بين المتفائل والمتشائم مسافة بقدر القدرة على رؤية نصف الكاس.. بعضنا تجذب عينيه بقوة النصف الممتلئة ولا يجد حرجا في انتظار امتلائها.. بل ويعمل بكل تفاؤل على تحقيق امتلاء النصف الآخر وهو يعيش حالة من الاستمتاع.. البعض الآخر يرى بومضة عين النصف الفارغة.. ولا يعمل على تحريك الفراغ، بل يمارس كل أنواع التذمر والنقد السلبي ويلقي باللائمة دائما على غيره وربما متعته تتزايد في قدرته على رفع السلبية لأعلى درجاتها.. تلك المسافة أيضا أجزم انها هي مسافة النجاح وهي المفصل النوعي بين فرد وآخر ربما هي حقيقة وجوهر الفروق الفردية.. القضية لا ترتبط دائما بتربية المتزل، بل هي مجموعة عوامل مترابطة في المحصلة تصنع داخل كل فرد نوع الطاقة إيجابية كانت أم سلبية أم بينهما بما يعرف بالمتفائلين وهم بالمناسبة ليسوا مناظرين للوسطيين.. حالة التفاؤل ترفع من معدل دافعية الانجاز، وبالتالي النجاح.. بينما حالة التشاؤم تعيق الانسان من الانطلاق نحو مجالات الانتاج.. في مجتمعنا يتعامل الكثير منا مع مجتمعنا بكل تفاصيله من مؤسسات ونظم وخدمات بشكل سلبي، بل إن البعض يبدع في اختراق منظومة المشهد المحلي ليتجلى في طرحه عبر رؤى متنوعة لا يربط بينها سوى خطوط الطاقة السلبية او التشاؤم.. رغم حالة الحراك التنموي التي تعيشه البلاد وتغير الكثير من الأحوال للصالح العام إلا ان بعضنا تكتنزه رؤية سلبية متعمقة وتحول بينه وبين رؤية الجانب الإيجابي في المثير من المشهد المحلي.. لن أبالغ لو قلت إن أكثر المجتمعات جلد لذاتها هو مجتمعنا السعودي فلن أكون بالغت.. فالشاهد متنوع وسخي، هنا لا أرفض النقد، بل وأتمنى تنوعه، ولكن التغاضي عن الإيجابيات المحلية والتركيز على إيجابيات الآخرين ظاهرة سلبية وغير موضوعية للنقد لنقوم ونصلح، ولكن لا لجلد الذات لا لانكار التغير الإيجابي لا للنظرة السلبية بالعموم، التوازن مطلوب والموضوعية مطلوبة إدراك وتقدير التغيرات تمثل رؤية عادلة لمن يعمل ويجتهد، مع ملاحظة ان الطاقة السلبية لا تحول دون النجاح فقط، بل وتمنع الاستفادة بخيرات كثيرة تتفجر أكثر للطموحين المتفائلين لنتوقف عن جلد ذاتنا ونرى الجانب المشرق في واقعنا وهو ولله الحمد متسع وكبير.. بالمناسبة شكر النعم قيمة إيجابية ذات مرتكز ديني.. ومع ذلك للأسف الطاقة السلبية مرتفعة بما لا يتفق مع الواقع ولا قيمة الشكر..