د. الوشمي: خرجت الحلقة بجملة كبيرة من الرؤى التي تم رصدها لرفعها لمجلس الأمناء تواصلت فعاليات «الحلقة النقاشية» التي أقامها مركز الملك عبدالله لخدمة اللغة العربية لمدة ثلاثة أيام، قسمت جلساتها على فترتين صباحية ومسائية بمشاركات محلية وعربية من قبل خبراء ومختصين وأصحاب تجارب في علوم اللغة العربية والتخطيط الاستراتيجي في هذا المجال، حيث أشار عدد من الأوراق إلى أن اللغة العربية تتقاطع مع عامة المعارف في حياتنا، الأمر الذي يجعل من أهمية المركز بأنها تتمثل في تقاطعه مع مختلف جوانب حياتنا المعرفية ويندمج معها، مما يزيد من أهمية دور مركز الملك عبدالله لخدمة اللغة العربية.. فيما أكد عدد من المنتدين على ما وصفوه بالمنطلقات الحاسوبية لخدمة اللغة العربية من خلال المساهمة في بناء بنية تحتية رقمية تسهم في هذا المجال وفي مقدمتها الموسوعات الإلكترونية، إلى جانب تصويب المفردات والترجمة وغيرها، إضافة إلى ما يفرضه هذا المجال من تأهيل للقوى البشرية المنفذة لهذه الأعمال اللغوية الحاسوبية، إلى جانب تنفيذ شراكات مع المؤسسات العالمية الكبرى التي ضرب لها العديد من الأمثلة ومنها شركات الألعاب الحاسوبية.. وخاصة في ظل ما وصفه عدد من المشاركين بوجود «فجوة حاسوبية» كبيرة في هذه المجالات، إلى جانب ما أكد عليه جملة من أوراق الحلقة ما يعزز حركة البحث العلمي في علوم اللغة العربية، من خلال المؤسسات والأفراد من خلال تبني «المحتوى المفتوح». رئيس مجلس أمناء المركز د. محمد الهدلق خلال إحدى الجلسات كما كانت خصائص اللغة العربية وما تمتلكه من مقومات بوصفها اللغة العربية التي ما تزال حية منذ أكثر من أربعة عشر قرنا.. تشكل بنية هامة تكفل لمشاريعها بعدا من النجاح رغم ما يزاحمها من تحديات تنطلق حينا من داخل المجتمع العربي حينا، ومن خارجه حينا آخر، نتيجة ما فرضته الحياة المعاصرة.. وخاصة ما شهدته العديد من الدول العربية من استعمار وتخلف وشيوع ثقافة السوق ، وانصراف الناس إلى العامية، وتكمن الهزيمة النفسية من نفس العربي وانبهاره بالحضارة الغربية، وغياب المشروع النهضوي الشامل. وقد عقد الأمين العام لمركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية د. عبدالله بن صالح الوشمي جلسة ختامية لفعاليات «الحلقة النقاشية» بحضور رئيس مجلس الأمناء د. محمد بن عبدالرحمن الهدلق ونائبه وأعضاء المجلس.. وجمع كبير من المشاركين في فعاليات الحلقة، والمدعوين لها من أصحاب الاهتمام والتخصص والخبرة في علوم اللغة العربية.. حيث نقل في بداية حديثه تحيات المشرف العام على المركز معالي وزير التعليم العالي ومعالي نائبه وأعضاء مجلس الأمناء للمشاركين، واحتفاءهم بحضورهم ومشاركتهم، وتفاعلهم مع فعاليات الحلقة النقاشية التي شهدت أيامها الثلاثة حضورا وتفاعلا كبيرا وآراء جادة وثرية.. كما رفع الأمين العام إشادة الحاضرين بالقرار الرائد الصادر من مقام خادم الحرمين الشريفين في تأسيس مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية، وثقتهم باستمرار الدعم الكبير الذي يجده، وتطلعهم إلى وضع البرامج والمشروعات المتعددة لخدمة اللغة العربية. جانب من جلسات الحلقة وقال الأمين العام: أقر مجلس الأمناء أن يكون إشهار المركز من خلال عقد هذه الحلقة النقاشية التي تناقش رؤية المركز واستراتيجيته وأهدافه ومجالات عمله وأبرز المبادرات التي يمكن له أن يقدمها، فالمركز ومجلس أمنائه وأمانته العامة يجتهدون في أن تبدأ أعمال المركز من حيث انتهى الآخرون، وأن تحتفي بكل الجهود السابقة والمعاصرة في خدمة اللغة العربية، وأن يجد المركز في المؤسسات المعنية بخدمة اللغة العربية امتدادا له، وداعما وشريكا في المجال نفسه، حيث بدأ بعقد الشراكات مع المؤسسات المعنية بخدمة اللغة العربية في داخل المملكة وخارجها، إضافة إلى أن المركز سيقوم في برنامجه القادمة بعقد اللقاءات التنسيقية بين الجهات المعنية باللغة العربية، ويعمل على وضع قواعد المعلومات الكبرى بهذا السياق. وأضاف د. الوشمي بأن الحلقة النقاشية خرجت بجملة كبيرة من التوصيات والآراء والاقتراحات والتوجهات التي تخدم مسيرة المركز في خدمة اللغة العربية، والتي قامت الأمانة العامة برصدها وتنظيمها، حيث ستقوم بجدولة عرضها على مجلس الأمناء صاحب الصلاحية في رسم استراتيجيات المركز ووضع خططه العليا وبرامجه الدولية، لتحظى بعد ذلك بالعرض على معالي المشرف العام على المركز وزير التعليم العالي، والمركز مستفيدا من جميع الرؤى والأطروحات التي عرضت في الحلقة خاصة أن المركز يعيش مرحلة التأسيس المتصلة بوضع اللوائح والأنظمة وبناء الأطر التنظيمية له. وختم الأمين العام حديثه، بأن فكرة الحلقة النقاشية تتأسس على إشهار المركز وإشراك المتخصصين في المملكة وخارجها في رسم رؤاه واستراتيجياته والتواصل معه، مشيرا إلى أن التواصل مستمر من خلال السادة أعضاء المجلس الذين ينتمون إلى عدد من الدول العربية، ومن خلال الاتصال المباشر بسعادة رئيس المجلس أو نائبه أو الأمين العام، أو بالتواصل مع المركز وأمانته العامة في الرياض، مؤكدا على أن المركز يسعد بكل مسارات التواصل بالرأي والمشورة والاقتراح وتقديم البرامج والمشروعات، وهو ما يمنحه القوة والثراء والتنوع.