داعيا كافة فئات الشعب المصري من رجال ونساء وشباب إلى الحرص على أداء واجبهم الوطني في المشاركة الإيجابية الفاعلة في الانتخابات الرئاسية التاريخية التي ستجرى في جميع محافظات مصر. وشدد مفتي مصر في كلمته التي وجهها للشعب المصري أمس بمناسبة الانتخابات الرئاسية على أن اختيار رئيس الجمهورية ومن سيقود البلاد والعباد في هذه الفترة الحرجة من تاريخ الأمة هو أمانة في عنق كل مصري يحق له الاختيار. وطالب الدكتور جمعة باحترام إرادة الشعب المصري ونتائج الانتخابات، والقبول بما تفرزه نتائج الصناديق عبر الانتخابات الحرة والنزيهة، مؤكدًا أن رئيس مصر القادم سيكون رئيسًا لكل المصريين بكافة انتماءاتهم السياسية والحزبية والفكرية والدينية. كما طالب أنصار المرشحين كافة على مختلف انتماءاتهم وتوجهاتهم إلى احترام حق الآخرين من أبناء الوطن في الاختلاف على من يمثلهم من خلال انتخابات حرة ونزيهة ومن يقود أمتهم خلال المرحلة القادمة، داعيًا أبناء مصر ممن لهم حق الانتخاب إلى تجنب الصدام والعنف والاحتكاك غير المبرر والالتزام بالسلمية والحفاظ على المنشآت والحفاظ على صناديق الانتخابات بشكل قانوني وعدم الإنصات للدعاوى التي قد تؤدي إلى العنف أو تؤدى إلى الصدام أو الوقيعة أو الفتنة والتي تسيء لصورة الأمة المصرية التي تتطلع لبناء حضارة ومستقبل جديد وسط الأمم المتحضرة. وفي آخر تصريحات لهما قبل فترة الصمت الانتخابي، خرج كل من عمرو موسى واحمد شفيق بتصريحات في محاولة لكسب ود المواطنين، ففي الوقت الذى أكد فيه عمرو موسى أنه في حال فوزه بمنصب الرئيس، فإن أول قرار جمهوري سيتخذه سيكون متعلقا بتشكيل الحكومة، لكنه شدد في الوقت نفسه على أنه يبحث اصدار عدة قرارات أخرى تتعلق بحسم الملف الأمني والسير باتجاه الإصلاح الاقتصادي. وقال موسى في مقابلة مع قناة "الحياة" الاخبارية الفضائية بثته مساء اول من امس الاحد خلال المناظرة المنفصلة التي كان من المقرر أن تجمع خمسة مرشحين آخرين غيره، "ابحث أيضا قرارات تتعلق بما وعدت به في برنامجي خلال المئة يوم الأولى، والخاصة بالعمل على اطلاق ورش عمل رئاسية لدراسة كافة الملفات وتقديم توصيات لتنفيذها في فترة زمنية محددة مع تقدير التكاليف المقدرة لها". وأوضح أنه سيختار ثلاثة نواب له -ممثلين عن الشباب والمرأة والأقباط- يتمتعون بالخبرة والقدرة على أداء المهام الصعبة، مشيرا إلى أن عنصر الكفاءة سيكون الأساسي للمجموعة التى ستعمل مع الرئيس، سواء كانوا نوابا أو مساعدين. فيما قال أحمد شفيق أن مصر أصبحت في أمس الحاجة إلى ربط العالم الخارجي بها من خلال استرداد الثقة باقتصاد قوي يجلب استثمارات ضخمة عن طريق اعتماد المصداقية ومعدلات مشاركة تستوجب سعي المؤسسات الاستثمارية العالمية لربط مصالحها بمصالح مصر. وقال شفيق في مقابلة مع قناة "الفراعين" الاخبارية الفضائية بثته مساء اول من امس الاحد "إن دور الدولة يجب أن يكون أكثر شمولا بشأن تحسين أحوال البسطاء والفئات الأكثر فقرا وذلك من خلال دراسة دقيقة تراعي ظروفهم الحياتية والمعيشية والفروق الاجتماعية بنظرة عادلة وشاملة".