بداية.. لست أستاذاً جامعياً ولا أخصائياً اجتماعياً كي أدلو بدلوي في هذا الموضوع شبه المهم. ولكن أحببت ان أكتب بعض السطور المتواضعة تعقيباً على مقال الأخ الكريم حمد العسعوس الذي نشر في جريدة «الرياض» للعدد 13496 وبتاريخ 29 ربيع الآخر 1426ه والموافق 6 يونيو لعام 2005م. فلقد قرأت الموضوع واطلعت على جميع نقاطه وللأسف لم أر ان هناك أي نقطة تشفع لذلك الكاتب حول السماح بقيادة المرأة للسيارة في هذه البلاد العظيمة والتي شرفها الله بكثير من النعم. وما ذكره حول بعض السلبيات التي تحدث وما زالت تحدث للأسف من بعض السائقين سواء الليموزين أو السائقين الخاصين لبعض العوائل وحول استشهاده ببعض المشاكل التي حدثت مع الهيئة وبعض الجهات الحكومية الأخرى فأقول له وللجميع وبصوت عال نعم حدث ذلك الشيء وللأسف بسبب ضعف الوازع الديني والأخلاقي في نفس الوقت. حدث ذلك الشيء وسوف يحدث حتى وان لم يكن هناك سائق خاص في المنزل بسبب ترك الحبل على الغارب. فالإنسان بطبيعته وفطرته ضعيف أمام الاغراءات والمؤثرات الخارجية أياً كان مصدرها. وأريد أيضاً ان أقول عفواً أيها الكاتب المحترم فلقد خلطت الحابل بالنابل فأنا أرى موضوع التفجيرات الذي ذكرته يتعارض تماماً مع هذا الموضوع. ومسألة الفتوى لست أنا ولا أنت من يبت فيها لا من قريب ولا من بعيد، فولاة الأمر حفظهم الله هم المسؤولون وهم من يقررون في تلك المواضيع التي وللأسف قد تعكر صفو المجتمع السعودي ناهيك عن حديث المصطفى عليه الصلاة والسلام حين قال في الحديث: «دع ما يريبك إلى ما لا يربك».. أما ان تستشهد يا أخي الكريم بسورة الكافرون وتأخذ من آياتها من طاب لك فهذا لا يجوز لأن كثيراً من الآيات والسور القرآنية نزلت في أقوام قد خلت ولها أسباب نزول. ومن جهة أخرى، أيضاً عادات وتقاليد مجتمعنا ما زالت وسوف تزال باذن الله على ما هي عليه.. وإذا كنت تنظر إلى حجم الفساد والفتن فلسنا المجتمع الوحيد بهذا والفساد والفتن في كل زمان وفي كل مكان.. فموضوع القيادة للمرأة موضوع للأسف خطير. كما أنني أذكرك وأذكر الجميع بموضوع جوالات الكاميرا عندما رفع عنها الحظر من قبل الدولة انظر إلى حجم الفساد الذي جرته معها، ومن دون أي تفاصيل. إذاً ما قاله الشيخ العبيكان عن قيادة المرأة للسيارة في بلادنا هو عين الصواب حيث قال: (بغض النظر عن الأمر الشرعي في هذا الموضوع ولكن مجتمعنا في الوقت الراهن غير مهيأ لذلك) وهذا والله هو عين الصواب فلدينا من ضعاف النفوس الكثير ولدينا ممن تبلد لديهم الاحساس العشرات بل الألوف نسأل الله العافية. ويجب علينا نحن المسلمين في هذا المجتمع ان نغير مفهوم تلك العبارة التي تنص على ان كل ممنوع مرغوب، نغيرها بقدر ما نستطيع ولو بتغيير جذري ويجب أيضاً ان لا ننظر إلى الخلف ونرى ما عند الآخرين في المجتمعات والبلدان الأخرى.. لأننا ولله الحمد في هذه البلاد الطاهرة نختلف عن البقية. وللأسف يا أخي الكريم لقد نظرت إلى الموضوع بنظرة صغيرة ومن خلال ميكرسكوب ضعيف العدسات.. كما أنني أدعوك بالذات وادعو كل من يساندك في رأيك إلى القاء النظر وبشكل بسيط على بعض السلبيات أو المشاكل التي سوف تحدث عن قيادة المرأة للسيارة في بلادنا: - سوف تزداد الحركة المرورية وتكتظ الشوارع بالسيارات. - قد تحدث بعض المشاكل عند الإشارات أو الخطوط الطويلة مثل المعاكسات وغيرها سواء من بعض الشباب أو بعض المراهقات من النساء أيضاً وقد يحدث ما لا يحمد عقباه. - سوف تضطر الدولة لوضع آلية جديدة وتعديل في قانون العقوبات وكيفية المعالجة الناجحة لبعض المشاكل المرورية وخلافها. - عندما تتأخر إحدى الفتيات أو الزوجات عن المنزل وتتعذر وسيلة الاتصال لسبب ما سوف يكون هناك وضع حرج للوالدين أو الزوج.. الأمر الذي قد يؤدي إلى انعكاسات على محيط المنزل والأسرة على حد سواء. هذه للأسف بعض الأمور البسيطة عند قيادة المرأة للسيارة.. وما خفي كان أعظم.. (وأذكرك مرة أخرى بحديث النبي عليه الصلاة والسلام: «دع ما يريبك إلى ما لا يريبك»). وفي الختام تقبلوا مني فائق الاحترام والتقدير،،،