في تفسيره للأوضاع الحالية في بلاده يقول شاعر عراقي إن هناك إدمانا لظاهرة الدكتاتور أعقبته الآن فترة من إدمان الانتظار للوعود وإنه رغم تحرر المواطنين من صدام حسين وتحرر المثقف من الرقيب فلاتزال اللغة بحاجة إلى تحرر. وأضاف عبد الرحمن الماجدي المقيم في هولندا أن الدكتاتور «أضحى ظاهرة في العراق. أصبح هناك صداميون صغار وكبار يتبادلون أنخاب الخراب حاجبين بضجيجهم أغلبية صامتة أسعدتها مقادير التغيير الذي لم يكتمل بعقبات شتى فما يجري في الشوارع انعكاس لها من ملثمين وثكنات متحركة وكتل كونكريتية (خرسانية) ومهرجين يبيعون هواء الوعود لمدمني الانتظار. «لكن هذا المشهد لا ينفي وجود عدد من ذوي المشاريع الحقيقية للعراقيين». وقال لرويترز على هامش مهرجان الفيلم العربي بروتردام الذي انتهت دورته الخامسة الأسبوع الماضي إن العراقيين تحرروا من الدكتاتور قبل أكثر من عامين كما تحرر المثقف من رقيب كان «يمسك هراوة تعبوية. وسيتخلصون من ثكنات العسكر المؤقتة في الشوراع. ويبقى السؤال.. متى تتحرر اللغة لتخرج كائناتها غير مكبلة ودون أن تسقط عند بوابات القول».. وصدر الشهر الماضي للماجدي ديوان (المعنى في الحاشية) الذي يعيد بشكله الإخراجي اللافت الاعتبار إلى دور للفن التشكيلي في التأويل والتحاور بندية مع القصيدة بدلا من وقوفه على تخومها أو أن يكون مجرد تفسير للنص الشعري. والديوان الذي صدر عن دار مخطوطات في لاهاي بهولندا يقع في 96 صفحة مختلفة الألوان تتضافر فيها القصيدة مع اللوحة كما خلت بعض الصفحات من الكلام وخصصت لرسوم وتخطيطات الفنان التشكيلي العراقي ناصر مؤنس. وقال الماجدي إن هذه تجربة جديدة لدار نشر تختص بصناعة الكتاب اليدوي ذي النسخ المحدودة وسيصدر له في الأشهر القادمة كتاب (الحلم في قصائد الاطفال) وهو ترجمة عربية لقصائد أطفال هولنديين عن أحلامهم مع رسومهم لتلك الأحلام.