قادة ورثوا ثقافة الانقلابات والتطرف المذهبي والطائفي، وأضاعوا بلدهم بين خرافة الاشتراكية العربية وهجاء الامبريالية، بينما يمارسون الرجعية الأروتارية في نهب الاقتصاد وقمع الشعب ثم التقاتل معه، يذهبون، وبسخافة وتجهيل للرأي العام العالمي بانتخابات صورية بقوة السلاح، وعيون الاستخبارات، لكن الرد جاء شعبياً عندما خلت مناطق الاقتراع في كل سوريا ورفض الخدعة الساذجة، ورشحوا قتلاهم من الأموات ليحتلوا المناصب!! سوريا الأسد الابن أعادتنا لانتخابات مماثلة عندما دفعت حكومات عسكرية بأنصاف أميين من العمال والفلاحين والجنود للواجهات ثم سجنوا الكفاءات والعقول باسم التآمر على الثورة لتخرج النتائج بانتخاب الرئيس بالمهزلة الشهيرة ب (99،9) بالمائة، وهذه المرة قد لا تحدث هذه النسبة ولكن بالخيار الوطني للقيادة العظيمة ليصبح الأسد وفق قانونه الخاص الرئيس، ليختار أخياره وحوارييه وأزلامه، وأبناء طائفته للسلطة المطلقة.. في انتخابات يغيب عنها ثلاثة أرباع الشعب والبلد في حالة غليان، والمرشحون والمقترعون صناعة النظام، يستحيل أن يصدق أي إنسان أن شرعية هذه الانتخابات مقبولة أو حتى تتوافق مع الحالات التي يتم فيها التزييف، ولكن بصورة مستترة.. معروف أن الفضاء الديموقراطي يأتي نتيجة دساتير وقوانين تعطي الحقوق الكاملة للمواطن، ليكون له الخيار بمن يريد ومن يرى فيه ممثله الخاص، لكن في سوريا الدكتاتورية المطلقة لا يمكنها رؤية شيء منطقي أو مقبول في بلد يساق شعبه للموت والسجون والتشرد.. سلطة عجزت أن تبدأ بالإصلاح ونشر بعض الحريات والعمل على الوحدة الوطنية، بدون تمييز، والتحرك عربياً وعالمياً لصياغة نظام يجلب الاستثمارات والسياح وإطلاق طاقات الشعب، وسن مناهج تعليمية واقتصادية لا يمكنه زرع الثقة بمواطنيه وغيرهم، لأنه لا قضاء بل أحكام عرفية، وإرهاب منظم لما يقرب من نصف قرن أطلق يد عائلة الأسد، أن تكون السيد على القطيع الشعبي!! ستدوم السلطة، ولكنها لن تخدع شعبها وغيره بأن من ثاروا قدّروا الثمن وتعاملوا معه بتضحيات نادرة، وشعب بهذه القوة، لا يمكن أن يساق إلى انتخابات مزيفة مقرر سلفاً الفائزون بها، ومع مواطن هو الأعلى ثقافة وتجارب مع مختلف السلطات والتيارات، ولعل فشل الدولة أن تجبر الشعب على قانونها، هزيمة جديدة وباقتراع مضاد برفض نظاماً ودولة همجية ولعل المشاهد المنقولة من الأحياء والأزقة والمدن باتخاذ خيار الرفض المطلق بيان عام ضدها.. العالم استهجن سلوك النظام السوري، وباركته الصين، وهي نظام ديكتاتوري يحكمه الحزب الشيوعي، ولا توجد فيه انتخابات إلاّ ما ظل يجري في الدول الشيوعية، وروسيا قيصرية جديدة يتداول السلطة فيها اثنان فقط، وإيران ونظامها قامع للمعارضة ورئيسها وصل إلى السلطة بانتخابات مزيفة.. إذن سوريا تقاد بدولة بوليسية تؤيدها ديكتاتوريات خارجية لكن اللعبة لا تنطلي على الملعوب به، لأن قانون الحرية أقوى من قسوة الأنظمة ودكتاتورياتها..