الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد: فمما لاشك فيه أننا نعيش عصر فتن، وتحولات، سببتها أفكار ضالة مضلة، وتيارات وجماعات خدمت أعداء الإسلام، وأحدثت الفرقة والخلاف والاختلاف، وشوهت صورة الإسلام في أرض الإسلام ولدى الآخرين، ومما يؤلم ويحز في النفس أن كل ذلك يقدم باسم الإسلام، وتوظف نصوص وقواعد للتشبيه على من لم يتعمق في مقاصد الإسلام وأحكامه وخصائصه وميزاته، ومن تلكم الأحزاب والتنظيمات التي ارتحلت هذه المسالك الشاذة، وجندت شباب المسلمين لتنفيذ مآرب في ظاهرها تستجلب عواطف بعض المسلمين، ولكن حقيقتها الإساءة للإسلام باعتماد لغة العاطفة العاصفة، والحماسة الهوجاء، حرب تنظيم القاعدة الذي انطلى أمره على بعض الناس في فترات سابقة، ولكن تطورات أمره أثبتت الانحراف الذي يتبناه هذا التنظيم ومنظروه وأتباعه بصورة لا تقرها الأديان ولا الأعراف المرعية ، ولقد تابع العالم ذلكم التصرف المشين، الذي لا يصدر عن مسلم في ابتزاز دولة الإسلام، وقبلة المسلمين ، ومهوى أفئدتهم وقلب العالم الإسلامي النابض وطننا الحبيب المملكة العربية السعودية ، واختطاف نائب القنصل السعودي : عبدالله الخالدي، في سفارة خادم الحرمين الشريفين – أيده الله – في عدن لتتم المقايضة به في مطالب تصب في تحقيق أهدافهم، وإن أي مواطن ومسلم ليحار من هذه الجرأة التي تخالف الأصول والقواعد الشرعية والمواثيق الدولية، ولم تحصل مع غير المسلمين فضلاً عن المسلمين، وإذا كان رسول الله يواجه سفراء مدعي النبوة مسيلمة الكذاب الذين أرسلهم بكتابه، وأخبروا أنهم على فكره وهو ادعاء النبوة، وتجاسر على رسول الله وتجاوز لهذه الحرمات، ومع ذلك يتعامل رسول الله من منطلق التعامل الذي عرف عن العرب قديماً، وأقره الإسلام ضمن منظومة القيم في أن الرسل والسفراء لا يتعرض لهم بسوء، رعاية للعهود ، وحفاظاً على العلاقات الإنسانية، ويقول مبيناً عظم ما أقدموا عليه ولكنه لا يمكنه أن يتعرض لهم لأنهم سفراء: ( لولا أن الرسل لا تقتل لقتلتكما ) فماذا يجيب أولئك عن مثل هذه المواقف العظيمة من رسول الإسلام ، وما مستندهم في مثل هذه الضلالات والإجرام المتعمد ؟ إن مثل هذا التصرف المنكر والعمل الإجرامي ليكشف حقيقة هذا التنظيم ومزايداته التي يزعم فيها أنه يخدم الإسلام، وإن حقاً على كل مسلم أن يعرف حقيقة هذه الأفكار والجماعات التي تستخدم الدين غطاءً وشعاراً لانحرافاتها وضلالاتها، وأن يعلم أن من أعظم الواجبات في ظل هذه المدلهمات التكاتف والتعاون واللحمة مع دولة الإسلام، معقل الدين المملكة العربية السعودية، وأن يكون لنا إسهام السعي في فضح مخططات هذه التنظيمات المسيئة للإسلام، وإننا لنلجأ إلى الله ونحتمي بحماه أن يحمي هذه البلاد من كل سوء ومكروه ، وأن يحفظ لنا مليكنا وقائد مسيرتنا وحامي وحدتنا خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين ويوفقهما إلى كل خير ، كما نسأله سبحانه أن يحفظ سفراء هذه الدولة، وأن يرد نائب القنصل إلى وطنه وأهله سالماً معافى، إنه سميع مجيب. وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.. *مستشار مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية