وأخيراً تحققت واحدة من أجمل أماني مدينتنا الغالية الرياض وسعادتنا بهذا الحلم لا تقل عن سعادة أيّ من قاطني هذه المدينة الساحرة أو أحد عشاقها . وهنا أعني صدور الأمر السامي الكريم من لدن خادم الحرمين الشريفين –حفظه الله- بإنشاء النقل العام والقطارات والجميع يعرف دون استثناء حاجة الرياض الملحة لهذا المشروع العملاق فالرياض مدينة عالمية يسكنها ما يقرب من 6 ملايين شخص ووجود شبكة النقل العام أحد أسس المدن العالمية !ولا أذيع سراً إن قلت إن زحمة الرياض في الفترة الأخيرة أصبحت مزعجة جداً وتعطل تحركات الناس والاقتصاد في العاصمة ! ومما زاد سعادتنا في القرار انه حدد مهلة زمنية للانتهاء من المشروع وهي أربع سنوات وهذا يدل على حرص القيادة على الوصول بالرياض إلى أجمل صورة ممكنة وبزمن معقول وتخليص سكانها من أرق الزحام ! وقد ذكر أكثر من مرة أن المشروع مجدٍ اقتصادياً وفي نفس الوقت فيه توفير هائل للطاقة المستنفدة وتضييعها سدى بسبب رخص أسعار الطاقة لدينا ! فرغم أن عدد سكان السعودية 28 مليون شخص فإنهم يستهلكون طاقة أكثر من الهند والتي عدد سكانها مليار شخص ! ولنكن صريحين وواقعيين ورحم الله امرءاً عرف قدر نفسه إن موضوع إنشاء قطارات المترو والمونوريل والترام جديد علينا في السعودية وخبرتنا فيه شبه معدومة إلا من خبرة استعمال عندما نستخدمه في بعض الدول في أسفارنا! لذلك الأفضل أن نسأل أصحاب الخبرة وأصحاب المعرفة في هذا المجال ربما دولتان أو ثلاثة على الأكثر اليابان وفرنسا وألمانيا ! والجميع يعلم أن اليابان ربما تأتي في المقدمة من ناحية التقنية والجودة والأمانة في إنجاز المشاريع ! ونحن هنا بين عاملين مهمين أولهما رضا الناس عن المشروع خصوصاً أن المواطنين صدموا بمشاريع القطارات في البلد فما حدث من مشاكل في قطارات الدمامالجديدة أصاب الناس بموجة إحباط عارمة وما مئات التعليقات التي تملأ الجرائد إلا دليل على يأس المواطن من خدمة القطارات ! العامل الآخر أن المشروع لمدينة الرياض العاصمة الحبيبة لذلك ستحرص أمانة مدينة الرياض على أن يخرج المشروع على أعلى مستوى خصوصاً انه مشروع سيبقى لمئات السنين القادمة فالمدن تكبر ولا تصغر ! كلمة حق إن أمانة مدينة الرياض تقوم بمجهود جبار في تطوير المدينة وربما لا يلاحظ الساكن لمدينة الرياض ذلك بسب الاعتياد! لكن بما اني أعيش خارج البلد في كل مرة أزور الرياض أراها تتغير بديناميكية سريعة وكأنها أصبحت ورشة بناء وتجديد ضخمة والشكر الجزيل لسمو أمير منطقة الرياض وسمو أمين مدينة الرياض. عندي تفاؤل أن المشروع سيخرج للضوء على أحدث طراز فأمانة مدينة الرياض والهيئة العليا لتطويرها أرقى وأكثر تنظيماً وحرصاً ولا تقارن بمؤسسة الخطوط السعودية !وهذه الحقيقة الواضحة للعيان !الشيء الآخر أنا على ثقة أن كل الشركات المرموقة في العالم ستقدم أفضل ما عندها للفوز بتطوير شبكة نقل للرياض أذكر قبل فترة كنا في اجتماع مع بعض المسئولين اليابانيين وكنا نناقش موضوع توسعة بعض المنشآت الصحية وكنت أتحدث لأحدهم فسألني عن أخبار هوايتي - تصوير القطارات- وهذا شيء معروف لكل أصدقائي وهذه ربما المرة الثانية التي يسألني مسئول ياباني عن هذه الهواية –وأخبرني عن سعادته بإنشاء مترو دبي بهذا الشكل !وعندما سألني عن نظام المترو في الرياض قلت للأسف لا يوجد لكن هناك نية –وقتها لم يصدر القرار بعد- فسألته مازحاً لكن لو عرض عليكم هل ستبنون مترو بالرياض فرد قائلا طبعاً دون تردد! كمواطن لا يهمني إن كان من سيفوز ببناء القطارات الشركات الشرقية أو الغربية المهم هو أن تكون على أعلى مستوى ومن يقدم العرض الأفضل وان يليق بمكانة الرياض ! وربما يفضل أن لا تكون شركة سعودية لأن خبرتهم في هذا المجال كخبرة الصحراوي في رياضة ركوب الأمواج ! والأفضل أن تكون إحدى شركات الدول الثلاث التي ذكرتها سابقاً فهم النخبة في هذا المجال ! أنا كلي ثقة أن أمانة مدينة الرياض ستحل مشكلة النارين! نار رضا الناس ونار التنفيذ بسرعة خلال المدة المحددة وبجودة عالية! **مما قيل هذا الأسبوع : ربما كتبت سابقاً قبل فترة طويلة سواء في التويتر أو الإعلام إن الرئيس الجديد لفرنسا هو هولاند (تنطق اولاند بالفرنسي) والفرنسيون اختاروا هولاند ليس حباً فيه ولكن كرها لسياسة ساركوزي ! أكتب هذا المقال في يوم الأحد يوم الانتخابات وربما أغلب من أعرفهم من أصدقاء أو زملاء فرنسيين عندما سألتهم قالوا إنهم صوتوا لهولاند ! المهم الآن كيفية التصرف مع الاشتراكيين وإقامة صلات قوية لخدمة الأمة العربية وليس الانتظار ! السياسي الحكيم من يضع خططاً لكل الاحتمالات !