أوضح الفنان راشد الشمراني أن مسرحية الدود مازالت تمر بالمراحل التجريبية السبع، ابتداء من المراحل الثلاث التي أنهاها فريق العمل وهي: عرضها الأول في احتفال الجمعية باليوم العالمي للمسرح بحضور معالي وزير الثقافة والإعلام العام في 27 مارس 2011، ثم عرضها الثاني في مهرجان طقوس بالأردن نهاية العام 2011 ثم عرضها في مسابقة الدمام للعروض القصيرة لهذا العام 2012 م، وقال: "المراحل التي مرت بها هذه اللعبة المسرحية هي: الإخراج قبل الحوار، ثم الحوار بوصفه عمليات ربط بين المشاهد التي أخرجها المخرجون الثلاثة: د. شادي عاشور، أسامة خالد، وخالد المريشد، ثم مساهمة الجمهور في صياغة المسرحية في مسابقة الدمام من خلال الجلسات النقدية. وكان الجمهور الذي شاهد العرض وناقشه في الجلسات النقدية هو جزء مهم من التجربة، وقال: إن النقاط التي أثارها الجمهور مرحلة ضرورية ليختار الجمهور عرضه الذي يريد مستبعدا ما يراه زوائد في العرض ليكون مساهما في صياغة العرض قبل كتابة النص بشكل نهائي والذي تعد المرحلة الرابعة، ثم المرحلة الخامسة وهي تولي أحد المخرجين الثلاثة صياغة العرض من جديد وهذا أساس التجربة وهدفها الرئيس، بعدها تأتي المرحلة السادسة وهي انفصال النص المكتوب عن جسد التجربة، ليصبح متاحا لإخراجه برؤية مغايرة للتجربة من أساسها، ونسميه هنا ( النص المفتوح) ثم تأتي السابعة والأخيرة وهدفها تفرع التجربة للحصول على ثلاثة عروض مسرحية: العرض الأول وهو الرجوع للمرحلة الأولى، وهي اللوحات الثلاث التي عمل عليها المخرجون الثلاثة، واشتراكهم في تقديم لوحة واحدة فيها مزيج من اللوحات الثلاث، وخالية تماما من أي كلمة مكتوبة معتمدة فقط على جسد الممثل، ثم العرض التالي وهو العرض الرئيس ( هدف التجربة ) بعد كتابة النص بشكل كامل، العرض الثالث تقديم عرض مختلف ومغاير عن طريق مخرج خارج المجموعة باستخدام النص المكتوب المنفصل عن جسد التجربة. وأكد الشمراني ان ذلك لعبة مسرحية والمسرح فضاء مفتوح بعيدا عن كلمة تجريب لما تثيره من حساسية، مؤكدا أنه ببساطة لا يوجد صح أو خطأ في الفن بشكل عام. وقال رجا العتيبي المشرف على برنامج التجريب بلجنة الفنون المسرحية بفرع الجمعية بالرياض: "مسرحية الدود لعبة مسرحية جميلة، وثقنا بها وأحببناها، وهي فكرة جديرة بالاهتمام والإخلاص لها وتحديدا عندما تأتي من فنان/مثقف كراشد الشمراني الذي عرض علينا لعبته المسرحية وتبناها الفرع بكل حب، وأبان العتيبي أن الهدف من هذه اللعبة المسرحية هي معرفة التحولات التي تطرأ على العروض، فمثلا: نرى عرض يبرز فجأة ثم يموت، وعروض تبقى فترة أطول في ذاكرة الجماهير، وعروض تتشكل وتتغير بتغير المناخات التي تعرض فيها، وعروض تتحول من شكل إلى شكل بناء على النقد الموجه لها موضحا أن كل هذه المؤثرات التي تعصف بالعروض سلبا وإيجابا عادة لا نلتفت لها ولا نعلم عن ( دورة حياة العرض المسرحي ) شيئا، مبينا أن لعبة مسرحية الدود تضع أساسا لهذا المفهوم من خلال التجربة ذاتها ومن خلال رسومات بيانية توضح هذه الدورة ، وأشار العتيبي أن كثير من المخرجين عندما يتسلمون النص ، يضعون الرؤية الإخراجية أولا ثم يبدأون يعدلون في النص حتى يتوافق مع رؤيتهم الإخراجية وكأنهم بدأوا فعلا بالإخراج قبل النص مبينا أن تلك واحدة من السلوك غير الواعي للمخرج عندما يبدأ بالإخراج قبل النص. وفي هذا السياق أبان د. شادي عاشور إلى ضرورة أهمية البحوث المسرحية وأنها كفيلة بتطور الحراك المسرحية، وأن الغرب يعمل على هذا الجانب سنوات طويلة، مبينا أنه لولا ذلك لما رأينا تجارب مسرحية عالمية أخذت موقعها الأمر الذي غيرت به خارطة المسرح إلى وجهات أخرى، فعلى سبيل المثال رأينا: تجربة مسرح المقهورين للبرازيلي أوجستو بول، وتجربة المسرح الاحتفالي للمغربي عبدالكريم برشيد وتجربة ( الحركة والإيقاع) للروسي مايرهولد مؤكدا أن فريق العمل يعمل ويجتهد وفقا للإمكانات المتوفرة خدمة للمسرح وتوسيعا لإطار الإدراك. فيما أشار خالد المريشد أحد المخرجين الثلاثة أن لعبة مسرحية الدود لعبة ممتعة تدخلنا في مراحل متعددة، فلا تنتهي المسرحية عند عرضها للمرة الأولى وإنما هي متوالية من العروض كل عرض يخرج من رحم العرض الآخر فهي نمو مستمر مبينا سعادة بالعلم مع فريق عمل واع لمثل هذه المباحث المسرحية. وقال أسامة خالد أحد المخرجين الثلاثة أني وجدت نفسي مع فريق عمل يعي أهمية العمل المسرحي، ويقدر الإنتاجية، مؤكدا على أهمية لعبة الدود كتجربة مسرحية مجنونة ينبني فيها العرض في كل مرة بشكل مختلف واصفا التجربة بأنها رحلة مسرحية مستمرون في قيادتها حتى نصل إلى نتائج التجربة.